ألبانيا تنقذ حياة قرابة 2000 يهودي من براثين النازية
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

ألبانيا تنقذ حياة قرابة 2000 يهودي من براثين النازية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ألبانيا تنقذ حياة قرابة 2000 يهودي من براثين النازية

تيرانا ـ وكالات
ساعدت ألبانيا خلال الحرب العالمية الثانية على إنقاذ حياة أكثر من 2000 يهودي لجأوا إليها فارين من البطش النازي. يوحنا يوتا نويمان تستعيد ذكريات الماضي عندما فرت مع عائلتها إلى ألبانيا. تشيد اليهودية يوحنا يوتا نويمان بالشعب الألباني قائلة: "الشعب الألباني كان رائعاً، فعدد اليهود في ألبانيا بعد الحرب العالمية الثانية أصبح أكثر منه قبل الحرب". قصة هذه السيدة البالغة من العمر 83 عاماً ترجع إلى زمن الحرب العالمية الثانية، حيث لجأت إلى ألبانيا فراراً من النظام النازي في ألمانيا، لتجد الحماية لدى إحدى العائلات الألبانية. لم تكن حالة نويمان حالة منفردة، بل لجأ كثير من اليهود إلى ألبانيا خوفاً من البطش النازي، وهو ما يفسره ارتفاع عدد اليهود إلى 2000 شخص بعد الحرب العالمية الثانية بدلاً من 200 شخص قبل الحرب. ألفت يوحنا يوتا نويمان، التي تعيش اليوم في واشنطن، كتاباً يحمل عنوان "المرور عبر ألبانيا"، تحكي فيه عن هروب عائلتها في عام 1938 إلى ألبانيا التي كانت خاضعة للاستعمار الإيطالي. السفارة الألبانية في برلين ظلت حتى عام 1942 تمنح التأشيرات لليهود وهو ما جعل الكثير من اليهود من دول أوروبية مختلفة يطلبون اللجوء إلى هذا البلد الواقع في جنوب شرق أوروبا، بعد أن تعذر عليهم اللجوء إلى دول أخرى. واليوم وجهت جمعية الصداقة الألمانية الألبانية دعوة لنويمان لتقديم كتابها للجمهور. يوحنا يوتا نويمان في طفولتها تقاليد الضيافة في ألبانيا تنص على الوفاء للضيف والإحسان إليه وحمايته. وعندما يمنح الشخص الألباني عهد الضيافة لأحد فإنه يفي بهذا العهد. وهذا بالضبط هو الذي جعل عدد كبير من اليهود من جميع أنحاء أوروبا يجدون في ألبانيا، ذات الأغلبية المسلمة، ملاذا آمنا بين عامي 1938 و1945 وعاشوا فيها حتى بداية التسعينات. وبعد سقوط النظام الشيوعي هاجر الكثير من الألبان اليهود إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. المؤسسة القيمة على النصب التذكاري ياد قاشيم والذي يؤرخ للمحرقة النازية، قامت حتى الآن بتكريم 69 ألبانياً بجائزة "المنصفون بين الأمم" وتم تكريم بعضهم أيضاً في معرض "مسألة شرف" المتنقل، الذي عُرض لأول مرة عام 2008 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ويعرض حالياً في مدينة دريسدن الألمانية، قبل أن ينتقل إلى غورليتز ولايبزيغ. ألبانيا أيضاً أنقذت عائلة يوحنا يوتا نويمان من الترحيل والإبادة. في البداية كانت هذه العائلة تعيش في إحدى الفنادق وبعد تعرفها على كرم الضيافة الألبانية انتقلت للعيش مع إحدى العائلات الألبانية: "هناك عشنا لأول مرة أجواء صيام رمضان والاحتفال بالعيد. لقد كان وقتاً رائعاً والناس عاملونا كأحد أفراد عائلتهم". نصب باد قاشيم التذكاري ورغم محاولات المستعمر الفاشي في ألبانيا ترحيل اليهود، إلا أن الشعب الألباني رفض تسليم اليهود المقيمين معهم بل أن المسؤولين الحكوميين كانوا يزودن العائلات اليهودية بأوراق هوية مزورة للحيلولة دون ترحيلهم. الكثير من المزارعين الألبان استقبلوا اليهود وأخفوهم على سبيل المثال في قرية "الإخوة الثلاثة" التي لجأت إليها عائلة وتستعيد هذه السيدة التي تعمل طبيبة أسنان في نيويورك ذكريات الماضي، قائلة: "ولدت في ألبانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بوقت قصير وتربيت أيضاً هناك. وكنت دائما أشعر بأنني ألبانية ذات أصل يهودي". ويرى المؤرخ الخبير في منطقة البلقان شميت نيك أن ألبانيا تعتبر نموذجاً جيداً في قضية اليهود مقارنة ببقية دول جنوب شرق أوروبا التي كانت واقعة تحت الاحتلال النازي. بين عامي 1938 و1945 كانت نسبة المسلمين في ألبانيا تتجاوز 70 في المائة في حين شكل الأرثوذكس والكاثوليك 30 في المائة المتبقية. ويؤكد شميت نيك أن كل فئات المجتمع الألباني بمختلف أطيافها الدينية والسياسية عملت على تقديم العون للمضطهدين اليهود، ويضيف: "كان هناك أناس ناشطون في المقاومة الشيوعية وقاموا بمساعدة اليهود وهو نفس الشيء الذي قام به أيضاً آخرون كانوا يتعاونون مع الاحتلال، لكنهم رغم ذلك خبئوا اليهود في منازلهم".
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألبانيا تنقذ حياة قرابة 2000 يهودي من براثين النازية ألبانيا تنقذ حياة قرابة 2000 يهودي من براثين النازية



GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

لافروف يحذر روسيا ستجري تجارب نووية إذا قامت دول أخرى بذلك

GMT 19:51 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يزور مدينة خيرسون على خط المواجهة ويؤكد دعم المدينة

GMT 16:04 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يستبعد تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:07 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات
 لبنان اليوم - فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات

GMT 14:33 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج
 لبنان اليوم - رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج

GMT 18:36 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
 لبنان اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
 لبنان اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:57 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

انتصار لبناني جديد...

GMT 19:28 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق المكتب مع غرفة الجلوس بطريقة جذابة

GMT 05:31 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

حصاد مر
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon