المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية تتحكّم في مفاصل تأليف الحكومة اللبنانية
آخر تحديث GMT12:13:04
 لبنان اليوم -

المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية تتحكّم في مفاصل تأليف الحكومة اللبنانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية تتحكّم في مفاصل تأليف الحكومة اللبنانية

تأليف الحكومة اللبنانية
بيروت _ لبنان اليوم

بالتأكيد، يمكن إنجاز ولادة سهلة وسريعة للحكومة لو كان اطراف الأزمة يتطلعون الى المصلحة العامة والانهيار الاقتصادي والمالي، الذي ازال الطبقة الوسطى ودمّر المؤسسات، ودفع اللبنانيين الى الهجرة، في موجة شبيهة بما حصل عام 1989. لكن المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية هي التي تتحكّم بمفاصل التأليف، ما يجعل من السهل ربط هذه الأزمة بالملف الاقليمي الكبير والشائك، لا بل الخطر ايضاً. لذلك، تتساقط المبادرات الواحدة تلو الاخرى على الرغم من الأفكار المتعددة. وآخر هذه المبادرات قد يطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة عيد الفصح الاحد المقبل، وهي مؤلفة من اربع نقاط أُشبعت درساً. وليس مستبعداً ان يُصدر «حزب الله» ترحيباً بتصور البطريرك، مع الإشارة الى الزيارة اللافتة للمسؤول الايراني لبكركي امس.

وعلى الرغم من هذه الإيجابية التي ستظهر، الّا أنّ الحكومة لن ترى النور حيث من غير المستبعد ان تظهر عقبات جديدة.هي مرونة في الشكل، اما المضمون فله علاقة بالواقع الاقليمي، وهنا بيت القصيد. فالمفاوضات الاميركية ـ الايرانية لا تزال تحصل من خلال وسيط او ربما وسطاء (سلطنة عمان في شكل اساسي، وأخيراً شاركت فرنسا في نقل بعض الافكار)، بعد رفض طهران البدء بمفاوضات مباشرة الآن. لكن ادارة جو بايدن التي كانت تصرّ على نتائج سريعة، اصطدمت بعوائق عدة جعلتها اكثر واقعية: ايران تريد الاتفاق لكن توقيتها لم يحن بعد. في الواقع ومع إتضاح صورة الانتخابات الرئاسية الاميركية لمصلحة بايدن، كانت الاوساط الديبلوماسية الايرانية تتحدث في الكواليس عن ثابتتين: الاولى، انّ المفاوضات لن تكون سريعة وستستهلك وقتاً ليس بقصير.

والثانية، أنّ لا تعديل على الاتفاق النووي وهو ما سيتطلب مناورات وشدّ حبال وتجميع اوراق خلال المفاوضات لجعل الادارة الاميركية تلين وتعود الى النص الاصلي من دون اي أضافات. مع الإشارة هنا الى انّ المفاوضات الجدّية لن تبدأ قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية والتي ستكون نتائجها معبّرة وذات معنى سياسي.وخلال الايام الماضية، بدا للادارة الاميركية انّ طهران تعمل على تجميع اوراقها التفاوضية من مأرب في اليمن الى العراق وسوريا وهي الساحة الأصعب، وصولاً الى لبنان والأزمة الحكومية التي تكاد تدمّر ما تبقّى من هيكل الدولة.وإضافة الى الرسائل المشفّرة التي ارسلها الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، جاء كلام مساعد رئيس مجلس الشورى الايراني حسين امير عبداللهيان، الذي رسم معادلة ثلاثية جديدة هي المقاومة والجيش والحكومة القوية.

في هذه المعادلة رسائل سياسية عدة تربط تأليف الحكومة بها. هو كان يقصد بالحكومة القوية أن تتضمن تمثيلاً سياسياً وهو ما اسهب السيد نصرالله في شرحه قبل ايام معدودة.اسرائيل تعتقد انّ ايران تريد تسجيل نقاط أمنية رداً على اغتيال قاسم سليماني، قبل دنو موعد الانتخابات الرئاسية، لذلك عمدت الى تحذير الاسرائيليين من السفر الى الامارات والبحرين وتركيا. ولأنّ طهران تسعى الى تجميع الاوراق القوية، رفض الحوثيون الجلوس على طاولة المفاوضات مع السعوديين في سلطنة عمان قبل رفع الحصار كاملاً. بداية تردّد الحوثيون ما سمح بوصول باخرة واحدة الى شواطئهم، قبل ان يعودوا الى التصلّب وعلى اساس الاندفاع للسيطرة على مأرب بكاملها.في المقابل، فإنّ ادارة بايدن التي تراهن على الوضع الداخلي الصعب للايرانيين، ترى انّ لا مفرّ امام طهران من ازالة العقوبات عنها، والتي لا يمكن ان تحصل الاّ من خلال المفاوضات.

لا بل انّ ادارة بايدن، والتي لديها تجربة وافية في اسلوب التفاوض الايراني الصعب، تعرف ايضاً انّ ثمة نقاشاً ايرانياً داخلياً صاخباً حيال كلفة الوقت لإعادة استنهاض الاقتصاد. لكن ادارة بايدن لا تملك كثيراً من الوقت، فهي امام التحدّي الصيني، والأهم امام تحدّياتها الداخلية الصعبة جداً. فعلى سبيل المثال، أظهر آخر استطلاع للرأي أنّ 8% فقط من الاميركيين يعتقدون انّ التهديد الرئيسي لأسلوب حياتهم خارجي، في مقابل 54% يعتقدون انّه داخلي وبسبب مجموعات اميركية. وغالبية هؤلاء ينتمون الى المجموعة التي اقترعت لمصلحة دونالد ترامب، والتي بلغت 70 مليون اميركي، ومعه بدأت اوراق الضغط المضاد تظهر. فالأكراد استعادوا حركتهم وباشروا في خطة لإعادة تموضع قواتهم في سوريا، والأهم استعادة «داعش» والتنظيمات المتطرفة حيويتها في سوريا والعراق. وقائد القيادة المركزية الاميركية كينيت ماكينزي، كان قد حذّر في كلمة القاها في شباط الماضي في مركز ابحاث في واشنطن، من أنّ تنظيم «داعش» سيستمر على شكل تمرّد، وسيحاول تجديد نفسه وتطوير اهدافه.

وكذلك حذّر من ظهور جيل جديد من الموالين للتنظيم، من خلال انتشار افكاره وسط المعتقلين في المعسكرات التي لا تشرف عليها قواته في سوريا والعراق. والأهم، تقديراته التي تشير الى نحو 10 آلاف مقاتل «داعشي» في هذه المعسكرات، بينهم نحو 2000 اجنبي. ولوحظ خلال الاسابيع الماضية تزايد نشاط «داعش» وعودة عملياته الانتحارية، لكن التلاعب بالتنظيمات الارهابية قد لا يقتصر على طرف واحد. ففي الرسائل السياسية والضغوط التي تترافق مع ترتيب المصالح، لا مكان للرحمة او للأخلاق.فخلال المرحلة الاخيرة، لحظت العواصم الاوروبية تسرّب ارهابيين الى لبنان. وباب الخطورة، انّ عدداً من هؤلاء يحملون جنسيات فرنسية واوروبية وهم من اصول عربية ـ افريقية (تونس والجزائر والمغرب)، ورصد انّ بعض هؤلاء حاولوا السفر بحراً وبطريقة غير شرعية الى اوروبا.

ما يعني تهديد الأمن الاوروبي. وقد تكون زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لفرنسا، تناولت الملف الأمني لتنظيم «داعش» في المنطقة، حيث التوقعات تؤشر الى تصعيد نشاطه والمخاطر الناجمة عن ذلك. ويأتي هذا التخوف الاوروبي ليضاعف سعي الاوروبيين الى ولادة الحكومة اللبنانية، ويقرأ البعض منهم في وجود 16 جهادي عربي ـ افريقي في لبنان، على انّه رسالة تهديد لفرنسا واوروبا. وقد يكون الاجتماع الثلاثي عبر تقنية الفيديو بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، تناول في جانب منه عودة الخطر الارهابي وخلفياته المتشعبة.

وربما جاء رفع الصوت الاوروبي ونبرة التحذيرات حيال التلكؤ في الملف الحكومي، مرتبطاً بالردّ على هذه الرسائل. ايران ومن خلال عبد اللهيان تمسّكت بحكومة قوية، اي حكومة سياسية وفق التوازنات الحالية، وباريس ومعها اوروبا ردّت بحكومة تكنوقراط لوقف الانهيار، اي حكومة خارج نفوذ «حزب الله» من دون ان تكون ضدّه. وفي موازاة هذا العنوان، شدّ حبال عنيف حول الملف النووي، وضغوط ميدانية متبادلة، فيما عامل الوقت يبدو موجعاً لا بل مأسوياً على اللبنانيين. المشكلة تبقى في الذهنية والمصالح الذاتية والشخصية للطبقة السياسية اللبنانية.

قد يهمك أيضا

السنيورة يستعجل تأليف الحكومة وإلا الوضع متجه إلى مزيد من التدهور

حسن نصرالله يؤكد الكل يوافق على أن المخرج من الأزمة هو تشكيل الحكومة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية تتحكّم في مفاصل تأليف الحكومة اللبنانية المصالح الخاصة والمكاسب الذاتية تتحكّم في مفاصل تأليف الحكومة اللبنانية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 16:11 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 10 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 09:34 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

بريطانيا تُحقق في اغتصاب جماعي لفتاة بعالم ميتافيرس

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 20:21 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 3 مايو/ أيار 2023

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon