مرضى القلب في لبنان يعانون والأطباء يدقون ناقوس الخطر
آخر تحديث GMT12:30:15
 لبنان اليوم -

مرضى القلب في لبنان يعانون والأطباء يدقون ناقوس الخطر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مرضى القلب في لبنان يعانون والأطباء يدقون ناقوس الخطر

المستشفى اللبناني
بيروت ـ لبنان اليوم

لم يكن أمام الطفلة باسمة عودة (حديثة الولادة) سوى يومين لإنقاذ حياتها من الموت، هي التي وُلدت بتشوه خلقي في القلب يحتمّ عليها اجراء جراحة طارئة. إلا أنّ تعذر إيجاد سرير لها دفع بوالدها إلى مناشدة المعنيين وخصوصاً المستشفيات المتخصصة بحالتها لاستقبالها وإنقاذ حياتها من الموت. حاول المستشفى اللبناني- الايطالي تقديم المساعدة من خلال تزويدها بالأوكسجين والأدوية لكنه غير مؤهل للاهتمام بحالتها نتيجة نقص التجهيزات.
صرخة والدها العسكري التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حجم المعاناة التي تعيشها هذه العائلة. والدها الذي رهن منزله للبيع شرط تأمين علاج ابنته، مستعد لأي شيء شرط موافقة أحد المستشفيات الثلاثة ( الجامعة الأميركية في بيروت- مستشفى الرسول الاعظم - مركز بيروت للقلب ومستشفى أوتيل ديو) على الاهتمام بإبنته الرضيعة. نداء الاستغاثة لبّاه مركز بيروت للقلب من خلال طلب شخصي بذهاب أحد أطبائه لمعاينة الطفلة وتشخيص حالتها قبل نقلها.
وبالفعل، توجه الاختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة حيث تبين أنها تعاني تشوهاً خلقياً وحالتها صعبة ودقيقة. ولقد نقلت إلى مركز بيروت حيث خضعت لجراحة ووضعها دقيق وهي اليوم ما زالت ترقد في العناية الفائقة تصارع الموت بجسدها الصغير. قصة باسمة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة في بلد أصبح فيه الاستشفاء أشبه بالمهمة المستحيلة.
نجحت مساعي والدها في إجراء الجراحة لها، في حين ينتظر عشرات الأطفال دورهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب التمويل والفروقات المالية الباهظة والنقص الحاد في المستلزمات والأدوية.
ما تشهده غرف العمليات يكشف حجم الكارثة الصحية، لم تعدّ المشكلة محصورة في مكان واحد بل أصبحت أكثر عمقاً وشمولية وخطورة.
يتشارك الإختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة معاناة القطاع الطبي وما يواجهه من أزمات في المسلتزمات الطبية والمواد والأدوية وتداعيات هذا النقص على حياة المريض أو رفع نسبة الوفاة أو تراجع الخدمة الطبية.

يؤكد عودة أننا "نعاني نقصاً وضعفاً بشرياً ولوجستياً وطبياً، إذ يوجد في لبنان 3 جراحي قلب متخصصين للأطفال فقط وأحدهم يتحضر للسفر قريباً. كما يوجد 12 طبيباً اختصاصياً في قلب الأطفال وبعضهم يحاول الهجرة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. وتؤثر هجرة الاختصاصيين في زيادة الحمل وتراجع جودة الخدمة بعد تعذر تلبية كل احتياجات المرضى والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات".
نقف في مواجهة صعوبات وتحديات كثيرة، التشخيص الخاطئ للحالة، النقص في الطواقم الطبية نتيجة هجرة الكثيرين، الفرق في الفاتورة الاستشفائية والتعقيدات المالية، النقص في المستلزمات والمواد المستخدمة لإجراء التصوير المغناطيسي أو الفحوص الطبية وفقدان الأدوية تؤثر في جودة الخدمة الطبية وحتى في زيادة نسبة الدخول إلى العناية عند الأطفال الذين يعانون مشاكل أو تشوهات خلقية في القلب.
ويوضح عودة أن هناك "4 مستشفيات تقوم بعمليات جراحية للقلب عند الأطفال، وهي مركز القلب في مستشفى الرسول الأعظم، مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، مستشفى أوتيل ديو ومستشفى حمود. وتواجه هذه المستشفيات اليوم تحديات وبعضها شبة متوقف، إما بسبب الفوارق المالية الناتجة عن الجهات الضامنة أو النقص في الطواقم الطبية في غرف العمليات والعناية الفائقة. وبالتالي، يتعذر على 99% من الأطفال السوريين إجراء أي جراحة قلب نتيجة هذه الظروف، ولم يتمكن إلا طفل أو اثنين من إجراء العملية، في حين أن الـ 18 الباقين متروكون لمصيرهم".
يعرف جيداً عودة أن الأمور اختلفت كثيراً عن السابق، والخدمات الطبية التي كانت متوفرة تراجعت بحكم النقص في المستلزمات، وبرأيه "أصبحنا نستعين بالقياسات الموجودة برغم من أنها غير مناسبة لإجراء الجراحة وإنقاذ حياة المريض. أضف إلى ذلك أن فقدان أدوية أساسية ل#مرضى القلب يؤثر على حياتهم ، كما أن جودة الأدوية وفعاليتها تختلف بين دواء وآخر. ندور في حلقة مفرغة، فلا مستلزمات ولا أطباء وطواقم طبية وتمريضية، ولا أدوية ولا حتى بنزين متوفر، نحن محكومون بما يتوفر "بالقطارة" لتأمين أفضل ما يمكن للمريض".
ما يواجهه أطباء القلب عند الأطفال لا يختلف بتاتاً عن الكبار، أرخت أزمة الدواء والمستشفيات بظلها على الجميع. إذ يؤكد رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ومركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان لـ"النهار" أنّ انقطاع الأدوية عن مرضى القلب قد يتسبب بمضاعفات صحية خطيرة وعديدة، أولها مريض الضغط الذي توقف عن تناول أدويته من شأنه أن يعاني جلطة دماغية على المدى القصير، وعلى المدى المتوسط والطويل قد يُسبب مشاكل في النظر، الكلى أو جلطة قلبية.
أما المرضى الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب، هناك أدوية لا بديل لها وقد نجحت بشكل كبير في تحسين حياة المريض، لكن تعذر وجودها اليوم يؤدي إلى إدخال المريض الى المستشفى. كما هناك أدوية تعطى لحمايته من الأمواج الكهربائية نتيجة ضعف عضلة قلبه، وهي أدوية حيوية ورئيسية ويجب على المريض تناولها بشكل منتظم تفادياً لأي مضاعفات صحية أو خطر الوفاة. وان عدم تناول المريض هذه الأدوية يهدد حياته بالخطر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض الذي يعاني ضعفاً في عضلة القلب يضطر إلى دخول المستشفى نتيجة امتلاء الرئة بالمياه ويخسر من خلايا عضلة القلب وتتدهور حالة القلب شيئاً فشيئاً. لذلك تتضافر المجهود الطبي لحماية المريض من خلال الوقاية والمواظبة على أدويته. وبرغم من نجاحنا ومساعينا الطبية لتحسين حياته، نجد اليوم أنفسنا أمام خطر فقدانها نتيجة انقطاع الأدوية وحتى البدائل إن وُجدت".
كذلك الأمر بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون مشاكل في كهرباء القلب ويخضعون لأدوية وعلاجات لتنظيم دقات القلب. وعدم تناول أدويتهم يؤدي إلى نوبة تُسبب له إما جلطة أو موتاً مفاجئاً.
كما يتحدث كيوان عن المرضى الذين عانوا من جلطات أو لديهم نشاف في الشرايين ( ولم يجروا دعامات للقلب أو ما يعرف بالروسور) ووضعهم الصحي لا يسمح بإجراء تدخل طبي لوضع الروسور وهم يعيشون على الأدوية للمحافظة على حياتهم. ما مصير هؤلاء المرضى في حال توقفوا عن تناول أدويتهم؟
وحتى المريض الذي أصيب بجلطة وأدخل الى غرفة التمييل لوضع تدعيم له، يحتاج إلى تناول 3 أدوية على مدى سنة كاملة، كيف له أن يؤمن أدويته بشكل منتظم تفادياً لأي خطر؟ نواجه كارثة حقيقية فلا الأدوية موجودة ولا البدائل متوفرة، وبات على الطبيب أن يتفاوض مع الصيدليات والشركات لتأمين أدوية لمرضاه الذين يواجهون مخاطر صحية في حال التوقف عن تناول علاجاتهم".
لا يخفي كيوان أننا "أمام كارثة صحية تهدد أرواح الناس، وبرغم من كل صرخات الاستغاثة لم تهتز ضمائر المعنيين لمعالجة الأزمة. لا تشعر هذه السلطة بوجع مواطنيها، فهي في مكان وشعبها في مكان آخر يصارع الموت والذل في كل شيء. لا يمكن تحميل المواطن مسؤولة فقدان الأدوية بحجة التخزين، وعوض تراشق المسؤوليات، أمنوا له أدويته وأوقفوا الاحتكار والتخزين والسرقة. منذ أشهر والأمور من سيئ إلى اسوأ، على أمل أن تصل صرخاتنا فحياة الناس مهددة، وما كنا نتباهى به من طبابة وتعدد الأدوية أصبح اليوم مذلة لتأمينه بسبب احتكار البعض وتهريبه وتخزينه".

قد يهمك أيضا

أسباب طلب حسن الأوكسيجين من سوريا

المستشفيات تطالب برفع الأسعار مع تهاوى الوضع الصحى

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرضى القلب في لبنان يعانون والأطباء يدقون ناقوس الخطر مرضى القلب في لبنان يعانون والأطباء يدقون ناقوس الخطر



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:25 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
 لبنان اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 23:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 21:45 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 13:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:12 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon