غزة - لبنان اليوم
أكدت مصادر طبية في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفاة الرضيعة رهف أبو جزر، والتي تبلغ من العمر 8 أشهر، جراء البرد الشديد بعد أن غمرت مياه الأمطار خيمة عائلتها في مخيم المواصي للنازحين غربي المدينة إثر المنخفض الجوي الحالي. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، الذي يتبع حماس، في تصريح صباح الخميس، إنّ مياه الأمطار غمرت مخيمات بأكملها في مخيم المواصي وكذلك في مناطق أخرى مثل دير البلح والنصيرات ومدينة غزة.
كما أشار الجهاز إلى أنه تلقى أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب العاصفة، موضحاً أنّ خيام النازحين لا تستطيع مواجهة المنخفضات الجوية، وأكد أنه تمكن من نقل عشرات الأسر إلى مناطق أخرى. وحذر من أنّ الساعات المقبلة ستكون كارثية بحسب وصفه، مع تعمق المنخفض، داعياً السكان إلى أخذ الحيطة والحذر من حدوث حالات غرق. بالإضافة إلى الخطر الذي تتسبب به الأمطار، تلاحق سكان غزة آلاف الذخائر غير المتفجرة أيضاً والتي تهدد حياتهم في كل وقت.
وحذر رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية يوليوس فان دير والت، أن مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة تعرقل عودة الحياة إلى طبيعتها في غزة، وأن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر. وأكد فان دير والت، للصحفيين يوم الأربعاء، أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطراً بالغاً على المدنيين، لا سيما مع تحرك مئات الآلاف منهم عقب وقف إطلاق النار.
وذكر أن "أكثر من عامين من الهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة خلّفت تلوثاً واسعاً بالمواد المتفجرة، ما يؤثر سلباً في إيصال المساعدات الإنسانية، ويبطئ تعافي القطاع، ويجعل أعمال إعادة الإعمار شديدة الخطورة، إضافة إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين".
وأوضح رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية أن فرق الأمم المتحدة تواجه مخاطر المتفجرات بشكل شبه يومي في مختلف مناطق القطاع، وأن العائلات التي تتحرك داخل غزة معرضة لخطر هذه المواد. وأكد أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، كما هو الحال في معظم مناطق النزاع حول العالم، نظراً لفضولهم ومحاولتهم لمس الذخائر غير المنفجرة دون إدراك خطورتها.
وحذر من عدم توفر بيانات دقيقة حول حجم التلوث بالمتفجرات في غزة، غير أن هناك مؤشرات قوية على انتشارها بشكل واسع في أغلب المناطق. وأوضح المسؤول الأممي، أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تعمل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ بداية العمل في غزة، تمكنت الدائرة من "رصد أكثر من 650 مادة خطرة" في المناطق التي استطاعت الوصول إليها فقط، وكانت الأغلبية العظمى منها ذخائر غير منفجرة ومواد متفجرة يدوية الصنع".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن صغر المساحة الجغرافية لقطاع غزة وارتفاع الكثافة السكانية، يؤدي لتعقيد الوضع مقارنة بمناطق نزاع أخرى مثل سوريا ولبنان.
وشدد على أنه يكاد يكون مستحيلاً تجنب مخلفات المتفجرات في مثل هذه الظروف، وأن بقايا صغيرة قد تؤدي إلى كوارث كبيرة، وأن عودة السكان إلى منازلهم أو أنقاضها تقتضي حذراً شديداً، داعياً إلى الإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه أو متحرك.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك