عودة الخوف إلى القارة القديمة
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس" إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة نابلس
أخر الأخبار

عودة الخوف إلى القارة القديمة

عودة الخوف إلى القارة القديمة

 لبنان اليوم -

عودة الخوف إلى القارة القديمة

بقلم :غسان شربل

يقعُ الصحافي أحياناً في حبّ مدينة يزورها بحثاً عن خبر أو لإجراء حوار أو تحقيق. وربما يرجع الحب إلى شعور بأنَّ المدينة تنام على خواتم لا تشيخ من القصائد والألحان واللوحات. وربما أيضاً لأنَّها وريثة تاريخ صاخب ترك في روحها جروحاً عميقة ومواعيد باهرة. وخلال التجوال بين المدن استوقفتني اثنتان؛ بغداد وباريس. فالتاريخ أكبرُ الأساتذة وأقساهُم ويخطئ من لا يتعلَّم منه سواء أكان حاكماً أم معارضاً أم صحافياً.
أحبُّ بغداد بغضِّ النظر عن اسم حاكمِها وأزياءِ نظامها. تاريخها موشح بالثريات وغرور المتنبي والجواهري. وأحبُّ باريس لأنَّها سيدة الأساور ولأنَّ شوارعَها تتغاوى بأسماء الشعراء والروائيين الذين ساهموا أكثر من الجنرالات في صناعة تاجِها. الفارق هو أنَّني كنت أشمُّ حين يستولي الليل على دجلة رائحة خوفٍ من الأيام الآتية يصعب التقاطها في باريس التي تتظاهر بأنَّها أنجزت حروبَها وتقاعدت من زمن الدم.
الحسدُ شعورٌ سيئٌ لكنَّه طبيعي لدى أبناءِ الشرق الأوسط الرهيب. كنتُ أشعرُ به حين أنامُ في فيينا أو باريس أو برلين. كنت أحسدُ هذه المدن التي لم يعد يخطر ببالِها أن تعدَّ جيشَها لغزو محتمل، أو أن تهيئ نفسَها لحرب أهلية تقرع الأبواب. وكنت أسأل نفسي: متى تغادر عواصمُ منطقتِنا الخوف من الخارج والخوف من الداخل؟
نحن أبناء جيل محظوظ صحافياً. هكذا كنَّا نقول. شهدنا نهاية إمبراطورية من دون اندلاع حرب كبرى. وشهدنا ثوراتٍ تكنولوجية وإعلامية متلاحقة. وسمعنا وريثَ ماو تسي تونغ يدافع في دافوس عن فضائل العولمة، وتدفق السلع والأموال في مختلف حارات «القرية الكونية». ورأينا حكوماتٍ منشغلة بهموم البيئة والاحترار المناخي. لكن الجيل الذي اعتبر نفسَه محظوظاً غداة سقوط جدار برلين قد يشهد انطفاءَ تلك القناديل ليعود العالم إلى ظلمة التخاطبِ بالصواريخ والمسيّرات والدبابات. واضحٌ أنَّ فلاديمير بوتين البارعَ والمجروح شرع في كتابة رواية روسية أخطرَ من كل الروايات التي كتبَها أسلافُه.
قبل ما يزيد قليلاً على مائة يومٍ وَجَّه بوتين ضربة موجعة إلى عالم ما بعد الجدار، وأعاد القلقَ إلى العواصم الأوروبية التي كانت تتردَّد في زيادة إنفاقها الدفاعي، كأنَّها تشعر بأنَّ عصرَ الجيوش والجنرالات قد انقضى. لا غرابة أن تشعرَ بولندا بقدر من الذعر. لم يكن التاريخ رحيماً معها. التهم الأقوياء الوافدون من الخارج خريطتَها أكثرَ من مرة. أيقظتِ الحربُ الروسية شياطينَ خوفِها القديم. تخشَى ألا تكونَ الوليمة الأوكرانية كافية لإشباع شهيَّة القيصر المندفع في أوسعِ انقلابٍ منذ انتحار الاتحاد السوفياتي. الخوف نفسُه دفعَ السويدَ وفنلندا إلى مغادرة خيار الحياد، والتحفظ والتردد فقررتا ارتداءَ قبعة «الناتو» للاحتماء من الجيش الروسي.
كانت ألمانيا تستقبل اللاجئين الوافدين من البلدان المريضة والحزينة، بوصفها دولة مستقرة وواثقة. قبل أسابيعَ شممتُ في برلين رائحة الخوف الألماني الذي تُرجم بتخصيص مبالغ هائلة لزيادة قدرات جيشها، الذي كانت تعتقد أنَّها لن تحتاج إليه. وحين يراودُ الخوفُ ألمانيا، على روسيا أن تأخذَ الأمرَ على محمل الجد، فهذه الدولة ذات الاقتصاد القوي قادرة على صناعة جيش قوي. وألمانيا القوية تعيد إلى القارة الأوروبية نفسها شيئاً من الحسد والمخاوف، رغم رسوخ خياراتها الديمقراطية.
مع الطلقات الأولى في الحرب الروسية في أوكرانيا استيقظت أوروبا على مشهد جديد يكاد يُنسيها احتفالاتِها بسقوط الجدار الشهير. عادَ الخوف إلى القارة. ومع استمرار الحرب بدا أنَّ أوروبا، ومعها فرنسا، ستدفع باهظاً ثمن فاتورة الحرب وبما يتجاوز ارتفاع أسعار الغاز والنفط ومعها الحبوب. أمضت فرنسا عقوداً وهي تناكف القبعة الأميركية لحلف «الناتو». ظلّ أميركا على القارة يزعجها فضلاً عن أنَّها غير واثقة على المدى البعيد، من الالتزام الأميركي بالدفاع عن «القارة العجوز». لا خيارَ أمام الدول الأوروبية غير زيادة إنفاقاتها الدفاعية وتحمُّل أعباء أزمة اقتصادية تلوح في الأفق. لا خيار أمام أوروبا غير تجديد انضوائِها تحت جناح الجنرال الأميركي. أعادَ بوتين دفعَ القارة الأوروبية إلى الحضن الأميركي. وحدها بلادُ جو بايدن تملك إمكاناتٍ هائلة يمكن أن تؤثرَ على مسار الانقلاب الهائل الذي أطلقه بوتين. يحاول ساكن الإليزيه تسويق فكرة عدم إذلال روسيا. لكنّ الظاهر حتى الآن أن بوتين يبحث عن انتصار الانقلاب لا عن مخرج منه. والاصطفاف تحت الجناحِ الأميركي يعني أيضاً مسايرة أميركا في موقفِها من تايوان. والتوتر مع الصين ينذر في حال تصاعده بطامَّة اقتصادية كبرى.
كان الموعدُ في باريس للتطرق إلى بعض ملفات الشرق الأوسط. وكان لا بدَّ من حضور الموضوع الأوكراني، خصوصاً أنَّ المتحدث كان وزيراً للخارجية نحو عقد تقريباً. أعرب عن اعتقاده أنَّ الغرب لم يحسن التعامل مع روسيا بعد الانهيار السوفياتي ولم يدرك عمقَ ما تعنيه أوكرانيا لبوتين في التاريخ والجغرافيا.
استوقفني قولُ المتحدث إنَّ الحاكمَ يشعر أحياناً بأنَّ مصيرَ بلدِه، في الأمن والصورة، مرهونٌ بمصير بلدٍ مجاور. أعطاني مثالاً عن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وهو كان قد التقاه عشراتِ المرات. قال إن الأسدَ كان يشعر أنَّ سوريا ستعد معزولة ومطوقة إذا أبحر لبنانُ في وجهة مناقضة لها أو بعيدة عنها. لهذا كان الأسدُ مصاباً بهاجس الورقة اللبنانية التي تعزز موقعه التفاوضي تجاه الغرب ودول المنطقة. وإذا عدت إلى التاريخ تستنتج أنَّ أوكرانيا أكثرُ تداخلاً مع روسيا من لبنان مع سوريا.
إنَّها مرحلة جديدة تماماً. ليس بسيطاً أنْ يزورَ الخوفُ العواصمَ الأوروبية ويحجزَ مكاناً للإقامة فيها. لقد تغيَّرَ العالم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الخوف إلى القارة القديمة عودة الخوف إلى القارة القديمة



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon