منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها
آخر تحديث GMT07:47:39
 لبنان اليوم -

منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها

صناعة الشوكولاته
بيروت - لبنان اليوم

تختلف قصة منى سلامة مع صناعة الشوكولاته عن غيرها من القصص التي نسمعها عادة. فهي تخلت عن مهنتها الأساسية في عالم التسويق، وعادت لتستقر في لبنان كي تعيد لأنامل والدتها هدى رونقها.بدأت قصة منى مع الشوكولاته منذ صغرها، عندما كانت تشاهد والديها يحضران الحلويات بمناسبة عيد ميلادها وأخواتها، فكانت تراقبهما بعيون الأطفال المعجبين بقامات أهاليهم.

كبرت منى وسافرت خارج لبنان بحثاً عن رزقها، وتركت والدتها تعمل في مجال صنع الشوكولاته اللذيذة. «كانت معظم محلات الباتيسري في لبنان تصنع لهم والدتي شوكولاته الـ»كوبيدون» (يصنع من الشوكولاته المخلوطة بالعسل والكاراميل). ومن ثم تطورت صناعاتها لتشمل أنواعاً مختلفة. ولكن ما كان يحزّ في نفسي هو ضياع اسم والدتي في مهب أسماء تلك المحلات الذائعة الصيت. فهم كانوا يغلفون هذه الصناعات بأسمائهم، ووالدتي هدى كانت مجرد مصدّر لهذه الشوكولاته ليس أكثر».

بدأت والدة منى سلامة بعملها الخاص هذا في الثمانينات، ولم تكن تعلم أنها وبعد 40 عاماً ستحصل على المكافأة التي لطالما انتظرتها وعلى يد ابنتها. فمنى قررت العودة إلى لبنان، وراحت تفكر في كيفية تحقيق حلم والدتها. فأن يصبح اسمها (هدى) مطبوعاً كماركة مسجلة لا أحد يستطيع تقليدها، هو حلمها الأكبر.«كنت خائفة من القيام بهذه الخطوة في ظل أوضاع غير مستقرة في لبنان. مترددة ولا أملك التمويل الكافي للقيام بهذه الخطوة. ولكن وفي يوم مشمس كنت أسير في شوارع ساحة ساسين رأيت إعلاناً لمحل للإيجار. لم أعرف من أين أتتني القوة والجرأة واتصلت بصاحب المحل. وفي ظرف ثلاثة أيام، وقعت الاتفاق واستأجرت المكان».

تخبر منى «الشرق الأوسط» عن يوم افتتاح محل «هدى والشوكولاته»: «كنت أنظر لأمي المتأثرة وعيوني تدمع من الفرح. فعندما علّقنا يافطة المحل (Hoda et chocolat) اجتاحنا معاً فرح لا يوصف. فأنا بذلك استطعت إسعاد والدتي واسترداد حقها الطبيعي في مشوار عمل دام أكثر من 40 عاماً».تعلمت منى الكثير من والدتها، فكانت الوصفات الكلاسيكية تناسب زبائن أجيال سابقة. قررت أن تحدثها وتدخل عليها نكهات جديدة، «ركنت إلى حب الهال والمسكة وحبوب البن وبهارات القرفة وغيرها، كي ألون صناعاتي في عالم الشوكولاته فولدت عندي 4 أصناف حديثة الطعم».

في محلات «هدى والشوكولاته» الواقعة في ساحة ساسين في الأشرفية تحتار من أين تبدأ وأين تنتهي. فالشوكولاته الموزعة على الرفوف، وفي أوانٍ خاصة تدعوك إلى تذوقها من دون استئذان. «أحب هذا الشعور عند زبائني عندما يحتارون أي نوع شوكولاته يشترون. فهي إشارة إلى أني أجدت اختيار الطريق الصحيح في حياتي العملية».4 أصناف شوكولاته تؤلف صناعات منى سلامة: الـ«أرابيسك» و«غورمانديز» و«الكلاسيك» و«المنمنم».

وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «الفئة الأولى استلهمتها من نكهات بلادي وحلوياتنا المعروفة كالمغلي وليالي لبنان وقمر الدين مع الزبيب، والتمر مع جوز الهند والسحلب، فيما الثانية أردتها مقتبسة عن الشوكولاته الفرنسية الشهيرة التي تقدم من دون تغليف. أما الفئة الثالثة فهي ترضي الزبائن الذين اعتادوا على أنواع شوكولاته معينة لا يحبون استبدال غيرها بها. وفي حبات الشوكولاته المنمنمة والمصنوعة على شكل نرد طاولة اللعب، أدخلت نكهات ومطيبات مثل المسكة وحب الهال».

تصف منى صناعة الشوكولاته بملعبها الذي تشعر فيه بأنها تطرز أحلامها وتحولها إلى حقيقة، «لن أستطيع وصف هذا الشعور الجميل عندي وأنا أصنع الشوكولاته وأتخيل أنامل والدتي التي تزورني في المحل بين وقت وآخر وهي تشد على يدي. لقد حققت حلمها أخيراً، ومن خلالها وجدت طريقي المهني الذي رغبت فيه منذ صغري».تشعر منى وكأنها الطفلة التي تمارس لعبة مسلية لا تحب أن تتركها ولو للحظات. «أمضي في مطبخي أكثر من 12 ساعة، وتمر علي كثوانٍ قليلة من حبي لهذه المهنة. زرعت هدى في داخلي كل هذا الشغف لصناعة الشوكولاته. وأنا أحمل لها كل الحب والتقدير لمشوار خاضته وحدها وبإصرار وكان مكللاً بالقناعة».

احتفظت منى بفريق والدتها نفسه في المطبخ «إنهن نساء لبنانيات ربات منازل، لم أشأ أن أتخلّى عنهن لا سيما أنهن مسؤولات عن عائلاتهن. فنحن أصحاب المؤسسات الصغيرة تعذبنا كثيراً في السنوات الثلاث الماضية بفعل الأزمات المتلاحقة في لبنان، وكنا نقاوم للاستمرار والمكافحة». وتتابع: «عملنا هو حرفي ويدوي بامتياز. وأعتبر المؤسسات التجارية الصغيرة تشبه إلى حد كبير الجمعيات الإنسانية. ولذلك أتمسك بفريق عمل والدتي لأنهن بشكل أو بآخر يرمزن إلى اللبناني الصلب والمقاوم على طريقته».

وتختم منى: «أعرف اليوم أني قمت بإنجاز هام توجت فيه مسيرة المرأة التي كانت أهم محلات الحلوى في لبنان تفتخر بصناعاتها من دون ذكر اسمها. ولن أنسى بعض السيدات اللاتي كن يزرنها ويتذوقن حبات الشوكولاته التي تصنعها ويتركن لها تعليقاً يحزنها: «إنها لذيذة ولكن تلك التي تذوقناها في المحل الفلاني أطيب». فتلك السيدات لم يكن يعلمن أن أمي هي من تصنع تلك الشوكولاته التي تباع في أفخم محلات لبنان».

قد يهمك ايضاً

طريقة سهلة لإعداد لفائف الشوكولاته اللينة

تعرفي على فوائد تناول قطعة من الشوكولاته الصحية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:24 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 لبنان اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 20:08 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 11:04 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

لاعب برشلونة مارتينيز يشتبك مع مشجع خارج الملعب

GMT 04:53 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

مكياج العيون من وحي الفنانة بلقيس

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 07:32 2022 الأحد ,10 إبريل / نيسان

نصائح للحفاظ على الشعر الكيرلي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon