البراعة في استفزاز الآخرين أهم صفات اللاعبين في عالم السياسة
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

يجب أنّ يقنع الناس بوجهة نظره بقدرته على إظهار الصدق

البراعة في استفزاز الآخرين أهم صفات اللاعبين في عالم السياسة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - البراعة في استفزاز الآخرين أهم صفات اللاعبين في عالم السياسة

جبران باسيل
بيروت - لبنان اليوم

إثنان من أهل السياسة، الأول حديث النعمة، والثاني ورث تلك النعمة بفعل صلة القربى. الإثنان بارعان في إستفزاز الآخرين، ليس فقط في ما يقولانه أو يعبّران عنه، بل في الأسلوب والشخصية، وإن كان يجمع بينهما إنعدام "الكاريزما"، وهي صفة أساسية يجب أن يتحّلى بها من يريد أن يتعاطى الشأن العام، لأنه يتعاطى مباشرة مع الناس، الذين إما أن يقبلوه أو يرفضوه. وفي كلتا الحالتين يُفترض أن يكون المتعاطي بالشأن العام قريبًا إلى ناسه أولًا قبل أن يكون قريبًا إلى الناس الآخرين، الذين يُعتبرون هدفًا بحدّ ذاته، لأن من يتحدّث في أي أمر إنما يهدف إلى إقناع من ليسوا في الأساس معه، وذلك من أجل زيادة مؤيديه، وليس إلى فقدان ثقة من هم في الأصل معه ويؤيدونه.

فأولى سمات رجل السياسة الناجح أن يستطيع إقناع الناس بوجهة نظره، من خلال قدرته على إظهار الصدق في خطابه وفي نبرة صوته وتعابير وجهه. فإما أن ينجح في إيصال ما يريد إيصاله بسهولة إلى الجمهور، وإما أن يكون الفشل حليفه.

فمن خلال إطلالاته القليلة، بإعتباره جديدًا في العمل السياسي، والبعض يقول إنه طارىء عليه، وكان آخرهذه الإطلالات يوم أول من أمس، لم يستطع رئيس الحكومة حسّان دياب أن يدخل إلى قلوب مستمعيه، أولًا لأنه لا يتمتمع بـ"كاريزما" كافية تؤهله لإقناع من يجب إقناعهم، وهم في الأساس يرفضونه ولا يعتبرونه يعبّر عن تطلعاتهم، على رغم أنه لم يأت من الطبقة السياسية التقليدية، وهو قدّم نفسه على أنه تكنوقراطي، ولكنه لم ينجح في إظهار هذه الصفة في الشكل الذي يمكّنه من دخول عقول الناس وقلوبهم، فضلًا عن أسلوبه الإستفزازي، الذي يضمّنه مواقف هجومية، إقتناعًا منه بأنها الطريقة الأمثل للدفاع.

أما الثاني فهو ليس جديدًا في العمل السياسي، بل يمكن القول إنه من بين الأشخاص القليلين الذين تولوا مناصب وزارية لسنوات طويلة ومتتالية، إذ كان له في كل عرس وزاري قرصًا، وقد إرتبط إسمه في بداياته على أنه "صهر الجنرال"، وقد دخل إلى المعترك السياسي من هذا الباب بالتحديد.

إنه النائب والوزير السابق ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي كانت له إطلالاة يوم الأحد، فلم يكن مقنعًا أولًا، على رغم أن مطالعته إقترنت بالأرقام والتفاصيل المملة.

بإختصار لم يكن الرجل موفقًا في ما هدف إليه، وإن تضمّنت مقدمة المواضيع، التي خصصها للخطة الإقتصادية والفساد ووضع الكهرباء، مضمونًا سياسيًا، مذكرًا بـ "أننا لسنا بصراع شخصي مع احد لكننا في صراع مع ملفات كلفت اللبنانيين الغالي، وعلينا الا نتراجع عنها لأن هم التيار الوحيد هو انقاذ الوطن، ولا مستقبل للوطن مع الفساد، لذلك فإننا مستعدون للتضحية بدليل عدم المشاركة بالحكومة وتصالحنا مع الآخرين مع تمسكنا بعدم المصالحة مع الفساد وهو ما تسبب بجنون الاطراف ضدنا".

وعلى رغم محاولته إظهار نفسه بعكس ما كان سائدًا، فإن التعليقات على كلامه تراوحت بين مؤيد، وهم من "اهل البيت"، وبين من إنتقده، وبالأخص في ملف الكهرباء، إذ إعتبر البعض أنه يتكلم في هذا الملف وكأن قطاع الكهرباء ملك ابيه.

على أي حال فإن كلام الطالع والنازل لن يقدّم ولن يؤخرّ في شيء، ويبقى التعويل على ما في إستطاعة حكومة 8 آذار من القيام به تمهيدًا لتغيير نظرة عامة الشعب إلى هذا النوع من الكلام، الذي لا يعدو عن كونه رمادًا في العيون.

قد يهمك ايضا:رئيس مجلس الأعمال اللبناني في الكويت يُوجِّه كتابًا إلى دياب 

 سليمان فرنجيه يحدث "هزّة" قوية تصل تبعات ارتداها إلى حكومة حسّان دياب

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البراعة في استفزاز الآخرين أهم صفات اللاعبين في عالم السياسة البراعة في استفزاز الآخرين أهم صفات اللاعبين في عالم السياسة



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon