حوار الإمام والعميد ليته كل يوم

حوار الإمام والعميد ليته كل يوم!

حوار الإمام والعميد ليته كل يوم!

 لبنان اليوم -

حوار الإمام والعميد ليته كل يوم

بقلم : عماد الدين أديب

الجدل الذى دار بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة فى ندوة تجديد الفكر الدينى هو مسألة تستحق أن نتوقف أمامها طويلاً بالتأمل والتحليل.

ما أريد أن أناقشه اليوم ليس الانحياز إلى الطرف ألف، أو الطرف باء، أو الدخول فى تلك المعركة التاريخية بين التراث والتجديد فى الفكر الإنسانى.

هذه المسألة أو تلك الإشكالية الجدلية نشأت منذ نشوء الفكر الإنسانى وسوف تستمر -بإذن الله- حتى قيام الساعة.

ما أريد مناقشته اليوم ليس فى المحتوى أو المضمون، ولكن فى ضرورة الاجتهاد وحدوده فى التجديد والمعاصرة.

إنها فريضة الاجتهاد، أو الاجتهاد فى التفكير، حتى لا يتعطل العقل البشرى عن التكيف أو المواءمة مع تحديات العصر ويصبح عقلاً راكداً مثل المستنقع الآسن الذى يأتى بالتطرف!

التطرف فى هذا الأمر يؤدى إلى تطويع الثوابت الدينية أو الأخلاقية من أجل مواءمة المتغيرات، والتطرف الثانى المقابل هو حالة تقديس الثوابت، غير المقدسة وإعطاء القديم «هالة من التقديس» على أساس أن ما جاء فى أزمنة الأقدمين لا يمكن تكراره أو المساس به أو تطويره.

التطرف فى ذلك يعطل العقل البشرى عن التكييف والإبداع والتطوير والاندماج مع المعارف والعلوم الحديثة.

نحن أمام نوعين من التطرف: تطرف الجمود الناشئ عن تقديس الماضى وإعطاء العصمة لكل من سبقنا.

وتطرف الوقوع فى إهدار المقدس القطعى الثبوت تحت دعوى التجديد والمعاصرة والحداثة.

إنها معركة تاريخية لم تهدأ فى صراع المعبد اليهودى أمام الرافضين للتطرف، وصراع الكنيسة والبرلمان فى أوروبا فى عصور النهضة، وصراع المؤسسة الدينية الإسلامية بين سقوط الخلافة العثمانية فى المنطقة وظهور مشروع العلمنة.

كل تطرف فى التفكير يقابله -بالضرورة- مشروع مضاد له فى التطرف.

وما بين التطرف فى إطلاق حدود التفكير دون احترام المقدس، وبين إعطاء العصمة والتقديس لكل ما هو تراث وقديم يصبح هنا أعظم ما فى الفكر الإنسانى الإسلامى هو الوسطية.

والوسطية ليست التوفيق أو التلفيق أو «المجاملة الفكرية» بين مواقف متناقضة لكنها الجمع بين «احترام ما هو سماوى باليقين» وإطلاق ملكات التفكير العلمى والاجتهاد فى كل ما هو من صنع البشر.

لا جمود ولا معصومية، ولا تفريط ولا تهاون فى المقدّس.

إذا استطعنا أن نحدث هذا التوازن الدقيق، حافظنا على أوامر الله «وهو المقدس» وتطورنا وأبدعنا و«هو الاجتهاد».

وبدلاً من أن يرى البعض أن ما حدث هو «صراع فكرى» أو انقسام داخل المجتمع، علينا أن نسعد بمثل هذا الجدل ونشجعه ونطوره، لأنه حوار بين علماء أفاضل يجمعون بين الغيرة على الدين والتمكن من المعارف الإنسانية وأصول الدين الحنيف.

فى المغرب العربى يسمون هذا الجدل نوعاً من «التلاقح الفكرى» الذى تنتج عنه رؤى جديدة تحافظ على الثابت المقدس وتندمج مع ضرورات التغيير.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار الإمام والعميد ليته كل يوم حوار الإمام والعميد ليته كل يوم



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 22:08 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

حملة ميو ميو لصيف 2021 تصوّر المرأة من جوانبها المختلفة

GMT 15:01 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب منطقة شينجيانج الصينية

GMT 12:38 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يجدد عقد خليفة الحمادي 5 مواسم

GMT 18:03 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم ساعات بميناء من عرق اللؤلؤ الأسود لجميع المناسبات

GMT 14:06 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إتيكيت عرض الزواج

GMT 19:33 2022 السبت ,07 أيار / مايو

البنطلون الأبيض لإطلالة مريحة وأنيقة

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 10:06 2022 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار الأحذية النود المناسبة

GMT 11:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف

GMT 21:17 2023 الإثنين ,20 آذار/ مارس

إطلالات عملية تناسب أوقات العمل

GMT 19:34 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

ملابس صيفية تساعدك على تنسيق إطلالات عملية

GMT 16:05 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 07:36 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon