إسرائيل وجريمة كل يوم

إسرائيل وجريمة كل يوم

إسرائيل وجريمة كل يوم

 لبنان اليوم -

إسرائيل وجريمة كل يوم

جهاد الخازن

هل يعرف القارئ أن سكان أوروبا والعالم كله استيقظوا في الصيف وقرروا أن يمارسوا اللاسامية؟ هذا ما تزعم الحكومة الإرهابية في إسرائيل وأجهزة استخباراتها، فقد قرأت في الصحف الإسرائيلية أن مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل طلب من الإسرائيليين الحذر وهم يسافرون إلى أوروبا خلال الأعياد اليهودية هذا الأسبوع بسبب زيادة الحوادث اللاسامية . طبعاً المكتب إياه لا يقول إن جرائم إسرائيل هي السبب الوحيد لازدياد اللاسامية .

مقالي اليوم نوع من الاعتذار لم يطلبه القارئ، فخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، وما رافقها من جرائم حرب أو ضد الإنسانية، فقدت قدرتي على التحمل وتوقفت عن قراءة الجرائد الإسرائيلية مترجمة إلى الإنكليزية (باستثناء «هاآرتز» الليبرالية)، كما أفعل كل صباح. غير أنني وجدت بعد أيام من انتهاء الحرب أنني مقصر في عملي وعدت إلى قراءتها بدءاً بالسابع من هذا الشهر، وضيّعت وقتاً كثيراً في متابعة الخلاف على الموازنة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير المال يائير لابيد، وقرأت عن تبادل إهانات بين وزير الدفاع موشي يعالون ووزير الاقتصاد نفتالي بنيت. كلهم كلاب حرب، وقد وجدت ما يهم القارئ العربي من أخبار فهناك كل يوم «جريمة اليوم» الإسرائيلية مثل خبر عزم سلطة الاحتلال في الضفة على طرد 12500 من البدو من الضفة وإسكانهم قسراً في وادي الأردن.

أحد أسوأ الكتّاب في الميديا الإسرائيلية اسمه بن - درور يميني، فهو على يمين اليمين، وهو كتب في «يديعوت أخرونوت» محذراً من تحقيق عسكري إسرائيلي في احتمال ارتكاب جنود إسرائيليين جرائم حرب في قطاع غزة، ثم انتقد جماعتي سلام إسرائيليتين هما بتسلم وياش دين بعد إعلانهما أنهما لن تتعاونا مع جيش (الدفاع) الإسرائيلي لأن تجربتهما السابقة تظهر أن وكالات الأمن الإسرائيلية لا تريد التحقيق في المخالفات أو عاجزة عن ذلك.

التحقيق العسكري الإسرائيلي لن يدين أحداً، وهذا إذا بدأ، وسببه الوحيد استباق احتمال مواجهة إسرائيل محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي إذا قررت السلطة الوطنية اللجوء إليها.

في الجريدة نفسها كتب افباد كلاينبرغ أن حماس أخذت دور إيران التي رآها الإسرائيليون نازية مثله. أنا أتهم حكومة إسرائيل بأنها نازية جديدة فاشستية إرهابية تمارس ابارتهيد ضد أصحاب الأرض الوحيدين، أي الفلسطينيين.

أفضل من كل ما سبق خبر قرأته في «معاريف» وصحف العالم كله هو أن 43 ضابطاً وجاويشاً وجندياً في وحدة الاستخبارات 820، وهي بين أهم الوحدات، أعلنوا أنهم لن يقبلوا الخدمة في الجيش في مواقع عسكرية لتثبيت احتلال الأراضي الفلسطينية. وقرأت أن الجنود المعارضين برئاسة نقيب وكابتن وملازم أرسلوا رسالة تشرح موقفهم إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان ومدير الاستخبارات العسكرية.

هؤلاء الجنود أثاروا ضجة هائلة واليمين الإسرائيلي المتطرف هاجمهم، فإنصاف الفلسطينيين جريمة لا تغتفر في إسرائيل اليمين. وقد هاجم الرئيس الجديد روفن ريفلين ووزير الدفاع وجنود يمارسون الإرهاب وكتّاب يمينيون ومعلقون طلاب السلام وكالوا لهم التهم.

الحكم في أيدي المتطرفين، وهؤلاء يحذرون من خطر إرهابيي الدولة الإسلامية على إسرائيل. أقول إن لا خطر إطلاقاً، وداعش لم تصدر أي بيان ولم تأخذ أي موقف من إسرائيل، فالإرهاب الإسرائيلي و»الداعشي»، مثل الكفر، ملة واحدة.

في الأخبار الأخرى تابعت الصحف الإسرائيلية تهديد أبو مازن في القاهرة بحل حكومة الوحدة الوطنية، لأنه يرى أن حماس لا تفهم أن الضفة والقطاع شيء واحد يخضع لقوانين واحدة. وكان زعيم حماس في غزة موسى أبو مرزوق هدد أبو مازن بدوره مطالباً السلطة الوطنية بحل مشكلات غزة... أي إعادة تعمير ما دمرت إسرائيل.

«هاآرتز» نقلت عن مسؤول البنك الدولي في الأراضي الفلسطينية ستين جورغنسن قوله إن إسرائيل تقيد نمو قطاع رجال الأعمال الفلسطينيين ما يمنع إعادة التعمير ويزيد مآسي الناس.

المشكلة ليست حماس أو إيران، أو اللاسامية في أوروبا. المشكلة هي إسرائيل وجرائمها وكل مَنْ ينكر ذلك شريك فيها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وجريمة كل يوم إسرائيل وجريمة كل يوم



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 03:08 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض قياسي في عدد الوافدين الأجانب إلى تركيا

GMT 18:58 2022 السبت ,12 شباط / فبراير

طُرق استغلال المساحة في الحمام الصغير

GMT 11:57 2013 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أمسية للشاعر أحمد الصويري في اتّحاد كتّاب الشارقة

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:04 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان سامو زين يعود للسينما بعد غياب 17 عاماً

GMT 10:33 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيراري" تعلن عن المحركات القادمة للسيارات الفائقة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon