نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل»

نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل»

نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل»

 لبنان اليوم -

نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل»

بقلم : عريب الرنتاوي

كشفت طهران عن اثنتين وعشرين محاولة قامت بها واشنطن منذ اغتيال قاسم سليماني، لاحتواء ردة الفعل الإيرانية ... رسائل واتصالات وعروض تنهال تباعاً على طهران، لضمان عدم قيامها بعمليات انتقامية من العيار الثقيل، تملي على واشنطن ردود أفعال من عيار مماثل أو أكبر، ما قد يدخل المنطقة في دوامة المواجهة الشاملة، التي لا يرغب بها أحد، لا من الأطراف المتصارعة، ومن العواصم القريبة والبعيدة على ساحات الاشتباك الأمريكي – الإيراني.
حتى الآن، لا يبدو أن أيٍ من هذه الجهود والمساعي و»العروض» إن جاز التعبير، كانت كافية لشق مسار جديد في العلاقات الأمريكية – الإيرانية، التي يُجمع المراقبون على اختلاف مرجعياتهم، بأنها دخلت طوراً جديداً، منذ فجر اليوم الثالث من كانون الثاني الجاري، حين مزقت الصواريخ الأمريكية الموكب الذي أقل سليمان وأبو مهدي المهندس وصحبهما في حرم مطار بغداد الدولي.
لكن طهران كشفت كذلك، عن بعض ملامح «استراتيجية الرد» على واقعة اغتيال رمزها و»أيقونة» نفوذها الإقليمي: إنهاء الوجود العسكري الأمريكي من منطقة غرب آسيا، وهو المصطلح المستخدم في إيران عند الحديث عن الشرق الأوسط على وجه التحديد، بدءاً بإخراج القوات الأمريكية من العراق، وهي العملية التي بدأت بالفعل من خلال حوادث «التحرش الخشن» التي استهدفت المنطقة الخضراء وقاعدة «بلد» العسكرية، حيت تتواجد سفارة واشنطن ووحدات من الجيش الأمريكي، وتحت قبة البرلمان العراقي.
ولعل تعبير «حرب الاستنزاف» كان من بين أكثر المصطلحات شيوعاً في خطاب الناطقين باسم إيران وحلفائها في الساعات الأربع والعشرين، وهي حرب لن تقتصر على إيران ولن تقوم بها إيران وحدها، بل ستنخرط بها بأشكال متفاوتة، قوى وجماعات حليفة لطهران، تنضوي في إطار ما بات يعرف بـ»محور المقاومة والممانعة.
وإذ جاء خطاب حسن نصرالله بالأمس في حفل تأبين سليماني – المهندس في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأكيداً لهذا التوجه، فقد ذهب زعيم حزب الله خطوة أبعد في «الشفافية» على حد تعبيره، عندما قال إن استهداف الجنود والضباط والقواعد والقطع البحرية الحربية الأمريكية، هو «القصاص العادل» لدماء القائدين الراحلين.
واللافت أن نصرالله، جعل من مهمة استهداف القوات الأمريكية، «أقل الواجب» أو «أضعف إيمان» ما يمكن أن تقوم به «قوى المقاومة»، تعبيراً منها عن الوفاء لرجل كان حاضراً معها في مختلف معاركها، ووقف خلفها وإلى جانبها داعماً ومسانداً ومقاتلاً على مختلف الجبهات والساحات ... وفي ظني أن ما نطق به حسن نصرالله صراحة، هو بالضبط ما يعتمل في عقول وصدور القادة الإيرانيين، فما من شخص في منطقتنا يعرف تماماً ما الذي تفكر به إيران، وما الذي تنوي فعله، مثل الأمين العام لحزب الله.
خرائط الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة واضحة تماماً، وبعد خطاب حسن نصرالله، يمكن للباحث أو المراقب، أن يتنبأ بأن الوجود الأمريكي في العراق وشرق سوريا، سيكون هدفاً مباشراً للمرحلة الأولى في خطة الرد الإيراني، من دون استبعاد أن تكون القواعد الأمريكية المنتشرة في عدة دول عربية، على الأرض وفي المياه، عرضة لعمليات «استشهادية» من النوع نفسه الذي استهدف الأمريكيين في لبنان والعراق، والتي ألمح لها نصرالله وذكّر بها في خطابه.
نصر الله في تحليله لأهداف العملية الأمريكية في مطار بغداد، قال إنها بداية مرحلة تختلف كلياً عمّا سبقها، واقترح رداً (قصاصاً) مبنياً على هذه القراءة: استهداف يأخذ شكل حرب استنزاف، ينتهي بخروج القوات الأمريكية من غرب آسيا، أو خضوع هذه المنطقة إلى الأبد، لـ»الاحتلال الأمريكي الجديد».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل» نصرالله إذ يشرح معنى «القصاص العادل»



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:44 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

اقتحام مقر وكالة الأنباء الليبية في طرابلس

GMT 17:17 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بسمة تضجّ أنوثة بفستان أسود طويل مكشوف عن الظهر

GMT 18:51 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ملابس ربيعية مناسبة للطقس المتقلب

GMT 13:01 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

موديلات ساعات فاخّرة لهذا العام
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon