«جميزات بيروت» رحلة في ذاكرة بيروت مع حنطور أبو شفيق
آخر تحديث GMT19:01:38
الجمعة 20 حزيران / يونيو 2025
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

«جميزات بيروت» رحلة في ذاكرة بيروت مع حنطور أبو شفيق!

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - «جميزات بيروت» رحلة في ذاكرة بيروت مع حنطور أبو شفيق!

باب السرايا قرب جميزة المصلّى
بيروت - لبنان اليوم


إذا أوقفت تاكسي أو سرفيس اليوم وطلبت منه أن يوصلك إلى الجميزة، فستصل حتماً إلى منطقة الجميزة شرقي الوسط التجاري وليس إلى إية جميزة أخرى. ولكن إذا رجعت بالذاكرة وتخيّلت أحد أجدادك يطلب إلى سائق الحنطور أبو شفيق أن يوصله إلى الجميزة، فسيقول له: «أي جميزة يا أفندي؟ بيروت فيها 11 منطقة منسوبة إلى الجميز!».

وبما أن الطقس كان جميلاً في ذلك اليوم، وجدّك ميسور الحال، فاضي البال، قال لأبو شفيق: «طيب يا ريّس، خلينا نبرم على كل جميزات بيروت وخبّرني عن قصة كل واحدة، وإلك ربع مجيدية».

سار حنطور أبو شفيق حتى وصل إلى ساحة السور التي يسميها العامة عصّور (على السور = عالسور = عصّور) وهي اليوم ساحة رياض الصلح المعروفة، فعدل طربوشه وقال: «هيدي جميزة عصور يا أفندينا، وتعرف بجميزة «بيت النحيلي» لأن أحد بنات عائلة النحيلي كانت تتخذ تحت الجميزة بسطة تبيع عليها بعض الأشياء، وكانت جميلة فاتنة، ولما رآها ابن الوالي سحرته فتزوجها وسافر بها إلى باريس. ولما رجعت الى بيروت مرّت قرب الجميزة وقالت: «أوه لا لا.. شو هالشجرة؟ ما عنا منها بباريس» فقال الناس لها: كبرت بنت النحيلي عن جميزة عصّور. وصار قولهم هذا من الأمثال البيروتية المعروفة.

وبعد دقائق وصلت عربة أبو شفيق إلى قرب السرايا العتيقة وقال: «وهذه جميزة المصلّى يا أفندينا قرب جبانة المصلى، يقف الناس من أهل الميت تحتها لتقبّل العزاء، وهي كما ترى ملاذ العتالة (الحمالين) للراحة والاستظلال قبل متابعة سيرهم، وملتقى التجار للتحدث والتعرّف والهروب من أجواء الأسواق والحارات الخانقة. وكما ترى فهذا صاحبنا الحلاق أبو إبراهيم يحلق للزبون الذي يحمل قطعة من مرآة مكسورة بين يديه تحت الجميزة، ولما تنتهي حلاقة هذا الزبون سيعطي أبو إبراهيم أجرته رغيف خبز وبصلة».

وتوجهت العربة بعد ذلك غرباً إلى محلة زقاق البلاط. قال أبو شفيق: «هذا القصر كما تعلم يا افندي هو قصر عبد الفتاح آغا حمادة متسلم بيروت. كانت الأرض التي شيّد عليها القصر يوجد فيها بيت متواضع لامرأة عجوز تظلله جميزة كبيرة، وعندما أخبرها المتسلم أنه يريد شراء الأرض لبناء بيت فيها قالت له: بفيّة الجميز ما بينبت حشيش، وإن نبت ما بيعيش. وربما كانت تعني أنه حيث توجد زعامة إقطاعية لا تعيش الحرية والكرامة في ظلها».

قال الأفندي: «دخيل عينك يا أبو شفيق. هذه الرحلة في منتهى الجمال ولكن أرجو منك أن تختصر سرد الأخبار حتى لا يملّ القارئ الذي يتابعنا الآن بالقرن الواحد والعشرين!».

انحدرت العربة نزولاَ إلى باب السنطية على الواجهة البحرية (وهي اليوم منطقة البيال قرب جامع المجيدية)، فقال السائق: «هذه الجميزة الكبيرة التي تراها هنا اسمها جميزة الرجل الصالح. ويقال أن رجلاً صالحاً غرسها قرب سبيل الماء ليتفيأ بها العابرون. وفي أحد الأيام جاء رجال إبراهيم باشا لقطعها ليجعلوا من فروعها مخابط للأرز فوجدوا رجلا يمسك بها ويقبّلها. وعندما عرف الضابط الموفد قصتها تركها وانصرف».

وعند وصول العربة إلى محلة القنطاري قال أبو شفيق: «وهنا كانت جميزة القنطاري التي لم يبقَ منها لا رسمها ولا اسمها». ومنها الى أول شارع الحمراء حيث جميزة «البابور» نسبة لنظير عيتاني الذي كان يعمل لصالح سكة الحديد أو البابور (وكانت مكان موقع مصرف لبنان اليوم)، وأكملت العربة المسير غرباً إلى رأس بيروت حيث جميزة فضول ربيز التي كانت ضخمة لدرجة أن البعض أطلق على أحد أغصانها لقب «عزرائيل». وتابعت العربة سيرها صعوداً إلى منطقة عائشة بكار حيث جميزة زاروب عبلا (قرب منزل الرئيس الحص اليوم).

قال السائق أبو شفيق: «ورحلتنا الآن طويلة جداً لأننا سنذهب إلى جميزة المفرق في محلة الدورة. وإسمها جميزة المفرق لأن عندها كان التقاء طريق طرابلس - بيروت وطريق أخرى تبدأ من جسر الرميلة وتصل حتى باب الدباغة».

ردّ الأفندي قائلاً: «لا يا أبو شفيق لقد تعبت من المشوار والجميزات. ارجعني إلى منزلي عالبسطة الفوقا». فالتفت إليه أبو شفيق وقال له ضاحكاً: «لن ترتاح، لأن في البسطة الفوقا يوجد جميزة بيت المحمصاني. هذه الجميزة ستدخل التاريخ لأنها جميزة بيت محمود المحمصاني أحد شهداء السادس من أيار، ولأنه اختبأ داخل جذعها عندما صدرت الأوامر بإلقاء القبض عليه.»

قد يهمك ايضا

"البشوت" النسائية تجتاح الأسواق السعودية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جميزات بيروت» رحلة في ذاكرة بيروت مع حنطور أبو شفيق «جميزات بيروت» رحلة في ذاكرة بيروت مع حنطور أبو شفيق



ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ لبنان اليوم
 لبنان اليوم - أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 09:33 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:50 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon