روح مصر
آخر تحديث GMT07:06:58
 لبنان اليوم -

روح مصر!

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - روح مصر!

محمد سلماوي

كان عنوان المؤتمر الفكرى الذى أقامه مركز الهند الدولى IIC فى نيودلهى هو «التراث الثقافى فى الحاضر والمستقبل»، أما موضوع كلمتى فيه، والتى افتتح بها جلساته فكان «التراث الثقافى والصراع من أجل روح مصر». قلت للمشاركين فى المؤتمر والذين أتوا من 24 دولة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، إن التراث الثقافى فى مصر هو نتاج آلاف السنين من الحضارة التى ترسخت فى الوجدان الجمعى، فصارت هى المعبر عن روح الشعب، بعد أن تحددت معالمها واستقرت عبر التاريخ، وشرحت كيف استعصت تلك الهوية الثقافية على كل محاولات طمسها من جانب الغزاة على مر العصور، حيث كان الغازى هو الذى ينساق إلى ثقافة الشعب المصرى ولا ينجح فى فرض ثقافته عليه، وضربت أمثلة لذلك من العصور الغابرة بغزوة الإسكندر الأكبر الذى ارتدى زى الفراعنة، وتوحد مع التراث والحضارة المصرية، وطلب فى وصيته أن يدفن جثمانه بعد وفاته فى أرض مصر التى وجد فيها هويته كما أشار المؤرخون. أما المثل الثانى من العصر الحديث فكان نابليون بونابرت الذى افتتن هو ومن أتى معه من جنود وعلماء بالتراث الثقافى المصرى، وعادوا إلى بلادهم وقد حملوا معهم ذلك «الولع بمصر» الذى مازال يشكل سمة أساسية فى فرنسا حتى الآن، والذى جعل بعض المؤرخين يقولون إن مصر بذلك هى التى غزت فرنسا وليس العكس. من هذا المنطلق الثقافى شرحت تطورات السياسة المصرية منذ 30 يونيو الماضى، وقلت إن التهديد الأكبر الذى كان يمثله حكم الإخوان الذى سقط هو أنه كان يستهدف تلك الهوية الشعبية، فبدأت تنتشر دعاوى بتحريم الفنون والآداب، وسمعنا لأول مرة من يطالب بهدم الأهرامات وأبوالهول باعتبارها أوثاناً، ومن «يفتى» بأن فن الباليه يؤدى إلى «الفحشاء» (!!)، ووجد المواطن البسيط أن احتفاله بزفاف أولاده أو بسبوع أحفاده «حرام»، فنهض يدافع عن هويته التى ورثها عن أجداده فى مواجهة من كانوا يسعون لمحوها، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يكون المثقفون فى طليعة من تصدوا لحكم الإخوان، فكان الكتاب والأدباء أول من سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى فى جمعية عمومية لاتحاد الكتاب، وكان المثقفون أول من حرر مقر وزارة الثقافة من قبضة الإخوان. لذلك فالصراع مع الإخوان لم يكن مجرد صراع سياسى بين قوتين دينية ومدنية، كما يتصوره الغرب، وإنما كان صراعاً على روح مصر ذاتها التى شعر الشعب بأن هناك من يحاول استلابها بطمس المعالم الثقافية التى تجسدها، وكما انتصرت الهوية الثقافية الأصيلة على الغزاة الذين أتوا لمصر من الخارج فى مختلف العصور، انتصرت أيضاً على من استهدفوها فى الداخل، مؤكدة أن التراث الثقافى المصرى العريق سيظل هو العامل المحرك للحاضر والمستقبل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح مصر روح مصر



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 22:52 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 19:30 2022 السبت ,07 أيار / مايو

حقائب يد صيفية موضة هذا الموسم

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الأناقة عند النساء

GMT 20:18 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق الجينز مع البلوزات لحفلات الصيف

GMT 05:22 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

نصائح لاختيار أحذية الـ Pumps بشكل صحيح

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 12:49 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon