السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف

(السيستم) وقع فى مهرجان (كان) و(مو صلاح) ينقذ الموقف!

(السيستم) وقع فى مهرجان (كان) و(مو صلاح) ينقذ الموقف!

 لبنان اليوم -

السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف

بقلم:طارق الشناوي

ملامحنا هى أول انطباع من خلاله تبدأ علاقتنا بالآخر، كثيرًا ما أجد أسماء مثل عمر الشريف وأيضا يوسف شاهين، خاصة فى فرنسا، تتردد أمامى، وكأنهم يؤكدون مصريتى، فى الأعوام الأخيرة صار اسم (مو صلاح) يسبق الجميع، وأشعر قطعًا بالفخر، آخر ما رأيته لصلاح هو الفيديو كليب الذى صوره مع مؤمن زكريا أثناء احتفال (ليفربول) بالكأس، إنه أروع لمحة إنسانية شاهدتها، كل ذلك تم بتدبير محكم من صلاح وسأعود إليه بالتفصيل لاحقًا.

افتتح، أمس، مهرجان (كان)، فى دورته التى تحمل رقم (75)، إنه اليوبيل الماسى، ولهذا زادت مساحة الشغف، قبل نحو 30 عاما، وأنا أعتبر (كان) محطة رئيسية فى حياتى المهنية، بل تستطيع أن تعتبرها الأهم بين كل المهرجانات، حيث كانت رحلتى الأولى عام 92.

لم أخلف موعدى إلا عام 2020 عندما أخلف أيضًا المهرجان موعده، وأقام دورة افتراضية، وفى العام الماضى عاد واقعيًا، ولكن بإقبال جماهيرى وصحفى شحيح، وبدأنا نحجز التذاكر كنوع من زيادة مساحة الاحتراز (أونلاين)، عايشنا فى بداية أيام المهرجان مشاكل تقنية متعددة، لأن الموقع لم يتحمل كل تلك الضغوط، إلا أن العدد القليل من الضيوف الذين حضروا تلك الاستثنائية قلل بقدر لا بأس به من المعاناة، هذه المرة زاد قطعًا الضغط وزادت المعاناة، وكثيرًا ما واجهنا وقوع (السيستم).

أتصور، أو دعنى أقول أتمنى، أن يسارعوا بالتدخل حتى لا يضيع الوقت فى حجز تذكرة، العدو الأول للإنسان هو الزمن الضائع، وفى (كان) كل شىء تحسبه بالدقيقة، لأنك يجب أن تشاهد وتقرأ وتكتب، ومع زيادة زمن المشاهدة بالضرورة فكيف نجد وقتًا زائدًا لإيجاد تذكرة!، عثرت على تذكرة فيلم الافتتاح الذى تعرض عنوانه لأكثر من تغيير بسبب الخوف من تأويل عنوان (زد يعنى زد) لصالح روسيا فى حربها ضد أوكرانيا، المهرجان هو أول ضربة ناعمة توجه ضد روسيا، حيث سمح فقط لسينما المعارضة لروسيا بالحضور، وللمخرج الذى يرفض حكم بوتين، الفيلم عرض مساء أمس، ولهذا فلن أتمكن من الكتابة عنه لتقرأوه اليوم، ولكن هناك حالة أخرى عشناها قبل رحلة السفر مع محمد صلاح ومؤمن زكريا تستحق أولًا أن أسجلها هنا قبل أن تطويها الأيام فى زحام (كان).

لسنوات قادمة سيخترق هذا الفيديو، الذى ربما لا يتجاوز دقيقة واحدة، حاجز الزمن، مؤمن زكريا لاعب الكرة يتوسط احتفال نجوم (ليفربول) بالكأس، قام بتنفيذ تلك الاحتفالية فخر العرب والمصريين محمد صلاح، من الذى أشار عليه بتلك الفكرة؟، لا أحد سوى مشاعره النقية التى دفعته إلى أن يمنح الجميع فيضًا من الحب، يمتد عطاؤه للبشر أجمعين، لا أتصور أنها فقط صداقته بمؤمن، يقينا لو لم يكن صديقه كان أيضا سيفعلها، إنه (الترمومتر) الإنسانى اليقظ، الذى يوجهه دائمًا لاختيار مواقفه وكلماته.

صلاح إنسان متسق مع نفسه، لا يدعى أى شىء، ولكنه ينطق بكلمات يرددها قلبه قبل لسانه، لا يشرب الخمر لأنه لا يحبها فقط لا غير، نقطة ومن أول السطر، هذا هو بالضبط ما يشعر به، هذه كانت واحدة من الإجابات التى فتحت عليه أبواب جهنم، لأن الجماعة إياها ترى أننا فى كل إجابة عن أى سؤال علينا أن تصبح مرجعيتنا الوحيدة هى الدين الإسلامى، سواء كان للأمر علاقة مباشرة بالدين أم لا، وعليه كمسلم أن يجهر بالقول إنها حرام شرعا ويحاكمها من خلال عقيدته، ولا يعنيه أن هناك أديانًا وثقافات أخرى لا تجد فيها بالضرورة تحريمًا، الدين علاقة خاصة وحميمة مع الله، وليس لأحد الحق فى اقتحام الخصوصية بين العبد وربه، صلاح يقتنى فى رأس السنة شجرة كريسماس، ويلتقط صورة له مع ابنتيه وزوجته، وهى بالمناسبة محجبة، أغضبهم أنه لم يقل إن الشجرة حرام، أو أنه لا يجوز لمسلم الاحتفال بالعام الجديد أو بميلاد السيد المسيح عليه السلام، يريدونه مثل هذا الشيخ الذى يصفونه بقولهم مستنير، عندما قال لا يجوز للطفل المسلم أن يحصل على هدية من (بابا نويل)، وعليه أن يأخذها من (بابا مصطفى)، صلاح يعرف أكثر منهم أن الإسلام لا يفرق بين (بابا نويل) و(بابا مصطفى).

يحمل صلاح فى قلبه كل الحب لكل الدنيا لا يفرق معه لون أو عقيدة، ولهذا قرر أن يمنح ما يستطيع من السعادة لصديقه وابن بلده لاعب النادى الأهلى مؤمن زكريا.

كم يساوى هذا الفيديو؟، كم تساوى تلك اللقطة؟، والجميع يرى البهجة الغامرة على وجه مؤمن زكريا، روح زكريا كانت ترقص من نشوة السعادة.

ما الذى فعله أو من الممكن أن يفعله الإنسان فى هذه الدنيا أكثر من أن يشعر بالآخرين ويمنحهم هذا الفيض من الطاقة الإيجابية؟.

ماتت المشاعر وصار التريند مرتبطًا بأسوأ ما يمكن أن يصدر عن البشر لو صح أنهم حقًا بشر، حتى جاء تريند مؤمن زكريا ومحمد صلاح ليعيد إلينا الإحساس بأنه لا يزال فى الدنيا بقايا دنيا، نعم أنا أكتب إليكم من (كان)، ولكن قلبى لا يزال مع محمد صلاح ومؤمن زكريا، وغدا نُكمل رحلة (كان)!!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف السيستم وقع فى مهرجان كان ومو صلاح ينقذ الموقف



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:05 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 15:08 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

هزة أرضية تضرب ولاية تبسة شرقي الجزائر

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

الجزائري عسله الأكثر تصديًا للكرات في الدوري

GMT 23:10 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 9 مايو/ أيار 2023

GMT 19:03 2022 السبت ,14 أيار / مايو

نصائح لاختيار ملابس العمل المناسبة

GMT 18:36 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

حقائب فاخرة لأمسيات رمضان الأنيقة

GMT 15:28 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الكشف عن قائمة أفضل وجهات سفر عالمية في 2024

GMT 11:52 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

إتيكيت زيارات العيد

GMT 23:14 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

يوسف عنبر مدربًا للمنتخب السعودي

GMT 11:06 2022 الإثنين ,14 شباط / فبراير

أفضل الزيوت الطبيعية للعناية بالشعر الجاف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon