معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» 1

معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» (1)

معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» (1)

 لبنان اليوم -

معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» 1

عماد الدين آديب
بقلم : عماد الدين آديب

قال لى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فى حضور مستشاره القدير الدكتور عبدالرحمن السعيد: «إذا أردت أن تفهم أسلوب الحكم فى السعودية اليوم عليك أن تتعمق فى تاريخها الحديث، ولا تغفل ولا تنسى أن خلف هذا الحكم دولتين؛ الأولى والثانية، وأن عمر هذه العائلة بدأ منذ العام 1744 ميلادياً عندما أسسها محمد بن سعود فى الدرعية».

ظلت نصيحة الملك عبدالله، رحمه الله، تسيطر على أفكارى وقلمى كلما حاولت أن أفهم وأكتب أو أحلل أى قرار كبير أو تغيير جوهرى فى توجهات هذا البلد المؤثر والمهم.

من هنا إذا أردت أن تفهم بالعمق عليك أن تعود -على الأقل- إلى فهم شخصية، ومبادئ، وسياسات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

الملك عبدالعزيز، صاحب عبقرية فطرية، أدت إلى مشروع توحيد المملكة من نجد إلى الحجاز، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ومن الصحراء إلى البحر، ومن «الدرعية» إلى مكة والمدينة، وبالتالى أصبح محور الحكم هو مليك البلاد، الذى يقود عائلة آل سعود بمباركة علماء الدين.

وحَّد الملك عبدالعزيز البلاد بالكلمة، وبالسيف، وبالحكمة، وبالرعاية الاجتماعية، وقبل أى شىء بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

وحَّد القبائل جميعها، وأوجد خيطاً متيناً لا ينقطع من المحبة والثقة والمصالح، وأيضاً من المصاهرة.

صاهر الملك المؤسس أهم القبائل فى البلاد مثل الشريم، السديرى، بن جلوى، العسيرى، الفجرى، العريعر، آل الشيخ، بن دخيل، وأنجب منهن 89 ولداً وبنتاً.

كل ملوك السعودية منذ وفاة الملك المؤسس هم من أبنائه: سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله، رحمهم الله، وآخرهم سلمان، أعطاه الله الصحة.

أهمية معرفة الأنساب من الأب والأم والمصاهرة، والمنطقة، والقبيلة، والنشأة والتعليم، هى المدخل المناسب والأكثر عمقاً لمعرفة وفهم طبيعة الحاكم والحكم فى السعودية، وهى أداة قياس صحيحة لمعرفة قانون الفعل ورد الفعل لديه.

جميع ملوك المملكة كانت لديهم خطوة متقدمة ومحسوبة للإصلاح:

1- الملك عبدالعزيز: التوحيد والتأسيس والدولة.

2- الملك سعود: إنشاء مجلس الوزراء، ووزارة المعارف، وتوسعة الحرمين المكى والمدنى.

3- الملك فيصل: التعليم والتحديث وإدارة النفط والاقتصاد وتأسيس الإعلام.

4- الملك خالد: توزيع عوائد الطفرة النفطية على أوسع قطاعات من المجتمع.

5- الملك فهد: توسعة الحرمين، تحرير الكويت، بناء اقتصاد حديث، نظام البيعة ومجلس التعاون الخليجى.

6- الملك عبدالله: الحوار الوطنى، تحسين الأجور والخدمات، مبادرة السلام العربية.

هنا نأتى عند آخر ملوك المملكة وهو الملك سلمان المولود فى 31 ديسمبر 1935، الذى قرر أن يحدث نقلة نوعية، خارج الفكر التقليدى، بطريقة مغايرة لما هو معتاد ومتوارث، وهو قراره باختيار أمير شاب ينتمى لجيل يمثل ثلثى أعمار المجتمع، وينتمى -أيضاً- إلى جيل الأحفاد للملك عبدالعزيز، متجاوزاً جيل الأبناء.

يعرف الملك سلمان ذلك بخبرته كأقدم موظف عام فى الحكم استمر لمدة 60 عاماً فى الوظيفة العامة.

جوهر فكر الملك سلمان يقوم على معادلة سمعتها منه شخصياً عام 2002: «علينا أن نطور أسلوب حكمنا وإدارتنا لشئون البلاد بأنفسنا، وذلك بإعطاء الفرصة فى الحكم للجيل الذى يعبر عن مجموع وتطلعات الشباب والشابات».

ما لم يقله الملك سلمان، ولكن يمكن فهمه، هو أنه يتعين على الحاكم أن يدرك ضرورة التغيير ويحدثه بنفسه بدلاً من أن يُفرض عليه.

وفى 21 يونيو 2017 أصبح الأمير محمد بن سلمان، المولود فى أغسطس 1985، والمعبر فكراً وعمراً عن أكثر من ثلثى التركيبة السكانية فى البلاد من الشباب والشابات، ولياً للعهد.

لم يكن الأمير الشاب، فى فكره، وأهدافه، ورؤيته، تقليدياً بالمرة.

لم يكن الأمير الشاب من هؤلاء الذين يفكرون من داخل الصندوق التقليدى، ولكن فاجأ الجميع بالتمرد على كل ما هو معتاد وتقليدى.

وإذا كان كل من سبق يقود سيارة الإصلاح بسرعة 80 كيلومتراً فى الساعة، فإن الأمير الشاب كان يقودها بضعف هذه السرعة بإصرار وعزيمة على الوصول إلى وجهته، مطبقاً شعار «أمامى احتمالان لا ثالث لها: إما أن أنجح أو أن أنجح».

فكرة الفشل لا تعرف عقل أو قلب أو نفسية محمد بن سلمان.

ومن أجل النجاح وإحداث نقلة التغيير الشامل فى مجتمع تقليدى، يسيطر عليه العرف والموروث، والحذر الشديد فى التحول، لم يقف أمامه أى عائق كبير أو صغير، قريب أو مقرب، مسئول أو ثرى، لإنجاز مشروعه الطموح مهما كان الثمن أو المخاطر.

ومثل كل مشروع تغيير جذرى فى أى مجتمع تقليدى، فى أى زمان ومكان، يظهر المؤيد والمعارض، ويظهر المستفيد والمتضرر، ويظهر الفاهم المتعاطف، وغير المستوعب الرافض.

تلك هى مرحلة الانتقال الأساسية منذ صيف 2017 من مجتمع إلى آخر، ومن مشروع حكم إلى مشروع جديد.

وتلك هى قصة أخرى نشرحها غداً بإذن الله.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» 1 معركة الإصلاح بالسعودية من «بن عبدالعزيز» إلى «بن سلمان» 1



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon