لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي

لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي ؟!

لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي ؟!

 لبنان اليوم -

لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

تبدو القيادات الإسرائيلية وكأنها لا تصدق أنّ أردوغان يلتمس صادقاً قانعاً استعادة العلاقات العلنية الطيبة معها، وما يحدث أنّ إسرائيل بمستوياتها الرسمية والحزبية وكذلك الإعلامية لا تتعامل بالجدية المطلوبة المتوقعة مع هذا التهافت لفتح صفحة جديدة بين أنقرة ودولة - الاحتلال الإسرائيلي-، تبدو إسرائيل أكثر تردداً وربما تشكّكاّ بالمسعى التركي، إلاّ أنّ ذلك لا يعدو وفقاً لبعض الآراء شكلاً من أشكال الابتزاز للإدارة التركية المنزلقة والنادمة على بعض الخطوات التي سبق وأن اتخذتها أنقرة إثر العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة وأحداث سفينة مرمرة، اعتراف أردوغان بأن العلاقات الاستخبارية كانت مستمرة طوال فترة القطيعة العلنية، وأن تراجع هذه العلاقات يعود إلى موقف بعض الأشخاص في إسرائيل، وكأنه بذلك يعفي إسرائيل الرسمية من مسؤولية تدهور العلاقات العلنية باتهام أشخاص وأفراد وتحميلهم مسؤولية هذا التراجع.

نظرياً، كان من المتوقع أن تسارع إسرائيل إلى الترحيب بالاندلاق التركي الذي عبّر عنه أردوغان ومستشاروه، لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً، فإن معظم ما صدر في إسرائيل على محدوديته تضمن تشكيكاً مصطنعاً في دوافع أردوغان، بل وأكثر من ذلك اتهامه بأنه سرّب ما قيل عن قنوات اتصال سرية منذ بضعة أشهر بين تركيا وإسرائيل أن ذلك يهدف إلى الوقيعة بين إسرائيل وأصدقائها في اليونان وقبرص، وخاصة في سياق تهديد صفقة الغاز الموقعة بين هذه الأطراف.

مستشار الرئيس أردوغان للسياسة الخارجية أسعد جاستين في حوار له مع «صوت أميركا» يقول إن بلاده ستخطو نحو إسرائيل خطوتين إن بدأت إسرائيل بخطوة واحدة. لكن إسرائيل في الغالب لن تخطو الخطوة الأولى وربما لن تخطو أي خطوة على الإطلاق إلاّ بعد أن تستمر إدارة أردوغان بمزيد من الاستجداء لاستعادة العلاقات معها، ذلك أن دعوات التقارب التركية المتكررة من شأنها أن تشكّل ضغطاً على أنقرة للاستجابة للشروط الإسرائيلية، والواقع أن ليس هناك رفض إسرائيلي ولكن هناك محاولة جدية لإخضاع تركيا وتعريتها عقاباً على سياسات وتفوهات سابقة كان قد أدلى بها أردوغان وأركانه ضد إسرائيل.

إسرائيل تقول في سياق تجاهلها للدعوات التركية بأن ليس لها مصلحة فعلية في هذا التقارب، وأن أسباب الاندلاق التركي يعود إلى استخدام إسرائيل في المواجهة المحتملة بين إدارة بايدن وأنقرة، وأن إسرائيل من الممكن أن تلعب دوراً في تخفيف حدة السياسات التي من المحتمل أن تقوم بها الإدارة الأميركية الجديدة ضد أنقرة بالنظر إلى التأثير القوي لإسرائيل على مجلسي الكونغرس في الولايات المتحدة.

ولا شك أن التهافت التركي للتطبيع مع إسرائيل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخريطة السياسية والأمنية والاقتصادية الجديدة للمنطقة إثر انطلاق عملية التطبيع العربي مع إسرائيل والتي قادتها دولة الإمارات، وإسرائيل صاحبة مصلحة كبيرة في انضمام تركيا في التحالف الذي تقوده الدولة العبرية لكي يتحول من تحالف سني عربي إلى تحالف سني إقليمي، بحيث يشكل أحد أهم التحالفات ليس في المنطقة بل على الصعيد العالمي.

إن انضمام تركيا إلى هذا التحالف يوفر لإسرائيل قدرة إضافية على تطويق وربما تطويع حركة حماس بعد أن تفقد الحركة مجالها الحيوي في الحراك الخارجي، خاصة بعد إزالة الكوابح أمام قطر للالتحاق بركب التطبيع، بعد أن تفقد الحركة حرية الحركة بين العاصمتين أنقرة والدوحة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي لماذا لا تستجيب إسرائيل للتهافت التركي



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon