عن تحديد خسائر إيران
أخر الأخبار

عن تحديد خسائر إيران

عن تحديد خسائر إيران

 لبنان اليوم -

عن تحديد خسائر إيران

وليد شقير

في مسارها نحو تثبيت أوراقها التي اكتسبتها في الإقليم وحمايتها، تجهد طهران في استباق الاتفاق على النووي بينها وبين دول 5+1 المنتظر آخر الشهر المقبل.

بات الوقت داهماً، وصار لزاماً عليها أن تتمسك بما أمكنها من هذه الأوراق التي داهمتها يقظة عربية، ولو محدودة (حتى الآن)، تعاكس خطتها اجتياح الإقليم في إطار الجموح الإمبراطوري الذي تسرّع غير مسؤول إيراني في التبشير باكتماله خلال السنة الماضية. وبالقدر الذي بدت الدول العربية عاجزة أمام الخطة الإيرانية على مدى العقود الماضية، حال غرور ايران دون رؤية تعاظم النقمة العربية ضد توسعها وتراكم النقمة على مكابرتها، إزاء الأذى الكبير الذي تسببت به للنسيج الاجتماعي في غير دولة، وصولاً إلى تصاعد الاحتقان المذهبي السنّي الشيعي. ومن أبرز أضرار هذه الفوضى أن الوحش الإرهابي الذي أرادته فزاعة لشعوب العالم تمنحها الإجازة الدولية بقيادة الحرب على الإرهاب، بات يهدد إنجازاتها الإقليمية، من دون أن ينزع عنها تهمة «الدولة الراعية للإرهاب».

وبالقدر الذي أفادت طهران من الفوضى التي ساهمت في تغذيتها، عبر الحروب بالواسطة التي خاضتها في الإقليم، بات عليها أن تحدد الخسائر التي تنجم عن استنزافها هي أيضاً في مواقع النفوذ التي اصطنعتها، لأن الفوضى أخذت تقض مضجعها وتقوض مواقع النفوذ هذه، مثلما هو حاصل في العراق هذه الأيام. لم يعد هذا الاستنزاف محصوراً بالنظام العربي، الذي ضعف نتيجة غياب المبادرة وسوء قراءة التحولات في المجتمعات والسياسات الدولية، بل تحول التسلل الإيراني إلى العديد من الدول تحت عناوين شتى، مصيدةً للتوسع الإيراني نفسه. وبالحد الأدنى، بات فريقا الصراع الإيراني والعربي متساويين في الضرر من الفوضى التي تنامت تحت نظر القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية.

في اليمن قطعت «عاصفة الحزم» طريق «الشراكة» التي كانت ايران تطمح إليها في أمن باب المندب وخليج عدن، بل إن محاولتها مقاومة استعادة دول الخليج المبادرة بتأييد عربي ودولي، جوبهت بمزيد من الإصرار على استبعادها من تلك الشراكة. انعقد مؤتمر الرياض حول اليمن على رغم معارضة ايران، واتخذ قراراً بالسعي إلى تشكيل قوة عربية مشتركة تشرف على الحل في البلد. وتبنت قمة كامب ديفيد الأميركية الخليجية في 14 الجاري منطق المبادرة الخليجية للحل، بعد أن باتت في صلب القرار الدولي 2216... واضطرت طهران إلى القبول بتفتيش سفينة «المساعدات الإنسانية» التي أرسلتها إلى اليمن من قبل الأمم المتحدة، في جيبوتي، بعد أسبوعين من التهديد والوعيد برفض التفتيش. وتتهيأ الأمم المتحدة لاستضافة حوار بين الفرقاء اليمنيين في جنيف، دور طهران فيه يقتصر على تشاور الموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد معها في شأنه من بعد، كي تمارس تأثيرها على الحوثيين ليتجاوبوا مع إرادة المجتمع الدولي.

وفي سورية، أسفر التوظيف الإيراني بالدعم اللامتناهي لنظام بشار الأسد بالمال والرجال والسلاح، على مدى 4 سنوات، عن اتهام طهران بأنها اكتفت بمكاسب الأصول العقارية الضخمة التي حصلت عليها في دمشق ومحيطها مقابل هذا الدعم، عندما تمكن معارضو النظام من تحقيق تقدم على الأرض من دون أن تنفعه الحماية الإيرانية، وهو تقدم رفده توافق خليجي تركي على تعديل ميزان القوى في بلاد الشام، اعتبرته واشنطن ضرورياً من أجل ولوج الحل السياسي الانتقالي الذي يضمن «ألا يكون لبشار الأسد دور في مستقبل سورية». ومع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رجح ألا يأتي هذا الحل خلال ولايته التي تنتهي في أول شهر من العام 2017، فإن الفترة الزمنية الفاصلة تشي بأنها ستكون المدى الذي سيستغرقه تعديل ميزان القوى بالتزامن مع مواجهة «داعش» و «القاعدة»، وهي المدة الزمنية التي يرجح أن تُستنزف فيها طهران. الفارق بين دمشق وصنعاء هنا، أن الجانب الإيراني قد يتمكن من الاحتفاظ بإمكان الجلوس الى الطاولة من أجل الحل بالنسبة إلى الأولى، بينما سيكون الأمر متعذراً في الثانية.

من العواصم الأربع التي يشملها التوسع الإمبراطوري الإيراني، تبقى بغداد وبيروت العاصمتين اللتين يملك الجانب الإيراني إمكانات عسكرية وسياسية كبرى تسمح له بالتحكم بمجريات الأمور فيهما. في بلاد الرافدين ربما يجد المجتمع الدولي مبرراً لتقاطع المصالح مع الحضور الإيراني المهم على سبل الحل في البلد الجريح.

وفي لبنان، ليس هناك من قوة مقابلة للنفوذ الذي ترتكز إليه طهران، فهل تلجأ إلى تحديد خسائرها بالاكتفاء بنفوذها في هذين البلدين، بعد إبرام اتفاقها مع المجتمع الدولي على النووي، أم أنها تبقى على جموحها؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن تحديد خسائر إيران عن تحديد خسائر إيران



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:28 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon