رفح عاصمة اقتصادية فقدت قيمتها جراء إغلاق الأنفاق
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

باتت تعاني ركودًا وحالة فقر غير مسبوقة

رفح عاصمة اقتصادية فقدت قيمتها جراء إغلاق الأنفاق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رفح عاصمة اقتصادية فقدت قيمتها جراء إغلاق الأنفاق

إغلاق الأنفاق
غزة – محمد حبيب

تشهد مدينة رفح جنوب قطاع غزة حالة من الركود الغير مسبوق بعد أن كانت تعد العاصمة الاقتصادية لقطاع غزة بسبب موقعها الجغرافي الحدودي مع مصر معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، وتبعتها مرحلة الأنفاق التي جعلت مواطنين في قطاع غزة يجبرون على الإقامة فيها لإدارة كافة أعمالهم التجارية.
وأدت الحملات التي نفذها الجيش المصري ضد الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة والأراضي المصرية، إلى تدميرها بشكل كامل ومنع تهريب المواد الغذائية ومواد البناء والوقود إلى القطاع المحاصر عوضاً عن الاغلاق المتواصل لمعبر رفح جعل تلك المدينة الأشد فقراً في قطاع غزة.
إغلاق الأنفاق التي كانت متنفسًا وحيدًا لسكان القطاع أثر تأثيرًا كبيرًا في اقتصاد محافظة رفح جنوب القطاع، والحركة التجارية فيها، وحركة النقل والعمالة، حتى المطاعم التي كانت تنتج آلاف الوجبات يوميًّا لعمال الأنفاق, وكانت المحافظة تمثل العاصمة الاقتصادية للقطاع؛ لأنها المشرفة على عمليات نقل البضائع، والمطلة على تلك الأنفاق.
وبين إياد السطري صاحب محل إصلاح أدوات كهربائية في رفح البلد, أن قطع الغيار المستخدمة في إصلاح عدد كبير من الأدوات الكهربائية كالمكاوي والغسالات، ومضخات المياه والخلاطات والمراوح وغيرها غير متوافرة؛ بسبب إغلاق الأنفاق.
وأشار إلى أن معظم الأدوات الكهربائية التالفة التي لا يوجد لها قطع غيار وإلكترونيات جديدة أو مستخدمة من قطع قديمة يعتذر لأصحابها عن عدم إمكانية تصليحها, لافتًا إلى أن القطع المستوردة عبر الأنفاق من مصر تكون أرخص ثمنًا من المستوردة من الاحتلال.
وقال السطري: "كنا نوصي التجار بجلب قطع الغيار اللازمة من مصر عبر الأنفاق وهي متوافرة, في حين أن القطع المستوردة من الاحتلال ضئيلة"، مرجعًا سبب ذلك إلى أن حياة المجتمع المصري تشبه حياتنا؛ فهم يعتمدون على إصلاح الأدوات عند تلفها، أما في الكيان العبري عند تلف أي أداة كهربائية أو غيرها فإنهم يتخلون عنها بأداة جديدة".
بدوره قال صاحب معرض أدوات كهربائية شريف سرحان, أنهم مع رفع الحصار كليًّا عن القطاع، وليس فقط مع إعادة العمل في الأنفاق التي كانت بديلًا اضطراريًّا, لافتًا إلى أن الأنفاق لم تسبب ضررًا لأي جهة كانت، إلى جانب أنها كانت تشغل عددًا كبيرًا من العاطلين عن العمل، وتمد القطاع بالمواد الغذائية ومواد البناء والوقود، وتقضي مصالح الناس.
وشبه قطاع غزة بالقفص وسكانه بالعصفور بداخله, فلا يسمح بإدخال الطعام له ولا يسمح له بالبحث عن رزقه، مؤكدًا أن إحكام إغلاق الأنفاق الحدودية تسبب بالنقص الكبير في البضائع، وخصوصًا الأدوات الكهربائية كمًّا ونوعًا.
وشدد سرحان على أنه لا يوجد أي محل تجاري في قطاع غزة إلا وكان يعتمد على الأنفاق بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا إغلاقها أدى إلى جمود الحياة وأصبح القطاع في حالة موت سريري، مستطردًا في حديثه: "رفح في عهد عمل الأنفاق كانت عاصمة القطاع الاقتصادية، وكان الجميع يحجّ إليها, لكنها الآن فقدت تلك المكانة بإغلاق الأنفاق".
وختم حديثه بالقول: "نتمنى على الجميع أن يعمل على رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، ونخص الجهات الدولية والعربية وأحرار العالم, لأن المتأثر من الحصار هم المرضى والأطفال قبل غيرهم من باقي الفئات".
من جانبه ذكر بسام عثمان صاحب مطعم "منى" في رفح البلد, أن مدينة رفح كانت تعتمد في اقتصادها اعتمادًا كليًّا على الأنفاق, من أيدٍ عاملة ووسائل نقل ومواصلات ومطاعم ومحال تجارية، مبينًا أن إغلاقها منذ قرابة ستة أشهر أفقدها قيمتها الاقتصادية، وساهم في زيادة معدلات البطالة.
وأكد أن نسبة المبيعات والأطعمة المنتجة انخفضت بنسبة 50% بعد بدء تنفيذ حملات الجيش المصري ضد الأنفاق وهدمها وتدميرها بالمتفجرات, الأمر الذي أدى إلى وقف العمل فيها، مشيرًا إلى أن مطعمه كان يمد عمال الأنفاق بعدد كبير من الوجبات يوميًّا في مختلف أشكالها من شاورما وكباب ودجاج وفول وفلافل.
من جهته قال رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان إن البلدة خسرت مبالغ طائلة نتيجة إغلاق أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر خلال الأشهر الماضية. وأشار رضوان إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها البلدية بعد إغلاق الأنفاق مع مصر، لافتاً الى أن إيرادات البلدية تراجعت بصورة كبيرة بعدما كانت تصل الى نصف مليون شيكل شهرياً.
وأوضح أن مدينة رفح باتت تعاني حال فقر غير مسبوقة، كما أن منع إدخال مواد البناء عطل مشاريع أساسية كانت قائمة، وأخرى قيد التنفيذ نتيجة تشديد الحصار الإسرائيلي وإغلاق الأنفاق.
ولفت إلى أن هناك مشاريع استراتيجية مهمة تنفذها البلدية، على غرار بركة تجميع مياه الأمطار في حي الجنينة شرق المدينة، بنحو 15 مليون دولار تم انجاز بعضها بقيمة تصل الى نحو خمسة ملايين دولار.
وأعلن أن البلدية تؤمن بمبدأي الشفافية والمساءلة، وتنشر تقاريرها الدورية وموازنتها على موقعها الالكتروني من هذا المنطلق.
وأشار إلى أن مشروع تحلية مياه البحر بسعة 60 ألف كوب في الساعة على شاطئ مدينة دير البلح وسط القطاع، يخدم المدينة ومدينتي خان يونس ورفح، وهو بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
ونوه إلى اهتمام البلدية بالبيئة المحلية والصحة العامة والعمل على تطوير مكب نفايات شرق المدينة على مساحة 450 دونماً بكلفة قدرها 40 مليون دولار، موضحاً ان المرحلة الأولية من المشروع ستكون على مساحة 200 دونم بدعم من الرئيس محمود عباس وحكومة "حماس" في غزة والبنك الدولي.
يذكر أن مدينة رفح البالغ عدد سكانها نحو 200 الف نسمة، ثلثاهم من اللاجئين الفقراء، تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والفقر، خصوصاً بعد تدمير اسرائيل مطار غزة الدولي قبل 12 عاماً، وإغلاق معبر رفح والأنفاق التي كانت تشغل عشرات الآلاف منهم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفح عاصمة اقتصادية فقدت قيمتها جراء إغلاق الأنفاق رفح عاصمة اقتصادية فقدت قيمتها جراء إغلاق الأنفاق



GMT 12:03 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

العالم على موعد مع أول "تريليونير" في التاريخ خلال 10 سنوات

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:47 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 22:16 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon