مصر وتركيا والامتحان الليبي
الخارجية الإيرانية تُندد بشدة بالعدوان الإسرائيلي على مناطق مختلفة من حلب السورية استقالة مسؤولة أميركية بالخارجية احتجاجًا على حرب الإبادة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 32623 شهيدًا و75092 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي سقوط عدد من العسكريين والمدنيين السوريين بغارة جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على حلب قوات الاحتلال الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى ويطرد المُصلين من ساحاته في أولى ليالي الاعتكاف هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر تضرب جنوب اليونان براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية
أخر الأخبار

مصر وتركيا والامتحان الليبي

مصر وتركيا والامتحان الليبي

 لبنان اليوم -

مصر وتركيا والامتحان الليبي

غسان شربل
بقلم : غسان شربل

ماذا تريد تركيا إردوغان من تدخلها العسكري المباشر في ليبيا؟ هل تريد أنْ تكونَ اللاعب الأولَ في هذا البلد الذي يمتلك موقعاً استراتيجياً وثروة نفطية في أرضه ومياهه؟ أم تريد إضافة إلى ذلك تطويقَ مصر والإضرار بأمنها ومصالحها ومعاقبتها على الأضرار التي ألحقتها بالمشروع «الإخواني» إبان «الربيع العربي»؟ هل تريد أنْ تنتزعَ لنفسها صفة «الدولة الكبرى المحلية» في الإقليم ما يعني حقها في تحريك قواتها والميليشيات التابعة لها والمرتزقة بين خرائط المنطقة؟ وهل تعتبر أنَّ المناخَ الدولي الحالي مناسبٌ لتحجز أنقرة موقعاً مميزاً في أي ترتيبات مستقبلية تعني أمنَ المنطقة وآبارها وأنهارها؟ وهل تريد تركيا إردوغان استنساخ تجربة إيران خامنئي في الإمساك بمفاتيح القرار في عواصم عربية والمجاهرة بذلك؟ وهل أفادت تركيا في ليبيا من رغبة أميركا في قطع الطريق على أي محاولة من جانب روسيا، لإنشاء قاعدة على الساحل الليبي بعدما عزَّزت قاعدتها على الساحل السوري؟ وما هي حقيقة رقصة التانغو المعقدة بين إردوغان وبوتين من إدلب إلى سرت؟ وهل تستطيع أوروبا، على رغم افتقار موقفها إلى الوحدة، احتمال رؤية ليبيا واقعة في يد الرجل الذي يخرج بين وقت وآخر مهدداً بإغراق القارة القديمة بأمواج اللاجئين؟ وهل يعتبر إردوغان أنَّ الشرق الأوسط غابة، الغلبة فيها للأقوى لا للمراهن على الأمم المتحدة ودموع أمينها العام أو الأمين العام للجامعة العربية ومناشداته؟ وهل يعتقد أنَّ ما فعلته وتفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن يبرر لتركيا أن تتسلَّلَ بدورها إلى خرائط عربية وتتولى تطويعها وإلحاقها بـ«الربيع المعدل»؟
ستظلُّ هذه الأسئلة مطروحة ما دام إردوغان يواصل اندفاعته في المنطقة وكأنه في سباق مع الوقت. قواته موجودة على الأرض العراقية من دون موافقة بغداد. وعلى الأرض السورية من دون موافقة دمشق. تشنُّ طائراته غارات في العراق. وتقوم قواته بتغيير ملامح مناطق في سوريا. هذا من دون أن ننسى وجوده العسكري في قطر والصومال وقبرص، وإن في ظروف مختلفة، ومحاولته فرض أمر واقع في التنقيب عن النفط في المتوسط.
لا مبالغة في القول إنَّ خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح صفحة جديدة في الأزمة الليبية. فالخطاب كان مهماً بمكانه وزمانه ومفرداته. اقترب الرئيس المصري من الحدود مع ليبيا ليعلن وبلهجة قاطعة، أنَّ بلاده لا تستطيع الاستقالة من مصير ليبيا، ليس فقط لأنَّها عربية، بل أيضاً لأنَّها تعني دور مصر واستقرارها ومصالحها الحيوية. وفي التوقيت جاء الخطاب بعد وقت قصير من محاولة تركيا الانتقال إلى مرحلة فرض الشروط حول ما يجب أن تكونَ عليه الأحوال في سرت والجفرة. أما المفردات فقد كانت هادئة وصارمة في آن، وكافية لإطلاق الرسالة في اتجاه من يفترض أن يسمع.
أمام القوات المصرية أعلن السيسي أنَّ «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوافر له الشرعية الدولية سواء في ميثاق الأمم المتحدة: حق الدفاع عن النفس، أو بناء على السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي وهي مجلس النواب». أرفق السيسي كلامه بتحذير واضح وصل إلى حد رسم «خط أحمر» يمتد بين سرت والجفرة، مشدداً على أنَّ مصر «لن تسمح بتجاوزه». وفي تأكيد إضافي على جدية التحذير خاطب أفراد القوات المصرية قائلاً: «كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا».
إنَّها رسالة بالغة الوضوح موجهة إلى تركيا. وهي ليست مجرد رسالة مصرية بل هي أوسع من ذلك. لهذا اعتبر السيسي أن التطورات في ليبيا «وجلب المرتزقة والميليشيات لها» يمثل «تهديداً للأمن القومي العربي والإقليمي والأوروبي والسلم والاستقرار الدوليين، فضلاً عن التهديد المباشر للمصالح المصرية». وفي عبارة تستخدم للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الليبية قال السيسي: «لو تقدَّم الجيش إلى ليبيا ستكون القبائل الليبية على رأسه»، لافتاً إلى أنَّ الجيش المصري سيقوم بتدريب شباب القبائل الليبية وتسليحها.
والحقيقة هي أنَّ ليبيا المثقلة بالجروح تقف الآن على مفترق طرق. إما المسارعة إلى وقف النار ولجم شهيَّات التدخل التركي، وإما التحول مسرحاً لمواجهة متعددة الأطراف داخلياً وخارجياً. وليس ثمة شك في أنَّ القيادة المصرية بذلت جهوداً غير عادية للابتعاد عن خيار التدخل، لكن الرئيس رجب طيب إردوغان لم يترك لها أي خيار آخر.
تخطى التدخل التركي في ليبيا حدوده السابقة التي كان باستطاعة القاهرة غضُّ النظر عنها أو التساهل معها. تحول تدخلاً عسكرياً مباشراً وفجاً قلب المعادلات على الأرض، وانتقل إلى مرحلة فرض الشروط حول المستقبل الليبي. وزاد من فجاجة التدخل التركي قيامه بنقل أفواج من «المرتزقة» من الأراضي السورية للمشاركة في القتال ضد مواطنين ليبيين. وهذا يعني تجنيد عرب لمقاتلة عرب، لكن في سياق برنامج تركي، وهذا ليس بسيطاً.
لم يكن باستطاعة مصر تجاهل أنَّ الدور العسكري التركي على أرض ليبيا يهدد ليس فقط دورها بل أيضاً استقرارها. زاد في حدة الأمر أنَّ إردوغان لا يترك مناسبة إلا ويعبر من خلالها عن رغبته في تصفية الحسابات مع مصر الحالية، التي وجهت ضربة موجعة إلى حلم إردوغان الإقليمي حين تحركت وأسقطت حكم الرئيس محمد مرسي.
الحلقة الليبية في المشروع الإردوغاني مهمة وخطرة. في هذا السياق يمكن فهم التضامن الصريح مع مصر الذي سارعت السعودية إلى التعبير عنه بعد قليل من خطاب السيسي. السعودية التي بكّرت في التحذير من سياسات اختراق الخرائط وزعزعة استقرارها على يد إيران، سارعت أيضاً إلى التحذير من مشروع الانقلاب الكبير الذي تمثله سياسات التدخل التركية. ما عبَّرت عنه السعودية والإمارات والبحرين من دعم للموقف المصري هو في الحقيقة تعبيرٌ عن توق عربي إلى إعادة التوازن بين المكونات في منطقة الشرق الأوسط. اعتبار الأرض العربية مسرحاً مباحاً لسباق التقاسم الإيراني - التركي أمرٌ ينذر بحروب لا تنتهي. وليس سراً أنَّ السدَّ العربي في وجه هذه الرياح يبدأ بتفاهم سعودي - مصري على بناء موقف عربي موحد يحوّل الامتحان الليبي إلى فرصة لردع أحلام إردوغان.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وتركيا والامتحان الليبي مصر وتركيا والامتحان الليبي



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon