5 إشارات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها لصيانة الساعات الفاخرة

كم مرة تعطلت ساعتكِ فجأة في لحظة غير مناسبة، أثناء اجتماع هام أو موعد لا يحتمل التأخير؟ ربما شعرتِ حينها بالتوتر والإحباط، خاصة إن كانت الساعة من الساعات الفاخرة التي تعنين بها جيداً. الحقيقة أن الصيانة الدورية للساعات، وخصوصاً الساعات الفاخرة، ليست ترفاً، بل ضرورة حقيقية للحفاظ على دقتها وقيمتها ومظهرها. فحتى أدق الساعات الميكانيكية، المصممة باحترافية عالية، تحتاج إلى رعاية متواصلة لتعمل بكفاءة وتدوم لسنوات طويلة دون مشاكل.

هناك خمس علامات رئيسية تدل بوضوح على أن ساعتكِ الفاخرة بحاجة إلى صيانة فورية. أولى هذه العلامات هي عدم دقة الوقت. رغم أن بعض الانحرافات البسيطة في دقة الوقت تُعتبر طبيعية في الساعات الميكانيكية والأوتوماتيكية، فإن الانحراف الذي يتجاوز خمس إلى سبع ثوانٍ يومياً قد يشير إلى وجود خلل في حركة الساعة، مثل تلف بعض المكوّنات الداخلية أو جفاف مواد التشحيم. وقد تكون المشكلة ناتجة عن الغبار أو الصدمات أيضاً. وتجاهل هذه الإشارة التحذيرية قد يؤدي إلى تعطل كامل في آلية الحركة، ما يتطلب إصلاحاً مكلفاً. كما أن القفزات المفاجئة في حركة العقارب أو التوقف العشوائي للساعات، كلها إشارات جدية لا يجب إغفالها.

أما العلامة الثانية فهي سماع أصوات غير معتادة أثناء استخدام الساعة. الساعات الفاخرة تُصمم لتعمل في هدوء تام دون إصدار أي صوت، لذا فإن أي خشخشة أو طقطقة أو دقات غير مألوفة تُعد مؤشراً على خلل داخلي، قد يكون سببه وجود أجزاء مرتخية، أو خلل في الاتزان، أو حتى جفاف زيوت التشحيم. وفي بعض الحالات، تشير الأصوات إلى مشكلة في التاج أو العقارب، خاصة إن كانت تصدر عند محاولة ضبط الوقت. وهنا ينصح بعدم محاولة فحص الساعة بنفسك، بل التوجه بها إلى فني مختص لتجنّب تفاقم الضرر.

العلامة الثالثة تتعلق بمظهر الساعة الخارجي، وتحديداً تآكُل المينا أو العقارب. في حين أن بعض الخدوش الطفيفة قد تبدو عادية نتيجة الاستخدام اليومي، فإن ظهور تشققات واضحة أو ارتخاء في العقارب يشير إلى مشكلة داخلية في البنية الميكانيكية. العقارب غير المحاذية مثلاً تؤثر على دقة قراءة الوقت، وقد تشير إلى كسر في الأختام أو تعرض الساعة للرطوبة أو الغبار. ومع أن بعض السيدات قد يعتبرن التآكل مسألة جمالية فقط، إلا أنه في واقع الأمر قد يؤثر على الأداء العام للساعة وعلى قيمتها السوقية.

أما العلامة الرابعة فهي صعوبة ضبط الوقت والتاريخ. عادةً ما تكون عملية الضبط سهلة وسلسة، ولكن إذا شعرتِ بأن تاج الساعة متيبّس، أو أن هناك خشونة أو نقرة غير منتظمة عند تدويره، فهذه دلالة على تآكل في المكوّنات أو تراكم الأتربة داخل التاج. وقد يؤدي نقص التشحيم في الأجزاء الداخلية إلى احتكاك غير طبيعي، يُضعف أداء الساعة تدريجياً. ومن الأفضل معالجة هذه المشكلة مبكراً قبل أن تتفاقم وتؤثر على باقي الأجزاء الميكانيكية الدقيقة.

وأخيراً، تظهر الرطوبة داخل الساعة كإحدى أكثر العلامات خطورة، ولا يجب تأجيل التعامل معها. إذا لاحظتِ وجود تكثف ضبابي خلف الزجاج أو بقع مياه داخل الميناء، فإن هذا يعني على الأرجح أن الماء قد تسرب إلى داخل الساعة، حتى وإن كانت مصنفة كمقاومة للماء. الماء هو العدو الأول للساعات الدقيقة، حيث يسبب الصدأ والتآكل في أجزاء الحركة الحساسة. وفي حال إهمال الصيانة بعد تسرب الماء، قد يتعرض الهيكل الداخلي لتلف دائم لا يمكن إصلاحه بالكامل. لذلك، من الضروري التوجه إلى مركز خدمة متخصص فور ظهور أي علامة على الرطوبة، لإجراء اختبار ضغط واستعادة مقاومة الساعة للماء.

تؤكد هذه العلامات الخمس أن العناية بالساعة الفاخرة لا تقتصر على تنظيفها الخارجي أو تخزينها في علبتها الخاصة، بل تتطلب مراقبة دقيقة لأدائها ومظهرها وصوتها. ولتجنب المفاجآت غير السارة أو التكاليف الباهظة، ينصح الخبراء بإجراء صيانة دورية كل ثلاث إلى خمس سنوات، حتى وإن لم تظهر أية مشاكل واضحة. فهذه الصيانة الوقائية تحافظ على دقة الوقت، وتطيل عمر الساعة، وتحافظ على قيمتها الجمالية والمادية كقطعة فريدة من المجوهرات الميكانيكية.

قد يهمك أيضــــــــــــــا