القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة

القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة؟

القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة؟

 لبنان اليوم -

القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

عرض عليّ جلال خضر، مدير "سوا" ضبط ترجمة عربية آلية "غوغولية" لنصّ رسالة كتبها بالفرنسية، موجهة إلى وزير التربية الوطنية والشباب الفرنسي، وينوي محاولة نشرها في صحيفة فرنسية.جلال خضر، من قرية الزبابدة، وقريب ممثل المنظمة في بلجيكا، الشهيد نعيم خضر وحاصل على شهادة الحقوق من جامعة فرنسية، وكما تعلمون، كانت الفرنسية لغة الدبلوماسية العالمية قبل قرنين ولغة أدبية مرموقة التعبير، فإن كانت لغة قانونية فلعلها الأكثر دقة، ويكفي أن الصياغة الفرنسية للقرار (242)، مسبوقة بأداة التعريف (Le)، أي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة 1967، في حين أن الصياغة الإنكليزية تتحدث عن "أراضٍ محتلة" وصار هذا أساس صفقة ترامب.

في فرنسا ثاني أكبر جالية يهودية عالمية، بعد الجالية الأميركية، وتضم إسرائيل حالياً أكبر عدد من اليهود في العالم، وفرنسا هي الدولة العلمانية الأولى في الديمقراطيات الدولية. المسألة أن معظم الفرنسيين اليهود يذهبون إلى مدارس يهودية خاصة، حسب رسالة جلال، لا إلى المدارس العلمانية. هذا لم أكن أعرفه، كما يعرفه خرّيج فلسطيني درس القانون في بلاد لغة موليير، كما بريطانيا بلاد لغة شكسبير كما يُقال.الصهيونية ذات نشأة أوروبية، كما نعرف، وكذا أن اضطهاد اليهود جرى في "القارة القديمة"، وكذا، أيضاً، تشكّل فيها المؤتمر اليهودي العالمي قبل إقامة إسرائيل، والمنظمة الصهيونية العالمية. مع ذلك، حصل أن ترأس الفرنسي اليهودي، منديس فرانس، إحدى حكومات بلاده.

الطريق إلى أوسلو بدأ بباريس حيث التقى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات قادة اليهودية العالمية والفرنسية، مثل ناحوم غولدمان، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، ومنديس فرانس، بعد أن نطق عرفات بـ"كادوك" ميثاق منظمة التحرير، حسب نصيحة الرئيس الفرنسي العلماني فرانسوا ميتران.هل هناك ما يدعم القول إن تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية يشبه في شيء ما تشكيل المؤتمر اليهودي العالمي، علماً أن المنظمة الفلسطينية تحدثت، بعد أعوام قليلة من بدء كفاحها المسلح، عن تطلعها إلى دولة علمانية ديمقراطية في فلسطين، كما عاد البعض إلى الدعوة للانتقال من فشل "حل الدولتين" إلى حل الدولة الواحدة الديمقراطية. إسرائيل لا تريد هذا الحل ولا ذاك الحل.

لم يترأس واحد من دعاة وقيادة ومنظري الصهيونية والمؤتمر اليهودي العالمي، أياً من حكومات إسرائيل منذ إقامتها، لكن من شغل منصب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، ورئيس الكنيست الإسرائيلي، أبراهام بورغ، نجل يوسف بورغ، الزعيم التاريخي للحزب القومي الديني اليهودي، صوّت لصالح "القائمة المشتركة"، أي لصالح الحل الدولي في "حل الدولتين".هل بقي أحد في إسرائيل اليهودية الحالية يدعو إلى "تفعيل" المؤتمر اليهودي العالمي، والمنظمة الصهيونية العالمية، كما يدعو البعض الفلسطيني، حتى قبل الاستعصاء الأوسلوي وبوادر فشل "حل الدولتين" إلى تفعيل (م.ت.ف)، علماً أن القرار الفلسطيني بالتحلّل من الالتزامات الأوسلوية صدر باسم السلطة والمنظمة ودولة فلسطين، وجميع هذه الأطر تقودها حركة فتح التي كانت دعت في البدايات إلى دولة ديمقراطية علمانية فلسطينية.

عودة إلى رسالة مدير مؤسسة "سوا" إلى الوزير الفرنسي، حيث لم تنجح العلمانية الفرنسية في تذويب الخصوصية اليهودية الفرنسية وجنوح مدارسها إلى التطرف الديني، ويفضل من يهاجر منهم إلى إسرائيل الإقامة في المستوطنات، لا في المدن كما معظم المهاجرين الروس، وخاصة في مستوطنات الأغوار، حيث يريد رئيس حكومة نشأ في الولايات المتحدة، أن يبدأ فيها الضمّ إلى تطبيق القانون والسيادة الإسرائيلية.
في المقابل، لم تنجح العروبة في احتواء وتذويب الوطنية الفلسطينية، وتتعثّر إلى الآن دعوات "أسلمة" الحركة الوطنية الفلسطينية، ولا أحد يتهم الفلسطينيين بالضلوع في الإرهاب الدولي الإسلامي.
رسمياً، تعارض فرنسا توسيع السيادة الإسرائيلية، وتؤيد، كما معظم دول الاتحاد الأوروبي "حل الدولتين" لكن الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون صار يرى أن اللاسامية تعني معاداة الصهيونية ودولة إسرائيل.
تأسست منظمة التحرير العام 1964، وبعدها بعام واحد كانت انطلاقة "فتح"، وبعد عام واحد من الانتفاضة الأولى، أصدر المجلس الوطني الفلسطيني بيان إعلان استقلال دولة فلسطين، وبعد أوسلو تشكلت السلطة الفلسطينية، وبعد الانتفاضة الثانية وافق مجلس الأمن على اعتماد "حل الدولتين".
إن خرجت رخويات البحر من قوقعتها لا تعود إليها، وإن "ختيرت" المنظمة فهي تتوكّأ على ابنتها السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا فرصة لفك العلاقة بين المنظمة والسلطة، أو عودة المنظمة لتشكيل حكومة في المنفى العربي.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة القائلون بـ«تجميد» السلطة و«تفعيل» المنظمة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:12 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 10:18 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز" تعلن الأعلى مبيعا فى أسبوع

GMT 13:52 2022 السبت ,02 إبريل / نيسان

أفضل المطاعم الرومانسية في جدة

GMT 12:43 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 11:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف

GMT 17:47 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

أفكار لارتداء إكسسوارات السلاسل

GMT 16:12 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تحتفل بذكرى زواجها مع أسرتها بفستان جريء

GMT 06:15 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

روسية تدفن 11 زوجا لها

GMT 11:31 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 11:21 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أبرز اتجاهات الموضة لفساتين السهرة هذا الموسم

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 19:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon