متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة؟

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة؟

 لبنان اليوم -

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة

حسن نافعة

وصلتنى من المهندس نبيه الجوهرى رسالة جميلة المعنى والمبنى، ومن ثم تستحق أن نتأملها بعمق. فيما يلى نصها: «يقول (أينشتاين): (الخيال أهم من المعرفة)، لأن المعرفة حاضرٌ نعلمه، أما الخيال فيستشرف بـ(إبداع) اكتشاف المستقبل، ويستدعى من الماضى وتجاربه ما (يبنى) منه تركيباتٍ جديدة، مُحَوِّلا المعرفة إلى (واقعٍ) وإنجاز.. وهو اللبنات السحرية التى صاغ منها ـ مسبقا ـ هـ. ج. ويلز، وجول فيرن ـ وهما قطبان من أقطاب كتابات الخيال العلمى ـ ما شيد منه العقل البشرى مخترعاتٍ نقلت البشرية خطواتٍ عملاقة على أرض الواقع، وقفزاتٍ واسعة فى غزو الفضاء وتصميم مركباته الخارقة.. وليس (الخيال الإيجابى) حكراً على العباقرة والمبدعين دون سواهم، بل هو حقٌّ مشاعٌ بين أهل الأرض، فخيال المؤمن بما يرتسم فى مخيلته، وينفخ فيه من روح الحياة، فكأنه يراه رأى العين، وحين يتخيَّل السجين حريته يعيش ساعتها وقد تلاشى الإحساس بقيوده ومحْبـِسه، وحين نبتهل بالدعاء إلى الله، يُـلهب الدعاءُ الخيالَ، فتـُـفـْعـَمُ النفس بالأملِ، والنشاطِ إلى العمل، فالخيال الإيجابى يوفر نسبة كبيرة من الجهد فى تحقيق الفعل الذى تفعله! أما على الجانب الإيمانى، فالتقدم العلمى ـ وله الكثير من الفضل علينا ـ له: 1 ـ جانب (إيجابى): وهو للناس جميعا، فهم يحصدون ما يزرعون بفضل ما آتانا الله من (مواهب) وقدرةٍ على (التخيل الإيجابى)، ومع تطور العلوم وظهور علوم الطاقة.. اكتشف العلماء فى الآونة الأخيرة حقيقة أنه: (كلما كانت طاقتك إيجابية عالية زاد الخير وانهالت عليك النعم من كل اتجاه)، والطاقة حيث (التركيز)، وأى شىء تركز عليه يُحدِث تبادلا فى الطاقة بينكما.. 2 ـ جانبٌ آخرُ (سلبى): يتمثل فى أن (التكنولوجى) يقضم المعايير والمبادئ الإنسانية، ويحول البشر ـ فى النهاية ـ إلى وحشٍ (مادى) مخيف، فيكون (التقدم) المادى ضد البشرية عندما لا يسبح فى الآفاق الإيمانية الربانية، ويحلق ـ متواضعاًـ بجناحى المبادئ والأخلاق.. وهكذا يُمثـِّـل الخيال السلبى (طاقة) سلبية، ويقلل أداء الذاكرة، والعكس صحيح بالنسبة للخيال الإيجابى، وفى النهاية: الطاقة الإيجابية أعلى بحوالى ستة آلاف مرة من الطاقة السلبية. والآن.. ما هو التـَّـخيـُّـل؟ هو بحسب العالم النفسى (باتريك فانينج): (الإثارة الإدارية والواعية لانطباعات الشعور العقلى من أجل تغيير الذات). انتهى.. ويتضمن التخيل فى الأساس ثلاث خطوات: الاسترخاء، وتصفية الذهن، وإثارة صور عقلية إيجابية. فعندما نكون (مسترخين) ينتج المخ (موجات ألفا) (موجات مخية بطيئة) والتى تقترن بالشعور بدرجة عالية من الوعى واليقظة، والانفتاح على الإيحاءات والأفكار الجديدة، وهو ما لمسه (الدكتور جيرلينش) العالم النفسى، فى قوله: (التخيل أمر مفيد للغاية لأنه يثير وينشط عمليات ذهنية تجعلك تشعر دائما على طريق الإنجاز وتحقيق الذات، كما أنه يزيد من احتمالات التوصل إلى نتائج إيجابية إلى أقصى درجة ممكنة). انتهى.. وهكذا يزيد (التخيل الإيجابى) من احتمالات الوصول الناعم إلى مواقفَ من شأنها أن تساعد فى تحقيق الهدف المستقبلى المنشود. يمكن ـ بصورة عملية ـ الوصول المريح إلى صيغةٍ (تحويليةٍ) تحقق الخيال الإيجابى: 1 ـ ابدأ فى تخيل ما تريد تحقيقه. 2 ـ اجعلها تجربة تخيلية تفصيلية وواقعية قدر الإمكان. 3 ـ استخدم جميع حواسك الخمس. 4 ـ أدخِـل فى عملية التخيل مشاعرَ وانفعالاتٍ ملائمة. 5 ـ استشعر فى نفسك مشاعرَ الإنجاز والفخر، والإثارة والسعادة.. فما السبب فى أن كثيراً من الناس لا يتغيرون، إلا أنهم: 1 ـ لم يدركوا شيئاً عن (قوة التغيير) فى أعماقهم، وأنك إذا ما غيرت ما فى نفسك يتغير ما حولك. 2 ـ ينسون القاعدة الذهبية فى الطاقة: ما تركز عليه يزداد ويكثر. 3 ـ مصابون بعدم القدرة على قول (لا) لليأس. 4 ـ لا يستشعرون أهمية الاستمتاع بالعمل من خلال (الإيحاء) للذات، وكون كل الشخصيات تتشارك فيما بينها، فيما يسمى (حلقة الطاقة) أو (الهالة النورانية). 6 ـ لا يقدرون (ذاكرة العقل اللاواعى) (مخزن تسجيل الخبرات السابقة)، وأن القدرة على استدعاء المعلومات أمر فطرى ومكتسب فى نفس الوقت. 7 ـ لا يدركون تأثير العفو والتسامح. 8 ـ لا يـُنـَمـُّـونَ (ذاتيا) آلية الدوافع، وهى: الرغبة المحركة للسلوك الإنسانى، وتحديد الأهداف وإيجاد البدائل. والخيال جزء كبير جداً من الأخذ بالأسباب: 1 ـ فـ(الظن الحسن) هو نوعٌ من (الخيال الإيجابى)، والحديث القدسى: (أنا عند ظن عبدى بى، فليظن بى ما شاء)، (رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح).. يجب ألا يختل الاقتناع به، فهذه القناعة وحدها قد تغير حال العالم فى فترة قياسية إذا اقترن إحسانُ الظن بالله بإحسان العمل.. 2 ـ أما (الكـِبـْـرُ) فهو من أقوى مفجرات الطاقة السلبية فى الجسم، ويطلق عليه العلماء: (الإيجو EG0)، ولا يمكن أن ينشأ عنه أى سلوك إيجابى، فهو سبب كل المشاكل والحروب، والضغائن والخلافات، وغيرها من مصائب الدنيا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ). (الأنبياء: 105)، والصالحون هنا هم الصالحون لـ(عمارة الأرض) بالعلم والتطور والتكنولوجيا والإتقان فى العمل، وليس معناه الصلاح الفردى بأداء الطقوس العبادية وفقط، وهو قانون سماوى (مطمئنٌ) للنفس، لأنه يسرى فى كل الأوقات.. لكل هذا وغيره آن لنا أن نتساءل: متى تصل طاقة (الخيال الإيجابى) إلى (السلطة).. فتقبس قبساً من إبداعه.. وطاقته.. وحريته البـِكـْـر؟! فهل من يـُـلـَـبِّى..؟». نقلا عن جريدة المصري اليوم

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:47 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 22:16 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon