خبراء يؤكّدون أنّ خيار التوجه اللبناني إلى الصين لبناء المشاريع وهمي
آخر تحديث GMT21:32:26
 لبنان اليوم -

أوضحوا أنّ الحاجة الأساسية الآن هي تمويل المدفوعات وتخفيض العجز

خبراء يؤكّدون أنّ خيار التوجه اللبناني إلى الصين لبناء المشاريع "وهمي"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - خبراء يؤكّدون أنّ خيار التوجه اللبناني إلى الصين لبناء المشاريع "وهمي"

التوجه اللبناني إلى الصين
بيروت - لبنان اليوم

كتب خالد أبو شقرا في صحيفة "نداء الوطن" تحت عنوان "الخيار المشرقي وهمي وسقفه ذرّ الرماد في العيون": "قد يكون لبنان البيئة الامثل للتمويل الصيني بشقيه المباشر من قبل الدولة، وغير المباشر من خلال الشراكة التجارية. فمتطلبات الاستثمار الصغيرة بالنسبة إلى حجم البلد، وموقعه كنقطة التقاء خطي الحرير الصيفي والشتوي على المتوسط، وحاجته الكبيرة إلى مشاريع البنى التحتية، ووجود حلفاء أقوياء يسوقون للخيار المشرقي ويدفعون باتجاهه.. عوامل من الممكن ان تسيل لعاب الصينيين. لكن السؤال هل ستكون من مصلحة لبنان واللبنانيين؟

الجواب على هذا السؤال يأخذنا مباشرة إلى "جيبوتي"، الواقعة على باب البحر الأحمر، حيث افتتحت الصين رسميًا أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها من بوابة تمويل المشاريع الاستثمارية في البلد المديون. مما أدخل جيبوتي من حيث لا تدري بصراع جيوسياسي بين الصين وأميركا ومن خلفها الدول الخليجية. هذا ولم تحقق جيبوتي الازدهار المأمول. ولم يتراجع دينها بالمقارنة مع ناتجها المحلي عن 80 في المئة. كما ان اقتصادها ظل مهددًا بفعل الأزمات الغذائية والاعتماد الكبير على المساعدات الخارجية لدعم ميزان المدفوعات وتمويل مشاريع التنمية. ولم تنخفض معدلات البطالة عن 55 في المئة.

ليس بخيار

الخبير الاقتصادي د.نديم المنلا، يقول انه "لا يمكن اعتبار الحديث عن التوجه المشرقي بالخيار. فالخيارات عادة تكون مدعمة بالافعال لا الاقوال. وشروطها تكون بارزة". أما عن الاستفادة فيلفت إلى ان "الحاجة الأساسية اليوم برأيه هي للسيولة وتمويل ميزان المدفوعات وتخفيض العجز في الموازنة واعادة تحريك الاقتصاد. وبالتالي لا يمكن للاستثمارات الصينية في البنى التحتية، سواء كانت عبر انشاء خطوط جديدة أو غيرها من المشاريع، ان تحل الأزمة الاقتصادية، هذا إن لم تفاقمها. الخيار المشرقي عنوان عريض وجذاب، صحيح، إنما الغوص في تفاصيله يكشف الكثير من التفاصيل والتعقيدات. ولعلّ أهمها من وجهة نظر المنلا هي "كيفية بناء هذه الشراكة، والكلفة التي من الممكن ان يتحملها لبنان جراءها. فمبدأ التبادلية الذي يتحدث عنه مروّجو هذا الطرح يصطدم باختلال هائل في الميزان التجاري بين البلدين، وبضعف كبير في القدرة الانتاجية".

طريق الحرير

أحلام بعض اللبنانيين الكبيرة بالتوجه المشرقي عمومًا والصيني خصوصًا لم تلاقِه الصين بعد الى منتصف الطريق، أقلّه علنيًا. فطموحها، حسبما يفهم أخيرًا من حديث سفيرها في لبنان وانغ كيجيان، هو "العمل المشترك لبناء طريق الحرير الجديد، لتعزيز التبادل الإنساني بين البلدين". الأمر الذي يوافق عليه رئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر الأبيض المتوسط جاك صرّاف بالقول: "كفانا تهديمًا للبنان من خلال تسييس الطروحات". فحاجتنا الكبيرة الى مشاريع البنى التحتية الحيوية تحتم علينا القبول بالعروض الصينية على قاعدة: من يقول لك انا معك، قل له انا مشيت".

الصين التي تتميز بامكانياتها المالية الضخمة، لديها خطط توسعية أصبحت قريبة من منطقتنا. وقد بدأنا نشهد فتح العلاقات الاستثمارية مع العراق وعرضها عليه حلولًا كثيرة، وستستكملها، بحسب صراف، "بربط كل من ايران وسوريا والعراق ولبنان وصولًا الى البحر المتوسط بخط سكة حديد". وعليه فانه من خلال المشاريع في العراق والاهتمام الكبير في سوريا نستطيع الفهم ان ليس لبنان المستهدف، بل ان هناك خطة للمنطقة ككل. فالصينيون يعتبرون ان هذه الدول تمتلك امتدادًا وتكاملًا طبيعيين.

لبنان فرصة ولكن!

في المقابل فان لبنان برأي رجال الاعمال يشكل فرصة استثمارية واعدة بالنسبة إلى الصينيين. إذ انهم كلما التقوا بوفود لبنانية كانوا يشيدون بالانفتاح اللبناني في المنطقة وبالدور الريادي للقطاع المصرفي. وهذا ما يحتم علينا، من وجهة نظر صراف، "اعادة شد عصب القطاع الخاص، وبناء نظامنا المصرفي على اساس متين، سليم ومعافى. وذلك كي يستطيع التكامل مع الرؤية المستقبلية ويشكل قيمة مضافة. خصوصًا ان الدول المجاورة لا تعاني من نقص في المصارف فحسب، انما تفتقر الى البيئة المصرفية".

الاستثمارات الصينية ليست بغريبة عن لبنان. وقد شهدنا أخيرًا مشاريع حفر انفاق سد بسري وتركيب شركة "هواوي" لمحطات الاتصالات، وقبلهما المشاريع في مرفأ طرابلس وعلى نهر العاصي. إلا ان التعامل مع المستثمرين الصينيين، بحسب شركائهم في المشاريع، ليس سهلًا. فهم لديهم ثقافتهم الخاصة ويأتون بعمالهم لتنفيذ المشاريع ولديهم شروطهم الخاصة. وبالتالي علينا نحن ان نقرر إن كانت شروطهم تتماشى مع بيئتنا. فـ"الانفتاح الصيني في النهاية لن يكون الا اقتصاديًا"، بحسب صراف، مع ان "الصيني يشتهر بامكانية ان يكون استعماريًا".

ان تكون الصين، بقطاعها الخاص الضخم والنشيط، مستثمرة في لبنان كبقية المستثمرين فهذا امر طبيعي. أما ان تُختزل العلاقة معها وتُربط بأهداف سياسية فهذا ما يجب تفاديه"، يقول احد الاستراتيجيين في العلم العسكري. وبالعودة إلى مثال جيبوتي فان جمعها للأضداد وأصحاب العقائد السياسية والعسكرية المتنافسة، أصبح يشكل ضغطًا كبيرًا عليها وبات أمنها القومي مستباحًا من الجميع، وذلك رغم بعض الفوائد الاقتصادية. فهل هذا ما نريده؟".

قد يهمك ايضا:الصين تتجنّب مشاريع البنية التحتية اللبنانية خوفًا من الصراع الأميركي الإيراني

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يؤكّدون أنّ خيار التوجه اللبناني إلى الصين لبناء المشاريع وهمي خبراء يؤكّدون أنّ خيار التوجه اللبناني إلى الصين لبناء المشاريع وهمي



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها

GMT 08:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الفحم للشعر وطريقة عمل قناع منه

GMT 00:39 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

نتائج مثيرة لما بحث عنه مستخدمو الإنترنت على "غوغل" في 2019

GMT 10:01 2022 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

أفكار في الديكور للجلسات الخارجّية الشتويّة

GMT 15:28 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الحصان..ذكي وشعبي ويملك شخصية بعيدة تماما عن الصبر

GMT 18:44 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

إتيكيت وضع المكياج في الأماكن العامة

GMT 19:26 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

المصائب تتوالى على سان جيرمان أمام ليل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon