روبرت تويغر يكشف كيف تعلَّم الرسم من ابنته المراهقة
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

روبرت تويغر يكشف كيف تعلَّم الرسم من ابنته المراهقة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - روبرت تويغر يكشف كيف تعلَّم الرسم من ابنته المراهقة

روبرت تويغر وابنته تعلمه الرسم
لندن ـ العرب اليوم

أبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، كيف استطاعت مراهقة صغيرة، تعليم والدها الذي يدعى "روبرت تويغر"، الرسم بكل بساطة من خلال مراقبة ابنته الموهوبة، حيث لم يسألها عن أي شيء وتعلم من خلال مشاهدته لها. ويتحدث الأب عن تجربته، قائلًا: "يوجد شخص موهوب فقط في كل حصة رسم، هذا الشخص الذي يستطيع أن يرسم بسهولة أي صورة لديزني، مانجا، أو أي شخصية بطولية ذات طابع  خارق أو هزلي، أو لوحات تعبر عن الحياة والطبيعة.

وخلال حصة الرسم في مدرستي، كان هناك ديفيد، زميلنا له قدرة إبداعية في الرسم، وكنا مثل بعضنا، وكان الأسلوب الوحيد لمعلم الرسم، هو أن يعنفنا بقسوة، فكان يقول لنا: "ديفيد استطاع أن يفعلها، فلماذا لا يمكنكم رسمها"؟، وأخذ يهمهم ويتمتم بلا فائدة. وبالنسبة للأشخاص مثل أداليا، ابنتي، فهي تشبه ديفيد، ولكن الفرق الوحيد انني  كنت قادرا على مشاهدة مراحل تطور رسمها وكيف أصبحت فنانة رائعة، إنها لم تكن هكذا منذ البداية، حيث كانت لوحاتها عشوائية وخطوطها غير منتظمة ومجعدة كما هو الحال في رسومات الأطفال الآخرين،  لكنها كانت تحتفظ بها، كانت تحب أن تنسخ بعض الرسومات وأنا لم أحبطها أو انقص من ثقتها بنفسها، كنت اعرف أن طريقة التعلم بالنسخ هي الطريقة الفعالة لخلق شخص مبتكر، كما انني أدركت أن محاولة فعل شيء خاص بك مبتكر في وقت قصير جدا، غير مثمر، حيث شاهدت كيف ترسم ببطء وبهدوء، وتمحي الخطوط غير المنضبطة، وترسم مرة أخرى حتى تحصل على خطا مثاليا.

كانت تحب أن تكون حواف الرسوم الكارتونية نظيفة، ولم تكن تحب الفوضى بلوحاتها حيث تهتم بالا يشوب رسوماتها شائبة من الفحم أو الطلاء. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، لقد كنت أقرأ كتبًا عن التعلم في مختلف المجالات وكيف يمكننا رعاية المواهب الكثيرة لتحسين السعادة والرفاهية العقلية. لقد كنت مندهشا من نتيجة البحث التي حصلت عليها، بالمقارنة مع العلماء العاديين، كان العلماء الحائزين على جائزة "نوبل" هم الأكثر ممارسة لبعض الفنون أو الحرف وأيضا أكثر عرضة ليكونوا مختصين في التمثيل والرقص، وكان هؤلاء العلماء متعددو الجنسيات، وعرفت أن القدرة المركزية للتعلم هو عدم  الخوف من تعلم شيء جديد.

فالخوف يؤدي للتشاؤم، فإذا كنت مقبلا على تعلم شيئا جديدا فأنت تقول "سأكون أحمقا في ذلك، فلما العناء؟". لقد درست كيف يتعلم الأطفال، وكيف نعلم أنفسنا، كما انني استخدمت تجربتي في اليابان، من خلال التدريب على  فنون الدفاع عن النفس، حيث كان يتم تقسيم هذه التدريبات إلى حركات كاملة ولكن كانت تؤدي بدورها إلى مزيد من الإتقان. وقد استخدمت ذلك في كثير من الأشياء التي كنت أرغب في تعلمها، كعمل "عجة" مثالية، وتعلم رقصة التانغو، والقيام بلفة الإسكيمو في قوارب الكاياك، وعمل بيرة هندية رائعة، والقيام بدوره 720 درجة على لوح التزلج، وإلقاء خطاب في 15 دقيقة دون إعداد، وغناء النشيد الوطني في فرنسا باللغة الفرنسية، كل ذلك كان من الصعب القيام به، ولكن بعد التدريبات وكسر حاجز الخوف أصبحت أجيد فعلها بإتقان.

كنت أرغب في معرفة كيف رسمت ابنتي خرائط مصورة لكتاب سفر قد كتبته، وعندما سألتها، قالت :"لا يهم ما إذا كانت الصورة دقيقة، الأهم هو أنها تبدو جيدة"، حينها أدركت أن ضغط المعلمين في المدرسة لجعل الطلاب يرسمون لوحات دقيقة تماما يعد ذلك شئيا خاطئا، ويعد نصف القصة فقط، والنصف الآخر كان الجانب الزخرفي للفن،  فإذا كانت الصورة تبدو جيدة، فإنه لا يهم إذا كانت لا تظهر تماما مثل النموذج.

أنا أحب جعل رسومات الشعار مبتكرة وممتعة، وأنماط متكررة، لقد أضفت هذا الجانب إلى تحدي "ميكروماستيري" الخاص: إنتاج رسومات لتوضيح كتابي الجديد. وكان الشيء الرئيسي الذي حصلت عليه من مشاهدة ابنتي أن أرسم ببطء، كنت قد رأيت الفنانين المشاهير يرسمون لوحاتهم بسرعة البرق، كما أن هناك بعض الكتاب الذين يدونون كتاباتهم بسرعة وأنا واحد منهم، وهناك الكتاب الذين يدونون ببطء.

بدأت أسأل الفنانين الآخرين للحصول على نصائح (طرح الكثير من  الأسئلة على عدد كبير من الخبراء أصبحت الطريقة المفضلة بالنسبة لي للتطوير) وقد كشف رسامة الفروسية "جيل وايتورث" لي نصائح عدة، وأضافت "حتى الرسام المشهور بيتر بول روبنس، اعتاد على نسخ بعض من رسومات فنانين آخرين للقيام بمطالبات صعبة". فهذا هو الشيء الذي يحسن أدائك على الفور ويعطيك التشجيع الذي تحتاج إليها.

الأطفال يجعلون المعلمين أفضل بكثير من البالغين، حيث يعلمونهم أن يلقون نظراتهم بعناية إلى أعمال الطلاب ليجدون طريقتهم الخاصة للقيام بشيء ما، هذا هو المفتاح،  الطريقة الرسمية لتعلم شيء ما قد لا تناسب الجميع، ولكن عن طريق التجربة الذاتية نجد طريقتنا الخاصة. لقد كنت ألهو مع الفن بدلا من الشعور بانه شيئا كئيبا، في الواقع، أن اللهو مع شيء هو نوع من الخبرة في حد ذاتها، أعتقد أن الطفل الذي يستخدم الأجهزة الإلكترونية، وهو لا يعرف حتى ما هي، ولكنه لديه الخبرة ليشعر بالمتعة معه.

ان التعلم من تجارب الأطفال لم يكن مستحدثًا، فجورج ستيفنسون مخترع أول قطار بخار في العالم، والذي كان بالكاد يمكنه أن يقرأ ويكتب على الرغم من أنه كان معدا مهنيا ، وما دفعه لاختراع القطارهو ابنه روبرت، والذي كان يذهب إلى المدرسة وبعد انتهاء دروسه، كان يعلم والده ما درسه، وكان جورج يتعلم القراءة والكتابة وحل الرياضيات من ابنه، واستمر هذا الأسلوب من التعلم، إلى أن درس روبرت جوانبًا أعلى من الهندسة والفيزياء في سن المراهقة، والذي علمها لوالده، ولم يكن جورج بوليمث  فقط هو المخترع الرئيسي للقطار البخاري، ولكن أيضا تقاسمه مع همفري ديفي الائتمان لاختراع مصباح السلامة .

وكان جورج رجل فخور بتعمله من ابنه الطفل، وكانت وسيلة رائعة لتجنب فكرة أنك لا تعرف شيئا، الأطفال لا تريد أن تراك تبدو صغيرا. إن المشاركة هي أعلى شكل من أشكال الاهتمام، والعمل مع الطفل على مشروع هو وسيلة جيدة لتبادل ذلك والذي يشتد الحاجة إليه. كما أنها جيدة لتعليم الكبار ضبط النفس فبمجرد مشاهدة الطفل، أنصحك ألا تسأل الكثير من الأسئلة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت تويغر يكشف كيف تعلَّم الرسم من ابنته المراهقة روبرت تويغر يكشف كيف تعلَّم الرسم من ابنته المراهقة



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:24 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الممثل التلفزيوني جاك أكسلرود عن عمر ناهز 93 عاماً

GMT 17:28 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نشرات "لينكد إن" الإخبارية بين الترويج وتخطي الخوارزميات

GMT 10:51 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 07:24 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

غفران تعلن مشاركتها في "الاختيار 2" رمضان 2021

GMT 17:09 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المغنية الأميركية الشهيرة لولا دي عن عمر ناهز 95 عاماً

GMT 17:36 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مودل روز" تثير الجدل بإطلالة جريئة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon