المال مال الله
قوات الاحتلال الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى ويطرد المُصلين من ساحاته في أولى ليالي الاعتكاف هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر تضرب جنوب اليونان براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد
أخر الأخبار

المال مال الله

المال مال الله

 لبنان اليوم -

المال مال الله

عماد الدين أديب
بقلم : عماد الدين أديب


أثارت حادثة سرقة دراجة حارس أمن فى جدة تفاعلات غير مسبوقة على وسائل التواصل الاجتماعى.

خرج الحارس فى فيديو إنسانى مؤثر ينعى دراجته ويبكى حزناً على فقدانه لها، لأنها وسيلته الوحيدة للذهاب إلى عمله، وقال الرجل إن عمله أصبح مهدداً بعدما فقد دراجته التى تبلغ قيمتها 1500 ريال سعودى، (الدولار يعادل 3٫70 ريال).

كان بكاء الرجل وحزنه مؤثراً إلى درجة أن المسألة أخذت أبعاداً تفاعلية فى مجتمع التواصل الاجتماعى حتى أصبحت «هاشتاج» وواحداً من الأحداث الأكثر شعبية.

دراجة هذا الحارس، هى «مقرّبة المسافات» بينه وبين عمله الذى هو مصدر الرزق الوحيد له ولأسرته، وبفقدانها تصبح حياته ورزقه ورزق أسرته فى خطر عظيم.

مثل هذا الرجل فى عالمنا العربى ملايين من البشر الذين يعملون 12 ساعة فى اليوم على الأقل، يدبرون -بالكاد- احتياجات أسرتهم الأساسية، حامدين، شاكرين، لما أنعم الله عليهم من فضل، ولا يفكرون فى فيلا على المتوسط، أو قصر فى لندن، أو يخت فى الأطلنطى، أو تجديد طراز طائرتهم الخاصة، أو حجز الحقيبة الجديدة والتى تصنع بالطلب الخاص من مصانع «لوى فيتون» الشهيرة.

مشاكل «حارس الدراجة» ومن مثله تختلف عن طبقة الـ 7٪ التى تسيطر على ثروات العالم العربى الذى يعيش فيه ربع سكانه تحت معدل خط الفقر المتعارف عليه عالمياً.

نحن نعيش فى عالم فيه «ناس وناس»، بشر يعانون من بؤس الحرمان، ومن يعانى من مشاعر الملل التى تصيبه لأنه لا يجد ما يبعث السعادة فى قلبه، رغم أن لديه مليارات مكتنزة، لذلك تقوم الثورات على الفقر والعوز والحرمان وعدم الإنصاف.

والحمد لله أن الخير ما زال بين الناس لأنه بعد إذاعة هذا الفيديو تحرك الناس للتفاعل والتعاطف مع أزمة الحارس.

وبعد ساعات محدودة خرج حارس الأمن مرة أخرى يشكر الناس على مشاعرهم تجاه مصيبته ويبلغ الناس أن الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز أرسل له تبرعاً كريماً بمبلغ 200 ألف ريال.

هنا خرجت تعليقات الناس فرحة بعدما تبدل حال الرجل من حال إلى حال، وقرأنا تعليقات ساخرة مثل: «يا ليتهم سرقوا سيارتى الكورية حتى يعوضنى عنها الأمير عبدالعزيز بسيارة مرسيدس أو رولز رويس!».

أمثال عبدالعزيز بن فهد، المعروف عنهم أنهم يخرجون معظم مالهم لفعل الخير لا يبتغون سوى مرضاة الله، هم جزء من «شبكة الأمان الاجتماعى» التى تحمى مجتمعاتنا من الصراع الطبقى المدمر.

وفى كل الديانات هناك مسئولية إنسانية وثواب إلهى تجاه التضامن مع حاجة الفقير وستر المسكين وإغاثة الملهوف ونجدة اللاجئ والشريد.

وفى أعتى الاقتصادات الرأسمالية فإن دور «المسئولية الاجتماعية» لأصحاب المال هو دور أساسى وجوهرى فى نجاح النظام الرأسمالى.

سألوا الرأسمالى العملاق «كارنيجى» لماذا تنشئ المستشفيات، والجامعات، ومراكز الأبحاث والمتاحف وتهبها للناس عامة والفقراء خاصة؟

أجاب الرجل: «خلف كل حى سكنى للأثرياء هناك حارات وأزقة الفقراء الذين يجب أن تنزع منهم أى شعور بالظلم أو الحقد الطبقى على جيرانهم الأغنياء».

فى الإسلام فإن فلسفة المال والثروة واضحة تماماً، فهى تقوم على مبدأ: «المال كله فى الأساس هو مال الله ونحن مستخلفون فيه على الأرض وسوف نحاسب عليه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا تغنى فيه قرابة ولا يشفع فيه ملك أو سلطان».

إن الذين يعشقون المال أكثر من أنفسهم ويحبونه أكثر من أبنائهم وبناتهم هم فى شقاء فى الدنيا والآخرة.

لذلك حينما يقول أحدهم: «هذا مالى وأنا حر فيه أفعل به ما أشاء، فهو فى حقيقة الأمر يجهل أصل دور المال وحقيقة المالك الحقيقى له».

وعلينا جميعاً أن نتذكر قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» (البقرة).

وقوله تعالى: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ» (البقرة).

إن لم نفعل ذلك لقامت قيامة الفقراء وانفجر المجتمع من الظلم والعوز واستحالة الحياة وعدم الإنصاف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المال مال الله المال مال الله



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon