مقهى الحافةمزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

"مقهى الحافة"مزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "مقهى الحافة"مزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب

مقهى "الحافة" الشهير بمدينة طنجة
طنجة - لبنان اليوم

احتفى مقهى "الحافة" الشهير بمدينة طنجة بمرور مائة سنة على افتتاحه، مطلع هذا العام. ويعود تأسيسه من طرف مالكه الراحل با محمد سنة 1921. ويعد هذا المقهى مزارا ثقافيا بارزا شهد مرور العديد من الأسماء المرموقة في عوالم السياسة والثقافة والفن والإعلام.وأصبح للمقهى بفضل موقعه الجغرافي وإطلالته الساحرة على البحر الأبيض المتوسط والضفة الأوروبية، شهرة واسعة، وأضحى وجهة للسياح المغاربة والأجانب.

واكتسب مقهى الحافة شهرته أيضا، بفضل تواجده في منطقة مرشان، وهي هضبة عالية، كانت تعتبر منطقة راقية، عندما كانت مدينة طنجة بأقصى شمال المغرب، منطقة دولية، إبان فترة الاستعمار.وعلى خمس طبقات، واحدة فوق أخرى، مصطفة كالسلاليم، يمتلئ المقهى بالقرّاء والطلاب والعشاق والعائلات، الباحثين عن الهدوء وعن هواء نقي يدخلونه إلى صدورهم، بعيدا عن صخب المدينة، والمقاهي الحديثة المليئة بالرخام والماكينات الجديدة والبروتوكولات المُضنية، كأنك تحت كاميرات مشتعلة تصور كل حركة تقوم بها.

منذ أزيد من مائة سنة، اختار الراحل با محمد أن يشيد هذا المقهى على أرض عراء تابعة في الأصل لملك الدولة، وبنى مكانا صغيرا لتحضير المشروبات وخاصة الشاي الشمالي، وهيأ الهضبة المطلة على شاطئ مرقالة.ويحكي الروائي المغربي، والباحث في تراث مدينة طنجة، يوسف شبعة، لسكاي نيوز عربية، أنه عندما كان طفلا، كان الناس يتقاطرون على مقهى الحافة لشرب كؤوس "أتاي" كما يسميه المغاربة وتبادل أطراف الحديث. لم تكن هناك أي طاولات أو كراسٍ. كان الزوار يفترشون الحصائر والزرابي البسيطة، ويقضون جزءا من يومهم في مناقشة مواضيع الساعة والدردشة على أنغام الموسيقى المغربية والأندلسية والإسبانية.

ويحتفظ المقهى بطابعه التقليدي منذ نشأته الأولى، رغم أن المشرف عليه حاليا، اختار بناء مقهى ومطعم جديد بجواره، إلا أنه قرر الحفاظ على طابع "الحافة" القديم.وبعد أن داع صيت المقهى، بدأ يأتي السياح من كل أنحاء العالم لزيارة المكان المشهور بموقعه الساحر، كما أصبح قبلة للعديد من الروائيين والكتاب الذين كانوا يبحثون عن الهدوء من أجل تحرير ريشتهم على الورق.

 وقد زار المقهى عدد من الشخصيات، من بينهم أدباء وشعراء، لا سيما الذين ينتمون لما يسمى "جيل المنهزمين". فعلى كراسي هذا المقهى التاريخي، كان يجلس الروائي المغربي الشهير محمد شكري صاحب رواية "الخبز الحافي". وهنا كان يُجالس شكري الشاعر والروائي المغربي الشهير الطاهر بن جلون الحاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن روايته "ليلة القدر" وهنا استجمع بن جلون شذرات روايته "أن ترحل"... الرحيل والسفر كلمتان رنانتان تداعبان الوجدان ما إن يبسط زائر مقهى الحافة بصره على زرقة البحر.

 فعندما تجلس في هذا مقهى الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، ويدغدغك النسيم العليل وتسمع أصوات النوارس وهي تطير وتتنقل بحرية بين قارتين، تتبادر إلى الذهن رغبة جامحة في استكشاف ما وراء هذا البحر الغامض. وعلى غرار الأدباء الحالمين، يأتي إلى هنا شباب من كل الأعمار، لمشاهدة الضفة الأخرى، والحلم بالهجرة إلى أوروبا.

هناك في القارة الأخرى، يمكنك أن ترى بجلاء طواحين الهواء التي حكى عنها الكاتب ميغيل دي سيربانتيس في كتابه "دون كيشوط" وبعد غروب الشمس وارتداء المكان وشاحه الأسود، بإمكان الحالمين بالهجرة أن يشاهدوا أضواء المدن الواقعة في الساحل الجنوبي لإسبانيا، وأنوار السيارات. ما هي إلا حفنة من الكيلومترات، وها أنت تضع رجليك على التراب الأوروبي. وقد يكذب عليك خيالك الواسع فتتخيل نفسك وأنت تقطع المسافة سباحةً.

واعتاد الكاتب والمترجم الأميركي الشهير بول بولز، على ارتياد هذا المقهى، حيث سحرته المدينة بجمالها فاختارها لتكون مقر إقامته الدائمة، كما يحمل المكان ذكريات سياسيين تاريخيين قاموا بزيارته لاحتساء الشاي الشمالي الذي يوضع في كؤوس كبيرة مع النعنع، مثل وينستون تشرشل أشهر رئيس للوزراء في تاريخ بريطانيا، وكوفي عنان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.

وقد صنف مقهى الحافة ضمن لائحة الآثار، بقرار من وزارة الثقافة، صدر في الجريدة الرسمية بتاريخ 4 أبريل 2016، إلى جانب مزارات تاريخية أخرى.ووفق القرار فإنه لا يمكن إحداث أي تغيير في المكان دون إخطار وزارة الثقافة قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل.

ونبه الروائي يوسف شبعة، إلى ضرورة بدل سلطات طنجة لمزيد من المجهودات للتعريف بمقهى الحافة وإعطاءه المكانة التي يستحقها. كما أكد على وجوب إدراجه ضمن التراث العالمي لليونيسكو، على غرار مآثر تاريخية أخرى بالمغرب، بحكم تاريخ المقهى العريق، ورمزيته البالغة لدى سكان طنجة وزوارها من كل بقاع العالم. ولاحظ السيد شبعة، أن مقهى باريس الذي يقع وسط مدينة طنجة، تم تصنيفه من طرف مجلة "نيوزويك" على أنه أحد أفضل المقاهي في العالم. لكن المجلة أغفلت ذكر مقهى الحافة الذي يعد أيضا أحد الأماكن التي يجب إعادة الاعتبار إليها.كما دعا مهتمون بالمدينة، إلى ضرورة ترميم المقهى وإعطاءه نفسا جديدا، دون التغيير من هندسته أو روحه العتيقة المترسخة في أذهان زواره.

قد يهمك ايضا:

تقرير يرصد أجمل الجزر المرجانية على مستوى العالم

منتجعات رائعة تخطف الأنفاس وتبعث راحة البال

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقهى الحافةمزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب مقهى الحافةمزار ثقافي وقبلة للسياح المغاربة والأجانب



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 22:26 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصارع يضرم النار بمنافسه على الحلبة

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon