أساتذة اللبنانية توجه رسالة إلى طلابها بتنوع انتماءاتهم ومناطقهم
آخر تحديث GMT08:05:11
 لبنان اليوم -

أساتذة اللبنانية توجه رسالة إلى طلابها بتنوع انتماءاتهم ومناطقهم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أساتذة اللبنانية توجه رسالة إلى طلابها بتنوع انتماءاتهم ومناطقهم

الجامعة اللبنانية
بيروت - لبنان اليوم

لطالما كانت الجامعة اللبنانية المقصد الأول للطلاب اللبنانيين، بتنوع انتماءاتهم ومشاربهم، ومناطقهم، والمقصد الأول لكم، وإن اختلفت الأسباب والظروف."جامعة الوطن" هكذا تطيب لنا، ولمن سبقونا في إعلاء مداميك هذا الصرح الوطني تسميتها. فهي مؤسسة تعليم عال لكل للوطن، وبالوقت عينه تجمع كل مكونات هذا الوطن الذي لا زلنا نؤمن به، رغم كل شيء، سوية تحت كنفها، وفي أروقتها.

وذلك بالتأكيد ليس شعرا، أو مبالغة، بل هو توصيف للواقع الذي أنتم تعرفونه جيدا، أو على الأقل تشهدون عليه.

ولسنا هنا لنخبركم عن جامعتكم، أو عن جامعة ذويكم، فالجامعة اللبنانية رفدت من شرايينها النخب المتميزة بين ظهرانيكم، من أهل، أو أقارب، أو معارف، والحديث عنها ليس بجديد، ولا التوقف عند ما عانته الجامعة، منذ تأسيسها إلى اليوم، من استحقاقات، كانت تتربص بها عند كل مفرق للتطور والتنامي، لتكون فعلا، قادرة على فتح قلبها، ولن نقول أبوابها، للوافدين من أبناء هذا الوطن، فأنتم في الحقيقة، أبناء لها وأحفاد.
مرت السنوات، وصراع الجامعة اللبنانية مع الحكومات المتتالية، لم يتوقف، وكان نصيبها أن تقاتل في سبيل أي حق مشروع، حتى ولو كان من أبسط المسلمات، ومن الطبيعي أن تناله. نعم، لم يكن الحال سهلا مطلقا مع الجامعة اللبنانية، جامعتنا، صراع وكر وفر، وانتزاع الحق من فم الضاري، لا لأجل المظاهر والاستعلاء والبذخ، كما كان يذاع، ولا زال، بل لأنها أمينة على من فيها، وعلى من سيأتي بعدهم. فمسيرة العلم لا تتوقف، وما الصرح سوى السلك الذي يسري فيه هذا الحق الإنساني المكتسب، بدون فضل أو منة من أحد.

أعزائي الطلاب، الأهل الكرام،
نخاطبكم ونحن نعيش اليوم أزمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجامعة المصبوغ بالنضال. الأزمة هذه المرة هي أزمة وجود، بكل ما في الكلمة من معنى.
فالجامعة اللبنانية، والتي اخترتم أن تكونوا فيها، والتي اخترتم أن يكون أبناؤكم فيها، مهددة في استمراريتها، في وجودها، في أن تكون هذا النموذج المستحب للوطن الذي نحلم به. وطن التلاقي والإخاء وعدم التفرقة، وطن العدالة والمساواة، والفرص المتوازية، وطن الحفاظ على الكرامات لا الذل، وطن الإشراق الذي صدر الحرف في تاريخه الأول، ولم يبخل على العالم بتصديره للعقول النيرة والكفاءات، والخبرات، وإن باتت على حسابه اليوم، للأسف. وفي هذا الإطار، يشهد للجامعة اللبنانية، بأنها الصرح الأكاديمي الأكثر ريادة، والتي استطاعت أن تحافظ على الموقع المتميز، لا في لبنان فحسب، وسط جحافل الجامعات الخاصة، وإنما في العالم أجمع، ولكم أن تطالعوا الإحصاءات والنتائج والإصدارات التي توثق ذلك.
نقول هذا، ونحن عل يقين بأنكم تعرفون الحكاية، أو لربما جزءا منها، وما نداؤنا اليوم سوى ليكون الجميع على بينة مما يحصل، وليكون بعلم الجميع، أن التهديد الصارخ الذي يهدد جامعتنا اليوم، إنما هو موجه إليكم في المقام الأول، فضرب "العلم للجميع" مع "الإمكانية المتواضعة"، هو تغيير للديموغرافيا العلمية والمعرفية قبل كل شيء. ولكم أن تلحظوا ما يسوق العالم اليوم من أمثلة لجهة تعزيز الجهل عبر ضرب إمكانية التعلم التي هي حق من حقوق الإنسان منذ انبثاق شرعتها.

وعليه، ومع إعلان أساتذة الجامعة التوقف القسري عن الأعمال الأكاديمية، يهمنا توضيح ما يلي:

لا يخفى على أحد أن العواصف تضرب الجامعة الوطنية منذ فترة ليست بقليلة، سبقت حتى بداية الانهيار الاقتصادي، والأزمات المتلاحقة التي ينوء تحتها وطننا العزيز، وبالطبع كان لا بد للجامعة اللبنانية أن تكون في طليعة المؤسسات التي طالها ضرر هذه الأزمات، فتنامى الألم، وتضاعفت التعقيدات التي جعلت من حياة الجامعة عرضة للكثير من التجاذبات والتلاعب بحقوقها ومصيرها. وصولا إلى الأحداث الأخيرة، وانهيار العملة الجنوني، ما زاد الطين بلة، فتفاقمت حالة الجامعة سوءا، وهي التي كانت تضغط على الجرح وتتابع المسيرة، ممنية النفس: "إن شاء الله بتتحسن الأمور".

ويا للأسف، فالأمور لم تتحسن، والمعاناة لم تنته، أساتذتها هضمت حقوقهم، ما بين أستاذ متعاقد بالساعة، لم يتقاض أتعابه منذ سنتين اثنتين، وبعضهم لأكثر، يعيش على ما يمكن أن تجود به الحياة عليه مما قد يسد حاجته للعيش بكرامة، وهو الذي تعب وسهر وجد، مثلكم تماما، حالما بمستقبل ناجح، واستقرار اجتماعي هو مطلب حق لكل إنسان، فإذا بطموحه وتعبه يتحطمان عند إهمال الدولة والمسؤولين لحفظ حقه في الحياة، ليس إلا. أو أستاذ متفرغ لم يعد راتبه يلبي حاجاته وحاجات عائلته، فهو، بالنهاية مواطن، مثلكم تماما، ولديه عائلة وأبناء، مسؤول عنهم، تماما مثلكم، ويخاف عليهم من الزمن الآتي. إلى موظف لم يتوان عن العمل في أسوأ الظروف وأشدها خطرا، وهو لا يزال بانتظار إنصافه في ملفه المتوقف منذ سنوات، وصولا إليكم أبناءنا الطلاب، أوتعلمون أن دولتنا قد حرمتكم من حقكم في الاهتمام بكم كطلاب في الجامعة اللبنانية، فقلصت عائداتكم إلى مبلغ متدن غير مسبوق؟
وكنا، مع كل هذا، ننتظر إنصافا في الموازنة، بالحد الأدنى الذي يسمح لنا بالاستمرارية، وإن بخطى عرجاء، فجاء الجواب بموزانة لاموازنة، لا تكفي لأشهر، وأنتم تعلمون، من خلال كلياتكم، معاناة فقدان المواد الأولية الأساسية، وبشكل مخيف.

ومن الأمور التي عصفت بالجامعة، وبقسوة، تشويه صورة الأساتذة من قبل المغرضين، لضرب اعتراضهم على النكسات التي تصيب الجامعة، وهو أمر قد يكون ممنهجا، فنسمع بأن الأساتذة "هواة إضراب"، أو "ماديين، لا يشبعهم شيء"، أو "متكاسلين"، أو "غير عابئين بالطلاب ومصلحتهم"، وغير ذلك مما تصلنا أصداؤه، وبقوة، وبألم. يهمنا في هذا الإطار، أن نؤكد على أنه في كل مرة كان يعلق فيها التدريس في الجامعة، كان الأساتذة يعانون مرارة تكاد توازي مرارة الظلم والإجحاف الحاصل بحق الجامعة وأهلها. فالأساتذة لا يرضيهم بتاتا إلحاق الضرر بالطلاب ومستقبلهم، والمعادلة في هذا الشأن بسيطة، بغياب الطالب لا وجود للمعلم. بل على العكس، فقد كان هذا الأمر يقلق الأساتذة، ويولد الحرقة في قلوبهم، وأنتم جميعا تشهدون على أنهم كانوا يقومون بالتعويض عما فات من وقت، وإن بتسخير أوقات الإجازة المتاحة لهم، في سبيل ذلك.

حتى في ظل الجائحة، فقد كان أساتذة الجامعة اللبنانية أول من هرعوا لتأمين البديل عن التعليم الحضوري، فكانت المنصات وورش العمل لتفعيل التعلم عن بعد، وحمدا لله، فلقد استطعنا تأمين استمرارية العمل وتفادي خسارة عامين جامعيين اثنين من خلال الوسائط البديلة، وفي هذا، لم يسأل أحد عن حال الأستاذ وكيفية تأمينه لما يلزمه لإعطاء الدروس، علما أن الغالبية من الأساتذة أدوا واجبهم، ولا يزالون، وباللحم الحي، لتأمين المعرفة والعلم لطلابهم. فلا يزايدن أحد أمامنا على مصلحة الطالب وماهيته لدينا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

رابطة الأساتذة المتفرغين تؤكد لا عام دراسيًا في الجامعة اللبنانية حتى تأمين الحقوق

الجامعة اللبنانية وزعت نبذة عن رئيسها الجديد بسام بدران

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساتذة اللبنانية توجه رسالة إلى طلابها بتنوع انتماءاتهم ومناطقهم أساتذة اللبنانية توجه رسالة إلى طلابها بتنوع انتماءاتهم ومناطقهم



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 23:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 21:45 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 13:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:12 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية

GMT 08:03 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

إجلاء نحو 117 ألف شخص بسبب الفيضانات في كازاخستان

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon