انتهاك للدستور
آخر تحديث GMT12:08:51
 لبنان اليوم -

انتهاك للدستور؟!

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - انتهاك للدستور؟!

محمد سلماوي

لم أكن أتصور أنه بعد أن خرج الشعب بأغلبية غير مسبوقة لإقرار الدستور، أن يصدر عن المحكمة حكم تبدو فيه شبهة انتهاك الدستور بهذا الشكل الصارخ! لقد انفردت «المصرى اليوم»، أمس، بنشر خبر صغير فى صفحة الحوادث، مؤداه أن محكمة ببا الجزئية أيدت حكماً بسجن الأديب الروائى كرم صابر 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان فى إحدى مجموعاته القصصية(!!). إن ازدراء الأديان تهمة مطاطة غير موجودة أصلاً بالدستور، الذى تنص إحدى مواده على أنه لا عقوبة فى جريمة لم ينص عليها القانون، وقد أصر حكم الإخوان على إدراجها فى دستورهم الذى سقط معهم كوسيلة لتوجيه الاتهامات للمواطنين وتقديمهم لمحاكم التفتيش، لكن أحداً من ممثلى التيار الإسلامى داخل لجنة الـ50 لم يقترحها، ثم إن المادة «67» من الدستور تنص على أن «حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة»، وأنه «لا يجوز رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية، أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة»، ثم هى تنص أيضاً على أنه «لا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بسبب علانية المنتج الفنى أو الأدبى أو الفكرى»، وقد استثنى الدستور ثلاث حالات فقط، ليس من بينها ازدراء الأديان، وهى: التحري ض على العنف، والتمييز بين المواطنين، والطعن فى أعراض الأفراد، وفيما عدا هذه الحالات فالعقوبة هى التعويض وليس الحبس. ومع ذلك، أجد خبر «المصرى اليوم» يظهر أن محامياً ببنى سويف هو الذى رفع الدعوى، متهماً الكاتب بازدراء الأديان (!!)، ومطالباً بسرعة سحب مجموعته القصصية من الأسواق ومصادرتها (!!) وأجد المحكمة تؤيد الحكم بتوقيع عقوبة سالبة للحريات، والذى كان قد صدر قبل إقرار الدستور فى تهمة غير منصوص عليها فى أى من مواده (!!). فهل هذا يستقيم؟ وهل من المعقول أن تأتى كل هذه الانتهاكات من المحكمة التى يفترض أن تكون هى الحامى الأول للدستور، وأن تحكم بمقتضاه؟ إن الشعب الذى خرج بالملايين لإقرار الدستور من حقه أن يسمع تفسيراً لهذا الموقف الغريب، وإلا كان من حقه الطعن بعدم الدستورية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهاك للدستور انتهاك للدستور



كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 04:29 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك
 لبنان اليوم - أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon