الجنزوري المفترى عليه

الجنزوري.. المفترى عليه!!

الجنزوري.. المفترى عليه!!

 لبنان اليوم -

الجنزوري المفترى عليه

محمود مسلم

عدت من جولة افتتاح مشروع القناة الجديدة الأسبوع الماضى سعيداً ومتفائلاً، وتابعت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى، وجدت أن الخبر الأبرز فى الجدل هو مشاركة د. كمال الجنزورى فى حفل الافتتاح. وترك كثيرون فرحة الناس الحقيقية بهذا المشروع العملاق الذى يجدد الماضى العظيم ويصنع المستقبل وجادلوا فى أحقية الجنزورى بروتوكولياً فى الجلوس بجوار الرئيس، وهل سيظل دوره للأبد، وهل سيكون مصير القناة الجديدة مثل مشروع توشكى، وحمّلوا حضور الرجل أكثر مما يحتمل، فكتبت على «الفيس بوك» أستغرب من حملة التعليقات السلبية على حضور د. كمال الجنزورى افتتاح مشروع القناة الجديدة. وفى رأيى أن الجنزورى أفضل رئيس وزراء لمصر خلال ربع قرن، سواء قبل الثورة أو بعدها، لأنه يجمع بين الرؤية والحلول العملية.

جاءتنى تعليقات كثيرة، أغلبها إيجابى ويدعم وجهة نظرى، جعلتنى أطمئن إلى أن هناك من يقدّر دور الرجل، سواء قبل «يناير» أو بعدها. وإذا كان د. الجنزورى قد عاد بعد الثورة فى ظروف صعبة ومستعصية وقَبِل رئاسة الحكومة -وكنت وما زلت أعتبره الأفضل فى رؤساء الوزراء منذ «يناير» وحتى الآن- فيبدو أن الزمن يلعب لصالحه، فلم يمر على مصر رئيس حكومة حظى بشعبية الجنزورى واستطاع أن يجمع بين الارتباط برجل الشارع والعلاقة الندية مع المؤسسات الدولية ووضع الرؤى والخطط المستقبلية، ثم عمل الجنزورى مستشاراً لرئيس الجمهورية، وحتى الآن يبذل جهداً غير معلن فى كثير من الملفات.. يضع خبراته وعلاقاته وجهده فى خدمة الوطن دون مقابل. ولمن لا يعلم فقد رفض الجنزورى الحصول على راتبه كرئيس للوزراء بعد الثورة، وكان يوزعه للمستشفيات، وإن كان الرجل اكتشف بعد ذلك أن ما خُصص له خلال عدة أشهر كان فيها رئيساً للوزراء يقترب مما حصل عليه طوال تاريخه الوظيفى كله.

المهم أن الجنزورى لا يستطيع الآن اتخاذ أية قرارات.. هو مستشار يقدم النصح إذا احتاجه الرئيس، لو أعجبته النصيحة نفّذها كما هى أو طوّرها، وإذا لم تعجبه فلا يملك الجنزورى من أمره شيئاً.. وبالتالى لا يجب إقصاء الماضى بكل تفاصيله. وفى رأيى أن نظام الحكم الجديد بحاجة إلى خبرات رجل مخلص مثل الجنزورى، وأن الدولة المصرية أيضاً بحاجة إليه فى مرحلة تتعرض فيها لأصعب المخاطر والتحديات والمؤامرات. أما حجة الشباب وتجديد الدماء فمردود عليها أيضاً بأن الرجل مستشار، وإذا كان الوطن بحاجة إلى حماس الشباب وأفكارهم الجديدة، فهو أيضاً باحتياج إلى صقلها بالخبرات والرؤية والتاريخ ما دام الوطن هو الفائز فى النهاية.

أعترف بأننى لم أنبهر برئيس حكومة لمصر طوال حياتى كما انبهرت بـ«الجنزورى»، وقد عبّرت عن ذلك فى عدة مقالات نُشرت كلها وهو بعيد عن الحكومة، بداية من مقالى فى جريدة أخبار اليوم فى 27 نوفمبر 1999، ثم مقالين تحت عنوان «لغز الجنزورى» نُشر بـ«المصرى اليوم» فى 10 أغسطس 2009، ومقال فى «الوطن» فى 15 ديسمبر الماضى.. وهذا ليس معناه أن الجنزورى بلا أخطاء، لكن أعتقد أن وجوده فى منصب المستشار الآن يفيد الدولة المصرية، أما أخطاؤه فيمكن مراجعتها وتطويرها.

يمثل د. كمال الجنزورى حالة فريدة فى السياسة المصرية، ويملك طاقة إنجاز هائلة جعلته الأكثر شعبية بين كل رؤساء الحكومات. وإذا كان حضوره افتتاح مشروع قناة السويس قد أثار كل هذا الجدل فقد كان الأولى رغم توافق مكانه مع البروتوكول، تكريمه على ما قدمه لمصر، فلا يمكن أن يقابَل الإخلاص والوطنية والقدرة والرؤية بجحود. وإذا كان د. محمد مرسى قد منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، فعلى الرئيس عبدالفتاح السيسى تصحيح ما فعله الإخوان ومنح الجنزورى قلادة النيل لأنه ليس أقل ممن حصلوا عليها!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنزوري المفترى عليه الجنزوري المفترى عليه



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon