كرم عن كرم يفرق

كرم عن كرم (يفرق)

كرم عن كرم (يفرق)

 لبنان اليوم -

كرم عن كرم يفرق

بقلم: مشعل السديري

جاء في الحديث الشريف: (الخير في أمتي إلى أن تقوم الساعة) – لهذا يتسابق الفضلاء لفعل الخير: مثل ذلك المواطن السعودي بمدينة الخبر، استغناء من فائض الطعام في منزله وفائض الولائم؛ حيث قام بوضع ثلاجة كبيرة لحفظ الطعام أمام منزله، وقام بوضع الطعام فيها بقصد استفادة العمالة والمحتاجين منها.

وطلب من سكان الحي أن يشاركوه الأجر، بوضع الأطعمة والعصائر في الثلاجة، لمساعدة العمالة التي تعمل بالحي والمحتاجين على الاستفادة منها، مبيناً أنه يتابع صلاحية الطعام كل يوم.
وأضاف أن جميع سكان الحي تفاعلوا مع هذه المبادرة الطيبة وصاروا يتنافسون فيما بينهم على وضع الأطعمة في الثلاجة - حتى (الآيس كريم).
وتغلب على هذا السعودي بالكرم بطريقة مبتكرة مواطن قطري، حيث وضع، جزاه الله خيراً، (سبيلاً)، ولكنه للأسف لم يكن كالسائد، لأنه لم يكن سوى حليب (الخلفات) - أي النياق - ومعروف أن هذا الحليب رغم أنه لذيذ - وهو فعلاً لذيذ وسبق لي أن شربته مرّة واحدة في حياتي - (ولن أكررها) - لأنه قد يصيب من لم يتعود عليه (بالإسهال) - أعزكم الله - فتهافتت عليه أعداد كبيرة، خصوصاً من العمالة الأجنبية، وبما أنهم لم يتعودوا عليه (أصابهم ما أصابهم)، فأراد صاحب السبيل أن يعمل أكثر من حمام بجانب السبيل، غير أن البلدية رفضت ذلك، وحددت له حديقة تبعد عن الموقع أكثر من (500) متر، فعمل الحمامات هناك.
وبعدها عيونكم ما تشوف إلا النور؛ حيث إن العمال المساكين أصبحوا يتسابقون للوصول للحمامات، وفيهم من يصل سليماً، وفيهم من (يعملها) على نفسه وهو يجري - وكأنه في سباق (الماراثون).
لهذا أمرت البلدية أخيراً بإغلاق ذلك السبيل، وتنفس عندها أهل الحي الصعداء، وأعتذر منكم على نهاية هذه الخبريّة التي تزكم الأنوف، وأعدكم بأنني (لن أعيدها).
وفعل مثلهما رجل تركي، ولكن على طريقته الخاصة التي (استهجنتها) أنا شخصياً؛ حيث وضع أمام منزله ثلاجة بها (بطحات) - أي قوارير (عرق) - مع كؤوس بلاستيكية وماء وثلج، ليشرب منها كل عابري السبيل، مقتدياً بالكرماء العرب في زمن الجاهلية قبل الإسلام.
وكان منهم أحد الكرماء وغاب عنّي اسمه، وهو إلى جانب كرمه كان شاعراً لوذعياً لا يشق له غبار، وكان ينصب خيمة كبيرة ممتلئة (بالراح)، ليشرب منها ويروي غليله كل من عزّت عليه نفسه، ومن أشعاره:
(وشمول) كشعاع الشمس صافية/ مثل السراب ترى من رقة شبحا
إذا تعاطيتها لم تدر من فرح/ راحاً بلا قدح أعطيت أم قدحا؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرم عن كرم يفرق كرم عن كرم يفرق



GMT 03:22 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

ليست إبادة لكن ماذا؟

GMT 03:11 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

دستور الكويت ودستور تركيا... ومسألة التعديل

GMT 02:58 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

أبعد من الشغور الرئاسي!

GMT 02:51 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

ليس مبعوثاً واحداً وإنما ثلاثة

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:28 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الموت يُهدد حمادة هلال في "المداح"

GMT 02:03 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مشاهير عالميون حرصوا على أداء مناسك عمرة رمضان 2024

GMT 15:04 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

الأطفال في لبنان بقبضة العنف والانحراف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon