رسائل رابعة وأهدافها

رسائل "رابعة" وأهدافها

رسائل "رابعة" وأهدافها

 لبنان اليوم -

رسائل رابعة وأهدافها

عريب الرنتاوي

انتهت موجة الحجيج السياسي إلى القاهرة، بطي صفحة مرسي وحكم الإخوان ... وتوّج هذا الموسم بثلاثة مواقف لافتة: أولها، قول جون كيري بأن الجيش تدخل استجابة لنداء ملايين من المصريين ومن أجل استعادة الديمقراطية ... وثانيها، طلب أشتون إلى مرسي وإخوانه الانضمام للعملية السياسية وعدم التوقف عن طلب المستحيل، والمستحيل هنا هو عودة مرسي ودستوره ومجلس الشورى الذي لم يبق فيه أحدٌ غير الإخوان ... وثالثها، إبداء الاتحاد الأفريقي الاستعداد لإعادة النظر في قراره بتعليق عضوية مصر في مؤسساته. هذه الحقائق، وأخرى غيرها، يعرفها قادة الإخوان تمام المعرفة، بيد أنهم مع ذلك ما زالوا يصرون على الاعتصام بالشارع ويلوذون بمليوناتهم المتكررة لتحقيق أهداف أخرى، ليس من بينها عودة مرسي ولا عودتهم للحكم، وبالطبع ليس من بينها "الديمقراطية" و"الحرية" التي يرفعون ألويتها: أول هذه الأهداف، تحسين شروطهم التفاوضية، على أمل الخروج من "ثورة يونيو" بأقل قدر من الخسائر، وبما يتيح لهم تعبيد الطريق لمشاركة سياسية من مواقع متقدمة في قادمات الأشهر والسنوات ... أنهم يدشنون في رابعة العدوية، قواعد انخراطهم اللاحق في العملية السياسية، وبما يحفظ لهم مكتسباتهم التي تبدو عرضة للتبديد والتهديد. وثاني هذه الأهداف، درء مخاطر الانقسام الداخلي في صفوف الجماعة وحفظ وحدتها، فالزلزال الذي ضرب الإخوان وأطاح بأول تجربة لهم في الحكم، لا بد وأن تكون له ارتدادات داخلية، خصوصاً في أوساط الشباب والتيارات الأكثر مدنية في صفوفهم ... وحده الخطر الخارجي والعدو المتربص، كفيلان بإرجاء لحظة المحاسبة، وتأجيل المراجعات المطلوبة، سيما وان الجماعة بالكاد تعافت من زلزال عبد المنعم أبو الفتوح و"شباب الإخوان"، والمؤكد أنها ليست بحاجة لانشقاق جديد. وثالث هذه الأهداف، احتواء النتائج والانعكاسات المترتبة على انهيار حكم الجماعة الأم، على بقية فروع الجماعة وامتداداتها في المنطقة العربية، فإن لم يبد إخوان مصر مقاومة صلبة لعملية إسقاطهم، سيشجع ذلك حكومات وأنظمة وتيارات أخرى، في دول ومجتمعات أخرى، على محاولة "استنساخ" تجربة "تمرد" و"ثورة يونيو" و"تدخل القوات المسلحة" ... لكن المقاومة الضارية والتلويح بخطر الفوضى والفلتان واستدرار الدم واستدراج المواجهة، كل ذلك كفيل بجعل خصوم الإخوان ومجادليهم، يفكرون ملياً قبل أن يشرعوا في استنساخ التجربة المصرية. من أجل تحقيق هذه الأهداف، يبدي إخوان "رابعة" و"النهضة" صلابة وإصراراً على المواجهة، بل وتنظر قيادة الجماعة إلى حزمة الأهداف المذكورة، بوصفها جديرة بالتضحيات الجسام التي ما انفك المرشد العام يحرض على تقديمها ويفتي بوجوبها، مدعوماً بجوقة من القيادات "القطبية" الأكثر تشدداً، التي أحالت ميدان رابعة، إلى ما يشبه "الإمارة المستقلة". لكن الإخوان الذين أجادوا لعبة "الشارع" وأتقنوا فنون تحشيده والاستناد إليه، يدركون تمام الإدراك، أنهم لا يستطيعون البقاء في الشارع طوال الوقت، وأن "الشارع" سلاح ذو حدين، وقد يرتد عليهم ... وأن حكاية "التظاهر" السلمي، لا تعطي أصحابها الحق في احتلال قلب المدن ومفترقاتها الاستراتيجية، وتعطيل حياة الناس حتى إشعار آخر، ودائماً بدعوى حرية التعبير والتظاهر السلمية ... هم لم يقبلوا بذلك في ساحة "تقسيم" في إسطنبول، ولم يقبلوه في شوارع غزة وميادينها، ولم تقبله أعرق الديمقراطيات، التي منعت "حركة احتلوا وول ستريت" من احتلاله ... ثمة حدود لطاقة المجتمع والدولة وحسابات الأمن للاحتمال، ويبدو أن صبر مختلف الأطراف، قد أخذ بالنفاذ. لقد وصلت رسالة "رابعة العدوية" إلى كل من يعنيهم الأمر، وثمة قناعة لدى مختلف الأطراف المحركة لثورة يونيو والداعمة لها، على أن أحداً لن يكون بمقدوره إقصاء أحدٍ أو إلغاءه ... والإخوان عائدون إلى قلب العملية السياسية في مصر ... وما يجري اليوم في شوارع مصر وميادينها، ليس سوى عملية "عض أصابع" وإنضاج لشروط العملية وقواعدها على نيران ساخنة ... والمأمول أن يكون الإخوان قد تعلموا درس "سنة أولى حكم"، واستوعبوا تجربة الثلاثين من يونيو. حتى الأطراف الإقليمية والدولية التي يَمّم قادتها وموفدوها وجوههم شطر القاهرة خلال الأسبوعين الفائتين، لم يبخلوا بإسداء النصح لكل الأطراف، وكلمة السر في توصيات ونصائح هؤلاء هي "التوافق" ... فلا ديمقراطية في مصر أو غيرها من دول الربيع العربي، من دون توافقات وطنية، لا انتقال من دون مشاركة الجميع من دون استثناء أو إقصاء ... لا ديمقراطية في ظل الرهانات على الخارج أو الاستقواء به. نقلا عن مركز القدس للدراسات السياسية 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل رابعة وأهدافها رسائل رابعة وأهدافها



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 22:52 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 19:30 2022 السبت ,07 أيار / مايو

حقائب يد صيفية موضة هذا الموسم

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الأناقة عند النساء

GMT 20:18 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق الجينز مع البلوزات لحفلات الصيف

GMT 05:22 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

نصائح لاختيار أحذية الـ Pumps بشكل صحيح

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 12:49 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon