انظر إلى الخريطة

انظر إلى الخريطة

انظر إلى الخريطة

 لبنان اليوم -

انظر إلى الخريطة

غسان شربل

قال السياسي العربي بمرارة إن إسرائيل اليوم في أفضل حال منذ إنشائها، وإنها حققت في عهد بنيامين نتانياهو انتصاراً فاحشاً ومن دون أن تخسر جندياً واحداً، وإنه لم يحدث أن شعرت بتراجع التهديدات ضدها كما هو الحال في هذه الأيام. وأضاف بألم: «يبدو أننا نسينا العدو الذي أمضينا عقوداً في هجائه وتذرعنا بالإعداد لمواجهته لإحكام القبضة على شعوبنا». سألت السياسي أن يشرح أكثر فاكتفى بالقول: «انظر إلى الخريطة، الدول تتآكل والجيوش غارقة في الدم». نظرت إلى الخريطة: الجيش العراقي يقاتل في الأنبار، السنة يتعاملون معه بوصفه جيشاً للشيعة. هذا الشعور المعلن أو المضمر هو الذي يسهل للمجموعات الإرهابية العودة إلى بعض المناطق بعد إخراجها منها. ما كانت «القاعدة» لتعثر على موطئ قدم لو لم تكن الوحدة الوطنية مريضة. غاب الحديث تماماً عن «الجبهة الشرقية» التي كانت تقلق إسرائيل. صحيح أن العراق ينام على النفط، لكن كل شيء يوحي أنه سيبقى دولة ضعيفة في المدى المنظور. انظر إلى سورية. ها هي تسلم ترسانتها الكيماوية التي كانت تقلق الدولة العبرية. تشن الطائرات الإسرائيلية غارات على مخازن صواريخ على الأرض السورية من دون أي شعور بالقلق. الجيش السوري غارق في حرب داخلية وترسانته تصب حممها على مدن وبلدات سورية حتى ولو قال إنه يحارب المقاتلين الجوالين. يتعرض الجيش السوري لاستنزاف قاتل. هذا يفسر اضطراره إلى الاستعانة بميليشيات عراقية ولبنانية. إنه أكثر حاجة إلى روسيا وإيران منه في أي وقت سابق. إنه يرابط على جزء من الأرض السورية. كل شيء يوحي أن المذبحة في سورية مفتوحة على مصراعيها، وأن الحل سيكون في النهاية دولة ضعيفة يتم توزيع قرارها على المكونات بعد إعطائها حق تبادل الفيتو. الجيش اللبناني لا يشكل أصلاً مصدر قلق لإسرائيل بسبب تواضع قدراته، ثم إنه منهمك في مهمات داخلية لاحتواء التفجيرات المتنقلة. جهوده تتركز اليوم على ضبط السيارات المفخخة واتقاء هجمات الانتحاريين. «حزب الله» منخرط في النزاع السوري، ما فرض عليه تبديلاً في أولوياته. ليس بسيطاً أن يكون مطلب نصف اللبنانيين على الأقل تغييب ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة» من البيان الوزاري. مع اضطراب العمق السوري وتصاعد الانقسام اللبناني سيصبح من الصعب على الحزب إطلاق حرب على إسرائيل وربما القدرة على احتواء حرب تشنها عليه. «حماس» في وضع شديد الصعوبة. فضلت مغادرة سورية على الوقوف إلى جانب النظام. اعتقدت أن مصر «الإخوانية» تشكل تعويضاً كافياً. خسرت دمشق وصارت متهمة فيها. ثم خسرت القاهرة وصارت متهمة فيها. أنقذ الجيش المصري نفسه من مخاطر التذويب. لكنه يقاتل الآن في سيناء ومستهدف في أماكن أخرى. معركة فرض الاستقرار ستكون مكلفة وطويلة. انفجار طابا أمس يؤكد ضراوة هذه المعركة وصعوبتها. تحتاج مصر إلى خطة إنقاذ اقتصادية وسنوات من الاستقرار لتتمكن فعلاً من استعادة دورها. يصعب الاعتقاد أن روسيا ستزود الجيش المصري بما يمكن أن يشكل خللاً في التوازنات مع إسرائيل. ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد أن القلق من الحدود مع ليبيا قد يتقدم في المرحلة المقبلة على القلق من الحدود مع إسرائيل. انظر إلى الخريطة. انتكاس التعايش في أكثر من دولة عربية وتفاقم النزاع الشيعي - السني والدعوات إلى إقامة «إمارات إسلامية» كلها عوامل ستستغلها إسرائيل لتصعيد مطالبتها بالاعتراف بها دولة يهودية. المشهد مؤلم فعلاً. إسرائيل في أفضل أحوالها. تحقق انتصارات من دون أي تكاليف. ربما تكون ربحت عقداً من الطمأنينة أو أكثر. تستقبل العواصم العربية الجثث الوافدة من الحروب الأهلية والدول المتصدعة. تتآكل الدول وتتراكم الخسائر البشرية والاقتصادية، فيما تلتهم المستوطنات مزيداً من الأراضي الفلسطينية ويسمع أهل المنطقة معزوفة «جاء كيري وذهب كيري».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انظر إلى الخريطة انظر إلى الخريطة



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon