أكراد العراق على أعتاب الانفراجة الثالثة بعد خسارتهم في اتفاقية سايكس بيكو
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

بينما تشكل التقلبات الإقليمية و الدولية مصيرهم على نحو يفوق نضالهم

أكراد العراق على أعتاب الانفراجة الثالثة بعد خسارتهم في اتفاقية "سايكس بيكو"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أكراد العراق على أعتاب الانفراجة الثالثة بعد خسارتهم في اتفاقية "سايكس بيكو"

أكراد عراقيون

لندن ـ سليم كرم كتب الصحافي الشهير ديفيد هيرست مقالاً يقول فيه "إن الخاسر الأكبر في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية يمكن أن يكون هو الرابح في أعقاب الحرب الأهلية السورية وما يسمى بثورات الربيع العربي"، وفي هذا السياق يشير هيرست إلى ما جاء في مقال للكاتب والإعلامي عبد الجبار الشبوط الذي يقول فيه "إنه قد آن الآوان لتسوية المشكلة القديمة بين العرب والأكراد العراقيين عن طريق إقامة دولة كردية"، و المدهش أن تتردد مثل هذه الدعوة للمرة الأولى علانية في الصحيفة الناطقة باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه، فيما يقترح الشبوط إجراء مفاوضات لإنهاء الشراكة العربية الكردية بطريقة سلمية.
هذا و قد أطلق الشبوط على اقتراحه اسم الخطة (ب) أما الخطة (أ) فهي الخطة التي يتم تجريبها الآن والمتمثلة في الحوار بين الحكومة المركزية وبين الحكومة الإقليمية الكردية والذي يدور في إطار العراق الجديد الذي ظهر بعد سقوط حكم صدام حسين.
إلا أن الخطة (أ) كما يقول لم تصل إلى شيء ويرجع ذلك إلى أن الخلافات بشأن السلطة والنقط والموارد الطبيعية والأرض والحدود ، كانت عميقة لدرجة أدت إلى فشل الحوار بصورة متكررة.
وخلال الأسابيع الماضية وصلت الأمور إلى حد الحرب، فقد شهد العراق لحظة مواجهة بين الجيش العراقي وقوات البشمرجة الكردية عبر خطوط المواجهة بين الإقليم الكردي وبقية العراق في أجواء غاية في التوتر كما يقول الشبوط، إلى درجة يمكن معها أن ينفجر الموقف في أي لحظة، ولم يكن الشبوط وحده هو من حذر من ذلك وإنما جاء التحذير أيضا على لسان المالكي نفسه عندما قال "إنه في حالة نشوب الحرب فإنها لن تكون فقط حربا بين المتمردين الأكراد والنظام في بغداد والذي يصفه هيرست بأنه حكم ديكتاتوري، وإنما ستكون حربًا عرقية بين العرب والأكراد.
وأي كان نوع الخطة التي يتحدث عنها الشبوط وسواء كانت حربية أو دبلوماسية ، فإن الموقف الراهن والخطير يكشف كما يقول هيرست "عن أن المسالة الكردية قد وصلت الآن إلى مرحلة أخرى خطيرة وأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بطوفان ثورات الربيع العربي الذي يعم المنطقة".
ويشير هيرست في مقاله في صحيفة" الغارديان" البريطانية إلى أن التقلبات الإقليمية والسياسات الدولية تشكل مصير الأكراد كشعب على نحو يفوق نضال الأكراد أنفسهم في تشكيل مصيرهم. كما يشير الكاتب البريطاني في هذا السياق إلى بداية ظهور ذلك في العصر الحديث في أوائل الحرب العالمية الثانية وفي أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية، ففي اتفاقية "سايكس بيكو" التي أمبرمت عام 1916 وعدت كل بريطانيا وفرنسا الأكراد في دولة كردية ولكن الدولتين لم تفيا بوعدهما وانتهى الحال بالأكراد إلى بقائهم أقليات يتعرضون بدرجة ما للقمع في الدول الأربعة التي يتوزعون داخلها وهي إيران والعراق وتركيا وسورية.
وكثيرًا ما تمرد الأكراد ضد هذا الوضع والنظام الجديد وخاصة في العراق، إلا أن موقعهم الجغرافي الذي تحوطه الأرض ولا يطل على ساحل، إضافة إلى العوامل "الجيوبوليتقية" أي البيئة الجغرافية السياسية، فقد كانت دائمًا ما تلعب ضد تطلعاتهم. كما أن محاولات التمرد التي قاموا بها كانت دائما ما تتعرض للقهر والقمع وكان صدام حسين قد استخدم الغازات المحرمة لسحق أخر محاولة لهم في هذا المجال.
ومع ذلك فقد ظل حلم الدولة الكردية المستقلة يراود الأكراد، وكانت هناك فترتان شهدتا انفراجه نحو تحقيق هذا الحلم، الأولى ظهرت في أعقاب قيام صدام حسين بغزو العراق عام 1990 والتي كان من بين نتائجها غير المتوقعة تأسيس دولة لهم شمال العراق تتمتع بحماية دولية. أما الانفراجة الثانية فقد نشأت في ظل النظام الدستوري الجديد الذي أسفر عنه الغزو الأميركي للعراق عام 2003، والذي بموجبه قام الأكراد في بلورة حكمهم الذاتي من خلال صلاحيات تشريعية واسعة النطاق وقيادة قوات خاصة بهم وممارسة بعض النفوذ على النفط الذي يمثل الدعامة الرئيسية للاقتصاد العراقي.
إلا أنهم ومنذ البداية أعلنوا بوضوح التزامهم بالعراق الجديد في حال معاملتهم كشريك على قدم المساواة مع بقية العراقيين. ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى بدأ القصور وملامح الفشل تظهر على هذه الديمقراطية العراقية العرقية الطائفية ، الأمر الذي زاد من تطلع الأكراد نحو الاستقلال. لقد بدأوا في السر والعلن تجميع الحقائق الدستورية والسياسية والاقتصادية والأمنية والجغرافية ، وهي "حقائق على أرض الواقع" مصممة لضمان تحقيق ذلك الاستقلال، في حالة قيامهم بالإعلان عن مولد دولتهم الجديدة عندما تكون قادرة على الوقوف على قدميها. 
لقد بات أكراد العراق الآن على أعتاب الانفراجة الثالثة والتي ربما تكون الأخيرة لهم، وبعد أن كانوا الخاسر الأكبر بعد اتفاقية سايكس بيكو ، هل يمكن القول الآن وبعد تسعين عاما أنهم الفائز الأكبر من ثورات الربيع العربي؟
وعلى ما يبدو فإنهم ينتظرون حدثًا ما مثل انهيار وتفكك سورية ، وهو حدث يمكن أن يحدث انقلابا على مستوى الجغرافية السياسية للمنطقة لصالح الأكراد. إلا أنهم يضعون أعينهم بصفة خاصة على تركيا ، إذ من المحتمل أن تكون تركيا أكبر الخاسرين من مساعي القومية الكردية للاستقلال كما أنها كانت تمارس وحشتيها ضدهم مثل كان يفعل جيرانها فيهم. وتتمثل المخاوف التركية في أن مكاسب الأكراد في أي دولة سوف ينعكس على الأكراد في تركيا ، الآمر الذي يجعلها حريصة على بقاء العراق دولة موحدة.
إلا أنه ومنذ عام 2008 ، وعلى عكس سياستها السابقة التي كانت تقاطع الأكراد جميعا ، تبذل حكومة رجب طيب أردوغان مساعيها نحو التكامل الاقتصادي أكراد العراق ، في الوقا الذي تتدهور فيه علاقاتها مع الحكومة العراقية حيث بات كلاهما يقف على جانب معادي للجانب الأخر في صراع القوى الدائر الآن في المنطقة حيث يدعم العراق
الشيعي بقيادة المالكي حكم بشار الأسد الشيعي العلوي وحزب الله الشيعي اللبناني ضد ثوار سورية الذين يتكون معظمهم من السنة وتدعمهم تركيا. إن قيام تركيا بمغازلة أكراد العراق قد أخذ مدى بعيد ، ويعتقد الأكراد بأن تركيا قد تنفصل عن نظام المالكي الشيعي وتتعامل مباشرة وعلى انفراد مع الأقاليم العراقية مثل العرب السنة والأكراد والتي تمثل شظايا الدولة العراقية.
وفي المقابل فإن الدولة الكردية المستقلة يمكن أن تكون لتركيا بمثابة مصدر وافر لإمدادات النفظ وحليف مستقر ومنطقة عازلة تفصلها عن العداء العراقي والإيراني بل وربما تكون معاونا لتركيا في احتواء أو محاربة أكراد حزب العمال الكردستاني الذي يتواجد بقولة في المناطق الكردية المحررة في سورية والذي يسعى لجعل سورية منصة له لإحياء المقاومة في تركيا نفسها.
ويتردد أن أردوغان قد وعد مسعود بارزاني رئيس الأكراد في العراق بان تركيا سوف توفر الحماية لدولته المزمعة في حال قيام الجيش العراقي بالهجوم عليهم ، وذلك على الرغم من أن ذلك يتعذر في حال تنفيذ الخطة (ب) التي يفكر فيها نظام المالكي والتي تمنح الأكراد حق تقرير المصير.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكراد العراق على أعتاب الانفراجة الثالثة بعد خسارتهم في اتفاقية سايكس بيكو أكراد العراق على أعتاب الانفراجة الثالثة بعد خسارتهم في اتفاقية سايكس بيكو



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon