قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

أصبحت محط أنظار من يأتي إلى مصر

قرية "ساقية أبو شعرة" عاصمة السجاد اليدوي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - قرية "ساقية أبو شعرة" عاصمة السجاد اليدوي

سجاد قرية ساقية أبو شعرة

القاهرة ـ أكرم علي    يجد المرء في ظل ما تتعرض إليه مصر من تطورات سياسية وأحداث تعصف بالواقع المصري، أن هناك ثغرات تؤكد أن مصر ما زالت لديها الكثير من التراث الباهر الساحر للعالم، يتجلى ذلك في قرية صغيرة عدد سكانها 15 ألف نسمة تقريبًا تبعد عن القاهرة 70 كم، تخرج منها منتجات تصدر لجميع نواحي العالم، إنها قرية "ساقية أبو شعرة" في محافظة المنوفية المصرية، التي أصبحت محط أنظار السياح حين يأتون إلى مصر، وصدرت سجادها إلى قصر الإليزيه في فرنسا.
يقع السر خلف إبراز هذه القرية، في آلة مكونة من أربعة قوائم خشبية تتوسطها أسطوانة دائرية يطلق عليها "النول" يجيد 80%  من سكان القرية التعامل معها، لتصنع أروع ما ترى العين من السجاد اليدوي.
يلخص أحد أبناء هذه القرية أحمد عمر ارتباط أهلها بهذه الصناعة قائلاً لـ "العرب اليوم"، "السجاد اليدوي بالنسبة إلينا كالماء والهواء، فلا يوجد منزل إلا وفيه آلة النول، المستخدمة في تحويل خيوط الحرير إلى أفخر أنواع السجاد اليدوي".
ويوضح أحمد أن منتجاتهم وصلت إلى المعارض العالمية، واستطاعت منافسة السجاد الصيني والسجاد الأفغاني والمغربي.
يقول أحد العاملين بالقرية ويدعى محمد عبد المتعال، يبلغ من العمر 15 عامًا، "يمر تصنيع السجاد اليدوي بأربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الحرير عليه، ثم تأتي المرحلة الثانية بوضع الماكيت الأساسي للسجادة ليسير عليه العمال أثناء التصنيع، وتأتي المرحلة الثالثة بصباغة الخيوط الحريرية البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتكون من خلال غسل السجادة وكيها وتغليفها.
وعن أسعاره يقول أحمد عمر إنه يباع بالمتر، وتصل تكلفة المتر الواحد منه إلى أكثر من 1200 جنيه، ويشتريه التاجر بحوالي 1600 جنيه، ويصل السعر عند التصدير إلى 2500 جنيه وأكثر من ذلك حسب العرض والطلب، وحسب النوع والخامة.
وتعتبر هذه المهنة مربحة جدًا للعاملين بها، فوفقًا لمرزوق عبد الله عياد يصل الأجر اليومي إلى 30 جنيهًا، وهو ما جعله حريصًا عليها رغم حصوله على بكالوريوس أصول الدين جامعة الأزهر، ويقول: "أحمد الله على إجادتي لهذه المهنة، فلولا ذلك لكان مصيري مثل مصير الكثير ممن يحصلون على شهادة التخرج ويضعونها في برواز على الحائط".
ويطالب مرزوق الدولة بتقديم الاهتمام والرعاية لهذه المهنة، التي تساهم بشكل كبير في الحصول على العملة الصعبة، بالإضافة إلى تخفيض الجمارك على المواد الخام المتعلقة بهذه الصناعة، حتى يتسنى للكثير من الشباب الإقبال على هذه المهنة، التي تمنع انتظار الوظيفة الحكومية.
ويغلب الطابع العائلي على هذه المهنة، فالكل يعملون فيها بدءًا من الجد والجدة، ومرورًا بالآباء والأمهات، وانتهاءً بالأطفال.
ويرى أن هذا الطابع هو سر نجاح الصناعة في هذه القرية واستمرارها، مشيرًا إلى أنه تعلمها منذ صغره على يد والده في الإجازات الصيفية.
ولا يقتصر الأمر على الذكور فقط، بل تعمل الفتيات فيها أيضًا، فالطالبة في الصف الأول الثانوي عزيزة حسين تعمل فيها منذ 4 سنوات، وتلخص سر نجاح الصناعة بقولها: "نحن نمارسها كهواية أكثر منها مهنة".
وتضيف: "هذا الحب يدفعني للعمل وقت الإجازة، واختصار بعض الوقت الدراسة لممارستها"، وتحصل عزيزة على 10 جنيهات في اليوم، لكنها لا تنظر إلى المقابل المادي، قدر اهتمامها بممارسة هذه الهواية.
يذكر أنه أثناء زيارة الرئيس المصري السابق حسني مبارك لفرنسا في العام 2010 وجد على أحد حوائط قصر الإليزيه سجادة معلقة وعليها عبارة (نسجت في ساقية أبوشعرة) فعاد الرئيس من فرنسا متوجهًا لزيارة هذه القرية التي تقع في محافظة المنوفية، التي ينتمي إليها مبارك أيضًا، ليرى على الطبيعة أنوال بيوت ساقية أبوشعرة التي طافت منتجاتها دول العالم، والتي قدمت نموذجًا، وضربت مثلا يحتذى في القضاء على البطالة، وبعد انتهاء الزيارة أهدى أهالي القرية للرئيس السابق مبارك سجادة نسج عليها علم مصر، ومن يومها ازدادت شهرة القرية، التي تعتبر عاصمة صناعة السجاد اليدوي في الشرق الأوسط.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي قرية ساقية أبو شعرة عاصمة السجاد اليدوي



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 19:09 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

راين كراوسر يحطم الرقم القياسي العالمي في رمي الكرة الحديد

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon