سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة
آخر تحديث GMT19:48:16
الثلاثاء 12 آب / أغسطس 2025
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

"سندريلا" أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "سندريلا" أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة

سارة السهيل
بغداد - لبنان اليوم

سارة السهيل هي أديبة وكاتبة وشاعرة وقاصّة عراقيّة متخصّصة في أدب الأطفال باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والكردية، حتى أن بعض مؤلفاتها تُرجم إلى الكورية والصينية. متعددة المواهب ومبدعة في الثقافة والأدب والعلوم والفن التشكيلي والرسم. صاحبة 55 مؤلفاً في الشعر وقصص الأطفال والأدب، فضلاً عن أبحاث ودراسات، حول الأطفال والمرأة والأسرة ومناهج التعليم وغيرها. كانت ولا تزال موضع تكريم وتقدير من أكثر من دولة عربية.

في حوار  حول بداياتها ومواهبها المتعدّدة، تحدثت الكاتبة والشاعرة سارة طالب السهيل عن الطفولة في عالم ما بعد الحداثة، فقالت: «عندما تتقاذفنا أمواج الحياة العاتية في ظلّ رأسمالية متوحشة تطغى فيها المصالح المادية فوق كل اعتبار، ولا نقوى على مقاومتها، نسعى بكلّ السبل وراء قشة تحفظ لنا الحياة، نتمسك بها علّها توصلنا إلى شاطئ الأمان الذي هو بالنسبة لي، عالم الطفولة ببراءته وعذوبة خيالاته وأجنحة طيرانه فوق اللامعقول، بحثاً عن الخير والحب والجمال والنقاء والصفاء».

وأضافت: «واحة الطفولة قد تكون في معظم الأحيان واحة نستظلّ بها من هجير أيامنا الصعبة والموحشة بالأطماع البشرية، وفيها نستعيد تجارب لذة الاكتشافات الأولى للعالم من حولنا بروح ملائكية شفافة لا تعرف سوى الجمال والرحمة والحب. نستعيد أول حرف كتبناه وقرأناه وموسيقى استمتعنا بها وتمايلت أرواحنا على أنغامها. لذلك فإنّ أيّ إنسان منا يجد نفسه بالفطرة سعيداً جداً عندما يلاعب طفلاً أو يراقصه أو يقص له حكاية، ويأخذ نفساً عميقاً من روح الطفولة وقد سكبت بداخله لتشعّ فيه أملاً بعد يأس،

وراحة بعد ضيق صدر، وانفراجة أسارير بعد قبضة حال، ونقول سبحان الله الذي سخرنا لجمال الطفولة. إنّ معايشة الأطفال، ولكن بحب، قد تغني عن الذهاب إلى الطبيب النفسي، وتغني عن الهروب من مشاكل الحياة نحو تعاطي المخدرات أو الكحول وما شابه ذلك. لا غرابة في ذلك لأنّ طاقات النور الإيجابية داخل الطفل قادرة على محو ظلمات أنفسنا، إذا آمنا بذلك، وإشعاع نور الأمل والبهجة في نفوسنا».

هل كان اقتحامك عالم الكتابة للأطفال حباً بهم أم استمراراً لطفولتك معهم؟

ـ «الحقيقة للسببين معاً، فأنا أعشق الأطفال، وأعشق أن تظلّ روحي، مهما بلغت من العمر، بتيمات الطفولة وقدرتها على التعلم الدائم والدهشة المستمرة والتحليق اللانهائي. ومؤكد أن الأمهات والجدات كن أول مَن أبدعن في فنون الطفل من موسيقى وغناء وحكايات وأساطير قبل أن تظهر الكاتبات المعروفات، أو الموسيقيون الذين اهتموا بفنون الطفل البصرية والسمعية وغيرها. فقد كانت الأمهات تهدهدن للطفل لينام بدندنة بعض الكلمات والأناشيد التلقائية، ربما المتوارثة أو من قلب الأم، ومن حكايات الجدات التي كانت تروينها للأحفاد تطور أدب الطفل إلى الكتابة والتدوين».

هل أثرت ملامح طفولتك الأولى في تكوين شخصيتك؟

ـ عشتُ في لبنان أولى نسمات الطفولة، وكنت أزور منزل جدي في النبطية، حيث ذقت أصفى معاني الحب من خلال جدتي وبيت جدي الشجرة الحنونة بجذورها الراسخة في منابت الأرض الطيبة الجميلة والمبدعة. وعندما يضيق صدري من كدر الأيام، يأخذني الحنين لجدتي وبراءتها وحكمتها، وسرعان ما أبحث عن أنشودة فيروز: «ستي من فوق لو فيي زورا راحت عالعيد والعيد بعيد)، فتبحر ذاكرتي في الزمن الجميل حين تعرّفت أول مرة على الغاردينيا، وسمعت لأول مرة شعراً حزيناً. ولا زلتُ أزور لبنان لأن عالم الطفولة يستدعيني، حيث بيت جدي، وتستقبلني روح جدتي النقية التي لم تحب شيئاً في الكون كما أحبتني، فصار لبنان بالنسبة إليّ هو الجدة الحنونة والوطن المغرّد في سموات قلبي بجمال أشجار الأرز الشامخة وجمال الورود وتغريد العصافير، وهو أيضاً الحكمة والفطنة والذكاء وحب الزوج والوفاء له كوفاء أمي لأبي، وهو مشاعر الحبّ المتدفق والحاني القادر على منحي طاقة الحب والعطاء.

في رأيك، لماذا تبقى الكتابة للطفل شديدة الصعوبة للكثيرين؟

ـ لأنّ الأدباء الذين شغلتهم تصاريف الدهر والاهتمام بالقضايا السياسية أو الفكرية أو الفلسفية والإنسانية العامة انصرفوا عن روح معاني الطفولة بداخلهم. أما بالنسبة لي فإن الكتابة للطفل أيسر كثيراً، ربما لأنني أعيش عالمهم وأحلامهم وأبحر معهم في عالم خيالي مبهر مشوِّق.

لكن طفل اليوم بات مختلفاً ومخاطبته فنيّاً أشدّ صعوبة بفعل تكنولوجيا العصر؟

ـ هذه إشكالية حقيقية، فالطفل حالياً غير طفل الأمس، في ظلّ التطور التكنولوجي ودخول عالم الإنترنت، إذ أصبح من الصعب إبهاره بالأدوات القديمة التي كانت تستخدم من قبل، لذلك فإن كاتب الأطفال لا بد له من أن يطور أدواته وطرق تقديمه القصة عبر الرسوم الحديثة والكتاب الإلكتروني والرسوم المتحركة المتطورة وأيضاً عدم إلغاء دور الكتاب المطبوع تماماً. لذلك نوّعت بطريقة تقديمي قصص الأطفال، حيث أنتجتُ قصة «سلمى والفئران الأربعة» على شريط «كاسيت» مسموع للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، وكنت أول كاتبة عربية تقدم قصة للأطفال بطريقة «برايل» للمكفوفين ووزعتها بمجهود شخصي 100% لمؤسسات ترعى فاقدي البصر في مصر والأردن والعراق ولبنان. كما قدمت العديد من القصص الخيالية والكتب التعليمية للطفل مثل «أميرة البحيرة» و»ليلة الميلاد»، كتب مقدمتها بطريرك الكرازة المرقسية في القاهرة البابا شنودة، و«قمة الجبل»، و«قصة حب صينية»، أو «سور الصين الحزين» باللغتين العربية والصينية، و»اللؤلؤ والأرض» أهديتها للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قصتي «ندى وطائر العقاقير» و«نايا» باللغة الكردية، إلى جانب كتب تعليمية للطفل بمراحله التعليمية المبكرة وقاموس للأطفال «حروف وأرقام»، وقاموس المهن باللغتين العربية والإنجليزية، ومناهج تعليميّة للأطفال في مراحل الدراسة الأولية وكتب تثقيفية.

ما بين الشعر والنثر روافد متصلة، فأيّهما أقرب إلى قلبك؟

ـ لكل منهما أدواته وأسالبيه وجمهوره، فالشعر هو أرقى الفنون القولية، مهما طغى الفن القصصي، وصار ديواناً للعرب بما يملكه الشعر من خيال واختزال للزمان والمكان والقدرة على النفاذ إلى جواهر المواقف الإنسانية وأصفاها بأقلّ الألفاظ وأعمقها وأشدها تأثيراً في المتلقي. كانت تجربتي الشعرية مبكرة جداً، من الصفوف الابتدائية ومفتاحها التعبير عن البطولة والانتصار للقضية الفلسطينية، ثم تطوّرت مع رحلة الحياة فأصدرت ديوان «صهيل كحيلة» و»نجمة سهيل» و»دمعة على أعتاب بغداد» وغيرها. وسرعان ما أخذني عالم الطفولة عبر العديد من القصص التي تطوّرت عبر مراحل تجربتي بدءاً من قصة «سلمى والفئران الأربعة» التي تحوّلت إلى عمل مسرحي كتب مقدمته العظيم الراحل عبد المنعم مدبولي وبطولة النجمة الكبيرة دلال عبدالعزيز، مروراً بالعديد من القصص. كما أصدرتُ كتباً تعليمية للأطفال، وأخرى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منها كتب بطريقة «برايل» ومنها «قصة حب صينية». ثم وجدتني أقتحم حقل كتابة المقالات المتنوّعة سياسية وفكرية واجتماعية، وإن طغت المقالات الاجتماعية على غيرها، انطلاقاً مما أجده من دوافع داخلية للكتابة عن قضايا بعينها تبنّيتها بعد أن شغلتني كثيراً، وقدت حملات طويلة عبر سلسلة من المقالات لتوعية الناس بمخاطرها وفي مقدّمتها العنف بكلّ أنواعه، خاصة العنف ضدّ المرأة والطفل والطبيعة والحيوان وفشل العلاقات الزوجية وما يترتّب عليها من انهيار المؤسسة الزوجيّة وهدم السلام الداخلي لأبناء الطلاق. كما كانت لي مقالات تناولت الإرهاب والتطرّف الذي لا سبيل لنا إلى معالجته من دون العودة إلى ثوابت الأخلاق التي تربينا عليها، ولكن للأسف فإنّ عالم «الإنترنت» وقنوات التواصل الاجتماعي تهدم كثيراً مما تبنيه القيم.

ما الذي يشغلك اليوم من قضايا الطفولة؟

ـ كل قضايا الطفولة تشغلني، ولكن أقف في محطات حرجة من الطفولة، خاصة بعد أن أنهكت الحروب الطائفية عدداً من الأقطار العربية وعاثت الجماعات الإرهابية والتكفيرية في معظم أنحاء بلادنا فساداً وخلفت من ورائها نزوحاً قسرياً للأطفال الأبرياء وها هم يعيشون في مخيّمات ويُحرمون من متاع الأمان وحضن الأوطان. وقد تناولت هذه القضية كثيراً في العديد من المقالات، وعالجت قضية النزوح للإنسان العراقي والسوري والفلسطيني عبر قصة «تصريح دخول»، تحية مني لصمودهم وإصرارهم على البقاء في ظل غربة لا نهائية عن أوطان ذبيحة.

بعد هذه الرحلة الطويلة في معايشة الطفولة وقضاياها ما الذي تفخرين به؟

ـ رغم تكريمي في أكثر من مناسبة، إلا أنّ لقب «سندريلا أدب الطفل» كان من أجمل مظاهر التكريم وأحبّ الألقاب أليّ.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الروائية سارة السهيل تُبيّن أنّ عشقها للأطفال ذلّل الصعاب في طريقها للكتابة عنهم

سارة السهيل تحاضر حول "أسس بناء أسرة في زمن المتغيرات"في المكتبة الوطنية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة سندريلا أدب الأطفال سارة السهيل أديبة وكاتبة وشاعرة عراقيّة



أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:01 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:02 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:09 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:02 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

نزهة في حديقة دار "شوميه"

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:51 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان

GMT 08:43 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

المغربي حكيم زياش يُطالب غلطة سراي بمستحقاته المالية

GMT 06:05 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

«حطب سراييفو» المرشحة للفوز بجائزة

GMT 11:28 2022 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

أبرز الأماكن الطبيعية التي يمكن زيارتها في النمسا

GMT 20:07 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

إعادة فتح طريق ضهر البيدر الدولي في لبنان

GMT 10:17 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

100 مليون قدم مكعب كميات ضخ الغاز المصري إلى الأردن

GMT 17:30 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

بلوز يسحق شاركس ويتقدم في نهائي الغرب

GMT 14:18 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفيلم التسجيلى الطويل "ماما كولونيل" فى مركز الهناجر

GMT 13:30 2022 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

السيول تغمر 10 آلاف فدان زراعي في السودان

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 09:38 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان: هل يعود سعد الحريري لرئاسة الحكومة؟

GMT 08:52 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

مستحضر "ثوري" في عالم التجميل بتوقيع "ديور"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon