أهمية 26 نيسان 2005

أهمية 26 نيسان 2005

أهمية 26 نيسان 2005

 لبنان اليوم -

أهمية 26 نيسان 2005

خيرالله خيرالله

إحتفل لبنان قبل أيام، يوم السادس والعشرين من نيسان- ـ أبريلبالذات، بمرور تسع سنوات على إنسحاب القوات السورية من أراضيه بعد إحتلال دام ثلاثة عقور تقريبا. جاء الإنسحاب نتيجة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط-ـ فبراير من السنة ٢٠٠٥.
كان الإنسحاب بداية لإستعادة الوطن الصغير إستقلاله وسيادته. الرحلة لا تزال طويلة ولكن، هناك تغيّر على أرض الواقع. يتمثّل هذا التغيّر في أنه لم يعد ما يمنع حركة الرابع عشر من آذار التي ترمز إلى رغبة اللبنانيين في إستعادة حرّيتهم ودولتهم من ترشيح الدكتور سمير جعجع رئيس حزب “القوات اللبنانية” لرئاسة الجمهورية. فجعجع من بين بضع شخصيات لبنانية ترمز إلى المقاومة الحقيقية التي تعمل من أجل إستعادة الدولة اللبنانية سيادتها بديلا من “المقاومة” التي تعمل من أجل تكريس لبنان “ساحة” للمحور الإيراني ـ السوري.
من حقّ لبنان الإحتفال بالإستقلال الجديد الذي سمّاه سمير قصير “إستقلال ـ ٢٠٠٥” . إغتيل سمير قصير بسبب دوره في تخليص لبنان من الإحتلال السوري ولربطه بين حرّية لبنان وحرّية سوريا. كان سمير قصير يعرف تماما معنى الإنسحاب العسكري السوري من لبنان. كان يربط بين ربيع بيروت وربيع دمشق. كان يعرف أن الإنسحاب العسكري والأمني السوري من لبنان تمهيد لإنسحاب النظام السوري من سوريا وإزاحة كابوس القهر والظلم عن صدور السوريين.
بعد سنوات ست، تحققت نبوءة سمير قصير. ثار الشعب السوري في السنة ٢٠١١. لا تزال ثورته مستمرّة. في الوقت ذاته لا يزال لبنان يقاوم على الرغم من كلّ المحاولات الهادفة إلى وضعه تحت النير الإيراني بديلا من النير السوري. في الواقع، صارت سوريا تحت النير الإيراني الذي تسعى إلى تأكيد رفضها له كلّ يوم.
بين ٢٠٠٥ و٢٠١١، عمل النظام السوري كلّ ما يستطيع من أجل أن لا يكون هناك أيّ إرتباط بين خروجه من لبنان والوضع الداخلي في سوريا. عمد إلى إلهاء اللبنانيين بالداخل اللبناني عن طريق التفجيرات التي إستهدفت المناطق المسيحية أوّلا، بغية إثارة النعرات الطائفية. جاء بعد ذلك مسلسل من الإغتيالات، معروفة تماما الجهة التي تقف خلفه وتلك التي تتولى التنفيذ. بدأت الإغتيالات بسمير قصير. كان الهدف السوري واضحا كلّ الوضوح. يتمثّل هذا الهدف بتغطية الجريمة الأساسية، جريمة إغتيال رفيق الحريري ورفاقه التي كان يعتقد النظام السوري، ومعه الجهة المنفّذة، أنها ستمرّ مرور الكرام على غرار الجرائم الأخرى بدءا بكمال جنبلاط والرئيس بشير الجميّل والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوّض وكثيرين آخرين كان مطلوبا التخلّص منهم.
كان إنسحاب القوات السورية من لبنان دليلا على أن إغتيال رفيق الحريري عمل مجنون لا يقدم عليه سوى موتور لا يعرف شيئا في السياسة. لم تنجح كلّ الإغتيالات التي إستهدفت الللبنانيين، الشرفاء حقّا، في وقف سير العدالة. لم تنجح كلّ تلك الإغتيالات في منع قيام المحكمة الدولية. لم تنجح حرب صيف ٢٠٠٦ في جعل اللبنانيين يرضخون للأمر الواقع، إي لسلاح “حزب الله” الموجه إلى صدورهم. لم تنجح حرب مخيّم نهر البارد الذي اعتبره الأمين العام لـ”حزب الله” في أحد خطاباته “خطّا أحمر” في الحؤول دون متابعة فعل المقاومة من أجل تخليص لبنان من آثار الإحتلال السوري.
لا يمكن تعداد كلّ ما قام به النظام السوري وحلفاؤه اللبنانيون المدعومون من إيران من أجل تمرير الجريمة ووضع اليد على لبنان بشكل نهائي.
كانت أحداث السابع والثامن والتاسع والعاشر من أيار-ـ مايو ٢٠٠٨ في بيروت والجبل. إنتهك “حزب الله” حرمة بيروت وأهلها على غرار ما فعل الإسرائيلي في العام ١٩٨٢. لم ينفع النظام السوري في شيء إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي شكّلها سعد الحريري من أجل  تمكين لبنان من تضميد جروحه ولملمة أوضاعه الداخلية.
لم ينفع قبل ذلك الإعتصام في وسط بيروت من أجل تعطيل الإقتصاد اللبناني وتعميم البؤس في الوطن الصغير.
قاوم لبنان ولا يزال يقاوم. لم تكن جريمة إغتيال رفيق الحريري مجرّد جريمة عادية، بعدما قال أحد كبار المسؤولين في النظام السوري أنه يكفي أن ننسحب من لبنان كي نعتبر أننا دفعنا ثمنها.
كلّا، إن الإنسحاب من لبنان ليس ثمنا كافيا. لم يكن يوما ثمنا كافيا. لا بدّ من الإنسحاب من سوريا. إيران تدرك ذلك قبل غيرها، ولذلك، صارت شريكا أساسيا في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه. لذلك أيضاترسل طهران ميليشيات عراقية وميليشيا “حزب الله” لقتال الشعب السوري.إيران تعرف أن سوريا مجرّد مستعمرة بالنسبة إليها، وعليها الدفاع عنها حتّى آخر لبناني وآخر عراقي...
كان الإنسحاب من لبنان مؤشرا إلى بدء العدّ العكسي للإنسحاب من سوريا. لم يكن يوم السادس والعشرين من نيسان-ـ أبريل ٢٠٠٥ يوما عاديا. كان المجيء إلى لبنان منذ البداية دليلا على أن النظام السوري يحتاج دائما إلى الهرب إلى الخارج تفاديا لمواجهة الأزمة العميقة التي في أساسها عجزه عن معالجة مشاكل سوريا. كان نظاما فئويا طائفيا أراد باستمرار المزايدة على العرب الآخرين من أجل تفادي إنكشاف حقيقته.
ساعة الحقيقة تقترب مع كلّ يوم يمرّ. لا يشبه إغتيال رفيق الحريري سوى الإحتلال العراقي للكويت في العام ١٩٩٠. إنتهى نظام صدّام حسين العائلي ـ البعثي في اليوم الذي دخلت قواته الكويت. ما لبث صدّام أن خرج من الكويت تمهيداللخروج من بغداد.
التاريخ يعيد نفسه. لم يستوعب بشّار الأسد أن رفيق الحريري كان في حجم دولة وأن إغتياله بالطريقة التي إغتيل بها لا يمكن في أي شكل أن يؤدي إلى إخضاع لبنان. لبنان يقاوم وسوريا ثائرة. من كان يصدّق أنّ القوات السورية ستخرج يوما من لبنان؟ من كان يصدّق أن سوريا ستثور على الظلم بالطريقة التي ثارت بها؟
من كان يصدّق أن نبوءة سمير قصير ستتحقق يوما وأن الشاب السوري لن يقبل بعد ٢٠١١ العيش أربعة عقود أخرى من الذلّ...

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية 26 نيسان 2005 أهمية 26 نيسان 2005



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon