آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد
آخر تحديث GMT09:43:09
 لبنان اليوم -

" آلان دو بوتون " المعماري الإيطالي الذي برع في فلسفة الجمال في الجماد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - " آلان دو بوتون " المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد

العمارة الإيطالية
روما - دلال قنديل

في كتاب "مفكرون عظماء" الغني أفرد" آلان دو بوتون" فصلاً لفن العمارة. تميز بين غيره في تنوع فصول الكتاب بإدراج إسم "اندريا بالاديو" andrea palladio المولود في بادوفا الايطالية دون غيره من الاسماء. هندسته تجلت بإبداع يطالعنا كيفما تلفتنا.إرتكاز الهندسة لفلسفة جمالية مشاكسة لعصره جعلته مدرسة راسخة لحقبات متتالية .
بالاديو برع خلال مسيرة حياته ما بين العام  ١٥٠٨- و١٥٨٠
برع في بناء  مداميك مفاهمية للعمارة خلف الهيبة وضخامة البناء، أورثنا فلسفة تنقية النفس بركونها للفسح الرحبة التي تمنح الرونق، تُطوع الجماد لإستخدامات يومية. لا تبقي الفخامة بعيداً عن متناول إحتياجاتنا، تتأتى البساطةمنسوجة بخيال الفنان وأزميله الذي ينحت الوجوه والأجساد والزخرفات لتحاكي الحجر .

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد
شيّد "بالاديو "على مدى اربعين عاماً مئات الابنية والقصور والكاتدرائيات التي تخطف قلوب العابرين حتى اليوم في طرقات البندقية ومنطقتها.
أعماله لم تقتصر على نحت الجماد الذي يميز الصخر الملتف كعَقد يعانق أسوار الخارج أوكعيون يقظة توقظ  الزوايا الميتة.بل هي فلسفة الجمال التي تمنح لليومي فرصة التمهل للالتفات الى اشيائنا الصغيرة.

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد
منحَ "بالاديو "مسحة فنية للاقبية المهملةكالاسطبلات والبارات الخارجية، جعلها تتماشى مع الداخل لا بل قد تضاهيه بمنحوتات لم يعبرها الزمن .
يسرد " آلان دو بوتون" في فصل فن العمارة " آراء بالاديو في العمارة كانت نقيضاً شبه تام للآراء السائدة في ايامنا هذه.ومن الممكن تلخيص موقفه بفكرتين: الاولى ان للعمارة غاية واضحة ، الا وهي مساعدتنا في أن نكون بشراً أفضل.والفكرة الثانية أن هناك قواعد لأي بناء جيد.كان بالاديو مقتنعاً بأن العمارة العظيمة صنعة بقدر ما هي فن: ليست بالضرورة صنعة باهظة التكلفة.كما انها من اجل الاستخدام اليومي...من اجل الحظائر والمزارع والمكاتب، لا من أجل مشاريع فاخرة متألقة تظهر من وقت لآخر."
إستعدت بإنسياب كلماته ما شهدته قبل اسابيع في قصر من تصميمه، أصبح متحفاً يستجلب السواح من انحاء متعددة لبلدة صغيرة يلفها نهر وتشرق شمسها كل يوم من نوافذ" بالاديو" المتوازنة.
مرت في ذهني تلك الصور الجمالية للمكان، بكلمات عن
" تفاصيل بالاديو الذي يصير معه كل ما في الغرفة من عناصر مرتكزاً، متوازناً، متناظراً.وهو لا يستخدم إلا أشكالاً هندسية بسيطة."
كيف تمنحنا الكلمات رؤية اضافية لما نرى "تكون الجدران على العموم حيادية.ولا يُراد وجود أثاث كبير.صفاء المكان مُصمّم بحيث يشيع الهدؤ في نفوسنا.وهو لا يحاول مفاجأتنا ولا إثارتنا."
وبتعمق يورد "دو بوتون" أن "الهدؤ ، التناغم والجلال" ركائز البناء الفني لعمارة "بالاديو" .
تفتح المعرفة أعيننا على الجمال.وتحيي كلمات "دو بوتون" إرثاً عريقاً من المباني  التي لا تكون بالضرورة بالاديونية اصيلة لمجرد أن فيها أعمدة أو لأنها تحاول محاكاة المعابد القديمة .تصير الابنية بالاديونية عندما تكون مكرسة للهدؤ والتناغم والجلال اعتماداً على قواعد ستكون ترشيداً للطموح الذي كان "بالاديو" من أهم انصاره ودُعاته: ينبغي أن يكون شيئاً طبيعياً في المباني أن تجعلنا نرى صورة مغرية عن أنفسنا عندما تكون في أعلى درجات هدوئها وجلالها."
أي الأماكن في عصرنا المضطرب تمنحنا الهدؤ والجلال؟
الكتاب الموسوعي مؤلف من٣٩٥ صفحة، ترجمة الحارث نبهان،صدر عن دار التنوير بالشراكةمع سلسلة مدرسة الحياة، كل فصل فيه كُرس لفيلسوف ومبدع في الفن والكتابة والفلسفة والرسم والبناء من حقبات زمنية متعددة.

قـد يهمك أيضأ :

تمثالان من البرونز للفنان الإيطالي مايكل أنجلو في لندن

معرض أعمال فنية لمايكل أنجلو يقام في تايبيه

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد  آلان دو بوتون  المعماري الإيطالي الذي برع في  فلسفة الجمال في الجماد



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 23:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 21:45 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 13:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:12 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية

GMT 08:03 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

إجلاء نحو 117 ألف شخص بسبب الفيضانات في كازاخستان

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon