الناس في لبنان أفضل من الأحزاب

الناس في لبنان أفضل من الأحزاب

الناس في لبنان أفضل من الأحزاب

 لبنان اليوم -

الناس في لبنان أفضل من الأحزاب

جهاد الخازن

الأزمة السياسية اللبنانية المستمرة تطغى على الوضع الاقتصادي، وهناك وزير المالية علي حسن خليل ووزير الاقتصاد آلان حكيم، إلا أن كل وزير في الحكومة يمثل حزبه لا الشعب الذي انتخبه.

المواطن اللبناني يدفع ثمن الانكماش الاقتصادي، وكنت سرتُ إلى مكاتب «الحياة» ووجدت نفسي وإلى يميني ما كنا نسمّيه «وادي اليهود» وأمامي بناية أذكر أن متاجر ABC كانت تحتل الطابق الأرضي منها على شارعين. كل المتاجر على الجانبين حتى البرلمان مغلق، باستثناء مكتب مبيعات لطيران الشرق الأوسط. كل شارع في وسط المدينة وحوله من هذا النوع، والمتاجر المفتوحة من دون زبائن.

مرة أخرى، المواطن اللبناني المغلوب على أمره يدفع الثمن، لا هذا الوزير أو ذاك، أو أي حزب سياسي، كبُر أو صغر. والوضع السياسي من أزمة إلى جمود، فلا رئيس سينتخب في الأيام المقبلة أو الأسابيع، وإذا أخطأت أرجو أن يحاسبني القارئ على كلامي. «الجنرال» عون لن يأتي رئيساً، وقد سمعتُ هذا الكلام من مراجع لبنانية عليا، أو من أعلى مراجع. هو لو أصبح رئيساً لترك الحكم وقد قارب التسعين من العمر. لن أقول إن قرار الرئاسة، في يد إيران، ولكن هذا ما سمعت مرة بعد مرة.

أعرف لبنان كما أعرف نفسي، وأزعم أن التجاذب السياسي بين زعامات مستهلكة وأحزاب وكتل لا يعني أي انشطار في المجتمع. ليس كل السنّة من أنصار 14 آذار، وليس الشيعة كلهم راضين على «حزب الله» وجماعة نبيه بري، وليس المسيحيون جميعاً يؤيدون ميشال عون وسمير جعجع.

قال لي زميل أثق برأيه أن معظم الزعامات السياسية اللبنانية هو في شكل أو آخر استمرار للحرب الأهلية. بعض الزعماء الحاليين لم يشارك في تلك الحرب المدمّرة، ولا دم للأبرياء على يديه. ما بقي من حراك اقتصادي وثقافي واجتماعي في لبنان يقوم عبر جهود مواطنين لا ينتمون لأطراف الانقسام السياسي. أحياناً أتابع نشاطات لبنانية غريبة عن واقع الحال، فكأن البلد عاد إلى سنوات السلام الأهلي التي نترحّم عليها اليوم.

قضيتُ العمر أقدّم أسباب التفاؤل على الواقع المر، غير أنني أجد نفسي هذه المرة وقد أُوصِدَت الأبواب في وجهي. لا سبب منطقياً أو واقعياً على الإطلاق يجعلني أتوقع انفراجاً في الأزمة الراهنة، لو عاملتُ لبنان كمراقب أجنبي لكنتُ قلت إن الوضع سيسوء، ثم يزداد سوءاً، ثم ينفجر في وجه الجميع، إلا أنني لست «خواجا» من أوروبا أو غيرها، وإنما مواطن ذهب إلى إنكلترا يوماً في إجازة ولا يزال ينتظر فرصة للعودة.

المشكلة في الأزمة السياسية اللبنانية الحالية أنها لم تترك للمواطن أي طاقة أو ثقب في جدار تنفذ إطلالة نور الصباح منه. مع ذلك أستطيع أن أقول إن اللبناني لم يستسلم لقدره، وإنما هو صامد يكافح، وأنبّه القارئ إلى أنني أتحدث عن المواطن اللبناني لا أي سياسي.

أكتب ظهر الجمعة، ولا أعرف ما سيقول السيد حسن نصر الله مساءً، ولكن عندي اقتراح فقد سمعت السيد يقول إن الخلاف ليس مع الشعب السعودي وإنما مع الحُكم. هو لا يعرف المملكة العربية السعودية وشعبها، وأنا أعرف السعوديين من الملك سلمان والأمراء والوزراء والسفراء حتى سائق التاكسي في المطار وكل من بينهم، أقول إنه لو أُجريت انتخابات رئاسية في السعودية غداً بإشراف الأمم المتحدة لفاز سلمان بن عبدالعزيز بغالبية مطلقة من الدورة الأولى، السعوديون في الأزمات يلتفّون حول الحكم، وهم يشعرون الآن بأنهم مهدّدون.

اقتراحي هو أن يصرّح السيد حسن نصر الله بأن هناك خلافاً مع بعض الحكومات العربية، إلا أن الشعوب العربية واحدة، وضيوف لبنان ضيوف كل لبناني. هو لو فعل لربما رأينا صيفاً أفضل، وأهلاً وأصدقاء يفضّلون لبنان على بقية العالم مجتمعاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناس في لبنان أفضل من الأحزاب الناس في لبنان أفضل من الأحزاب



GMT 19:00 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصير لبنان بعد حرب فرضتها إيران

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

نيسان... عَصي النسيان

GMT 17:20 2024 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا

GMT 17:28 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

مقاومة أضعفت المقاومة

GMT 17:25 2023 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

على أبواب عام مضطرب وقلق... من غزة إلى واشنطن

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon