مقترحات لتطوير مبادرة العوا

مقترحات لتطوير مبادرة العوا

مقترحات لتطوير مبادرة العوا

 لبنان اليوم -

مقترحات لتطوير مبادرة العوا

حسن نافعة

لست ممن يعتقدون أن المخرج الوحيد من الأزمة السياسية الراهنة فى مصر يكمن فى فض الاعتصام فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقوة، تمهيدا لإخراج تيار الإسلام السياسى من معادلة السياسة فى مصر عن طريق تهميشه واستبعاده، كما يرى البعض. وفى تقديرى أن الحل السياسى هو الأفضل وأنه مازال ممكنا. وقد طرحت مؤخرا أفكارا ومبادرات عديدة للخروج من الأزمة، ربما كان أهمها المبادرة التى طرحها الدكتور سليم العوا والمستشار طارق البشرى وعدد آخر من الشخصيات القريبة من تيار الإسلام السياسى. وتتضمن هذه المبادرة خمسة عناصر أساسية هى: 1- عودة الدكتور مرسى لممارسة مهام منصبه شكلا، على أن يقوم بتفوض سلطاته كاملة، استنادا إلى نص المادتين 141 و142 من دستور 2012، إلى رئيس وزراء جديد يتم التوافق عليه وعلى حكومته فى أول جلسة حوار سياسى. 2- تقوم الوزارة المؤقتة على الفور بالدعوة لانتخابات برلمانية لاختيار مجلس جديد للنواب، على أن تجرى هذه الانتخابات خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما. 3- تشكل وزارة دائمة عقب الانتخابات البرلمانية، يفترض أن تعكس ما أسفرت عنه الانتخابات البرلمانية من نتائج وتوازنات سياسية. 4- الشروع بعد ذلك فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم انتخابات رئاسية وفقا للقواعد والشروط المنصوص عليها فى الدستور. 5- البدء فى إجراء التعديلات الدستورية المقترحة. ولنا على هذه المبادرة مجموعة من الملاحظات: الملاحظة الأولى: تتعلق بغموض الوضع القانونى والسياسى والفعلى للدكتور مرسى خلال المرحلة الممتدة من دخول هذه المبادرة موضع التطبيق وحتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة. فالمبادرة لا تستند إلى النصوص الدستورية التى تنظم خلو منصب الرئيس بشكل مؤقت أو دائم، وإنما تستند إلى نصوص تنظم حق الرئيس فى تفويض بعض صلاحياته أو كلها سواء لرئيس الوزراء أو لأى مسؤول آخر فى الدولة. ولأن التفويض أمر يتوقف إعماله أو إبطاله على الإرادة المنفردة لصاحب الاختصاص، وبالتالى يستطيع سحب تفويضه فى أى وقت، فسوف يظل الدكتور مرسى، خلال هذه الفترة، هو الرئيس الفعلى للدولة المصرية، من الناحية القانونية على الأقل، وبالتالى لن يكون بمقدور أحد أن يمنعه من ممارسة صلاحياته متى وكيف شاء. الملاحظة الثانية: تتعلق بالجدول الزمنى المقترح لهذه المرحلة الانتقالية اللازمة لاستكمال بناء المؤسسات الدستورية وما قد يثيره من تعقيدات قانونية ودستورية. فالمبادرة تقترح إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، وهو ما سيتيح للدكتور مرسى أن يستعيد كامل صلاحياته بعدها. إذ يفترض ذلك عقب أن يقوم رئيس الوزراء المؤقت بتقديم استقالته لرئيس الدولة بمجرد تشكيل البرلمان الجديد، لأنه لا يتصور منطقيا استمرار رئيس الوزراء المؤقت فى ممارسة الصلاحيات المنقولة إليه بالتفويض من رئيس الدولة، وأن يتولى بنفسه اختيار وتعيين رئيس الوزراء الجديد وفقا للقواعد والإجراءات المنصوص عليها فى دستور 2012، ولا شك أن هذا الوضع سيثير تعقيدات قانونية ودستورية، خصوصا إذا أسفرت الانتخابات البرلمانية عن نتائج غير حاسمة تجعل من إمكانية الاتفاق على رئيس جديد للوزراء يحظى بثقة البرلمان مسألة معقدة. لذا أظن أنه كان من الأحرى والأوفق أن تنص على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات كى تصبح تحت إشراف رئيس الوزراء التوافقى، وأن يتولى الرئيس الجديد والمنتخب الإشراف بنفسه على استكمال عملية بناء المؤسسات فى تلك المرحلة. الملاحظة الثالثة: تتعلق بفرص التوصل إلى اتفاق حول شخصية رئيس الوزراء المؤقت، والتى تبدو محدودة فى ظل حدة الاستقطاب الراهن. لكل ما تقدم يبدو لى أن مبادرة الدكتور العوا يمكن أن تشكل، بعد تطويرها، نقطة انطلاق على طريق البحث عن تسوية مقبولة تحفظ ماء وجه الجميع، ولكى يصبح ذلك ممكنا، يتعين:  1- العثور أولا على الشخصية التوافقية التى سيتعين تكليفها برئاسة الحكومة المؤقتة خلال الفترة الحساسة القادمة.  2- إجراء الانتخابات الرئاسية أولا، أى قبل إجراء الانتخابات البرلمانية. فهل يقبل أصحاب المبادرة تعديلها على النحو الذى اقترحته؟ وهل يمكن لطرفى الصراع قبولها بعد التعديل؟ آمل ذلك، فكل السيناريوهات المترتبة على استمرار المواجهة تبدو باهظة التكلفة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقترحات لتطوير مبادرة العوا مقترحات لتطوير مبادرة العوا



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:47 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 22:16 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon