إسرائيل وإدارة بايدن تقديرات متباينة

إسرائيل وإدارة بايدن: تقديرات متباينة!

إسرائيل وإدارة بايدن: تقديرات متباينة!

 لبنان اليوم -

إسرائيل وإدارة بايدن تقديرات متباينة

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

تجري عملية ضم الأراضي الفلسطينية في إسرائيل على قدمٍ وساق، حتى مع الإعلانات الخادعة حول تأجيل هذه العملية، ففي الآونة الأخيرة لوحظ تسارع سياقات هذه العملية بشكلٍ يشير إلى استعداد لمواجهة احتمالات وضع إدارة بايدن مسألة حل الدولتين على الملف الفلسطيني الإسرائيلي على قائمة سياستها الجديدة – القديمة.

هذه العملية بدأت تتبلور أكثر من أي وقتٍ مضى من خلال ثلاثة سياقات: نزع أراض فلسطينية وبناء مستوطنات جديدة عليها بالتوازي مع توسيع المستوطنات القائمة وشرعنة البؤر الاستيطانية التي تعتبرها إسرائيل غير قانونية، وبناء طرق مواصلات للربط بين المستوطنات مع اقتطاع أراض فلسطينية لتوسعة شبكة الطرق وزيادتها، ورغم أنّ هذه السياقات ليست بالجديدة باعتبارها جوهر النظام الاستيطاني الإسرائيلي، إلاّ أن التسارع في تنفيذها يدفع إلى التأكيد على أنها خطوات جدية استباقية من أجل وضع العراقيل أمام حل الدولتين الذي أعلنت إدارة بايدن على أنه سيشكل جوهر سياستها على الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وحسب تحليلات إسرائيلية فإن هذه السياقات ستؤدي إلى خلق أمر واقع لا يمكن معه منح أي فرصة لرؤية إدارة بادين حول حل الدولتين.

فوزير الخارجية الأميركي المرشّح للمنصب قال خلال جلسة تثبيت ترشيحه في الكونغرس، إنّ إدارة بايدن تعتقد أنّ السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية بإعطاء الفلسطينيين دولة عبر حل الدولتين، حيث طالب أنطوني بلينكن بتجنب خطوات من شأنها عرقلة الوصول إلى هذا الحل، ويقصد بذلك بالتأكيد العملية الاستيطانية وخطة الضم، تصريح بلينكن هذا يفتح المجال لمجابهة إسرائيلية من إدارة بايدن من وجهة نظر بعض المحللين الإسرائيليين، ويعيد إلى الذاكرة ما كان الأمر عليه من التوتر الذي ساد العلاقات بين تل أبيب وواشنطن إبان إدارة أوباما، خاصة أن الإسرائيليين يتذكرون أنّ بايدن من دون شك لا ينسى قيام دولة الاحتلال بإعلانات استيطانية قبيل كل زيارة قام بها لإسرائيل عندما كان نائباً للرئيس الأميركي، في إشارة إلى تحدّي إسرائيل للإدارة الأميركية حول المسألة الاستيطانية، ما يبرر بنظر البعض تخوفا إسرائيليا مشروعا من رد فعل الإدارة الجديدة حول قيام إدارة نتنياهو بتفعيل خطة الضم الاستيطانية كجزء من صفقة القرن التي كانت جوهر السياسة الأميركية على الملف الفلسطيني الإسرائيلية في ظل إدارة ترامب.

وتتعامل إسرائيل بحذرٍ شديد من تعيين فيليب جوردن نائباً لمستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس وهو الذي سبق وصرّح عدة مرات بأن إسرائيل لن تبقى يهودية وديمقراطية إذا استمرت في السيطرة على ملايين الفلسطينيين، متسائلاً: كيف سيتحقق السلام إذا لم تضع إسرائيل حداً لاحتلالها للأرض والشعب الفلسطيني والسماح بالسيادة والأمن والكرامة للفلسطينيين؟.

مع ذلك، فإن تشكيلة المستويات الرئيسية القيادية في إدارة بايدن تبدد الكثير من القلق الإسرائيلي حيال هذه الإدارة، ومن تداول الأسماء والترشيحات فإن معظم هؤلاء هم أصدقاء لإسرائيل ويدينون بالولاء لمصالحها من خلال تجربتهم إثناء تولي مناصبهم في إدارة أوباما السابقة، خاصة وأنّ معظمهم من اليهود المعتزين بيهوديتهم وهناك 11 مسؤولاً يهودياً (بينهم بلينكن) اتخذوا مواقعهم في قمة المواقع الأساسية في إدارة بايدن الأمر الذي تشعر به دولة الاحتلال بالارتياح الذي يبدد الكثير من القلق.

وينصح بعض المحللين السياسيين في إسرائيل إدارة نتنياهو التعامل بهدوء من إدارة بايدن ذلك أن الأخيرة ليست بوارد فتح الملف الفلسطيني – الإسرائيلي في الوقت الراهن، وعلى إسرائيل أن تستفيد من الوقت المستقطع لتليين خطابها ودعم أصدقائها في الحزبين الجمهوري والديمقراطي لكبح أي محاولة من إدارة بايدن لتحولات من شأنها فتح مواجهة من إسرائيل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وإدارة بايدن تقديرات متباينة إسرائيل وإدارة بايدن تقديرات متباينة



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:20 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:01 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:19 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 19:51 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:08 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

نادي يوفنتوس يعلن إصابة مدافعه دي ليخت بكورونا

GMT 17:15 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

ميلنر يستبعد صلاح وماني من تشكيلته المثالية

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon