صدّقهم يا ابا بهاء

صدّقهم يا ابا بهاء!

صدّقهم يا ابا بهاء!

 لبنان اليوم -

صدّقهم يا ابا بهاء

خيرالله خيرالله

علي الرز نكمل يا سيدي الرئيس ... اين كنا! "كنتَ تقول لي ان المحكمة الدولية بدأت ومشاهدها الأولية صاعقة. هل تصدّق ان الحزن يغتالني مرتين؟ وهل تصدّق أنني لا أريد ان أصدّق ما أراه او أسمعه؟ كنتُ أجلس معهم وأحمل ملفاتهم شرقاً وغرباً وأعتبر قضيّتهم قضيّتي، وأبحث مع قياداتهم تفاصيل تفاصيل الوضع الاجتماعي لمنتسبيهم وكيف سنردّ لهم بعضاً من جميلهم عبر إرسالهم في بعثات علمية وتأمين آلاف الوظائف لهم عندما تتغيّر الظروف ... لا أريد أن أصدّق ان بعض "جميلهم" ارتدّ على هذا النحو".  كنتَ تتكلم معهم بلغة عربية ولهجة لبنانية. حتى النهاية اعتبرتَ ان في قيادتهم مَن يشبه البلد وان المفتون منهم بالولاية الاخرى لا بد ان يفهم يوماً انه ليس أكبر من البلد، لكن أرباب الولاية هم الغالبون حتى ولو وصلتْ أوامرهم بلغة فارسية ولهجة سوريّة. البلد، يا دولة الرئيس، ولاية من الولايات المتحدة الايرانية. كان يجب ان تبتعد قامتك حتى تصل أقدامهم الى بحر بيروت. وكم كانت رمزية الاغتيال كبيرة عندما اختاروا المكان الملاصق للبحر لتوجيه الرسالة الى العالم بأن الهلال يكتمل وان صيحات البرابرة أقوى من أنات الألم. اين كنا؟ اين كنا؟ ايه تذكّرت. سأخبرك ان المشكلة لم تعد في استراتيجية ايرانية وتنفيذ سوري وأداة لبنانية. المشكلة كبرت الى الحد الذي تخدّرت معه عقولٌ وتحجّرت قلوب. قالوا ان مَن قتلك اسلاميّ متطرف، هتف الجمْع: "اسلامي متطرف". ثم قالوا اميركا، فهتف الجمْع "اميركا"، ثم قالوا اسرائيل، فهتف الجمْع: "اسرائيل". ثم قالوا شكراً سورية، فهتف الجمْع: "شكراً سورية". قال سفاح سورية ان الغالبية التي تشكّلت بعد اغتيالك منتج اسرائيلي ويجب ان تسقط، فهتف "حزب الله": لبيك يا بشار. قال كبيرهم ان محاربة "القاعدة" القادمة من سورية الى نهر البارد خط احمر، فهتف الجمْع: "خط احمر". قالوا ان اليد التي ستمتدّ الى عامل سوري في لبنان سنقطعها، فهتف الجمْع: "سنقطعها". قالوا ان سلاحهم موجّه ضد اسرائيل فقط فهتف الجمْع: "ضد اسرائيل". قالوا ان خيارات الشعوب في تغيير الأنظمة يجب ان تُحترم فهتف الجمْع: "تُحترم". يا سيدي الرئيس، أعرف انك تعرف ولا تريد ان تصدق، انما لا بأس من التذكير. اذا طالَبَ تيارك بالسيادة والاستقلال والقرار الحر فهو اسرائيلي، واذا أخذ معلّمهم سفاح سورية الإذن من اسرائيل كي تدخل دباباته الى "شريط الهدنة" وسحَقَ أجساد الاطفال في درعا فهو "تكتيك" بين معركتيْن صغرى وكبرى. اذا خرقوا الحدود وخطفوا جندييْن وورّطوا لبنان في حرب دامية فهو انتصار، اما اذا ضربت اسرائيل بعشرات الغارات مواقع سورية وصمت السفاح فهو انتصار ايضاً، اما ما بعد بعد الانتصار فهو ان يردّ بشار على الغارات الاسرائيلية باستخدام الكيماوي ضد شعبه ... ويهتف الجمْع: "انتصار انتصار"، وتوزع "البيئة" الحلويات والعصائر بهذه المناسبة. يكتمل التخدير والتحجّر. جيلٌ كامل صهرته التعبئة الطائفية والانعزال في المعسكرات. محاربة "القاعدة" القادمة من سورية الى نهر البارد "خط احمر"، ومَن يعتدي على عامل سوري في لبنان تُقطع يده. نفسه الذي صفق لذلك قال "لبّيك" وهو يتلقى الأمر بخطف سوريين في لبنان او بالذهاب الى سورية لقطع رؤوس المنتفضين على حكم السفاح. هؤلاء المنتفضون الذين فتحوا للمقاومة قلوبهم قبل منازلهم.  نفسه الذي صفق لحقّ الناس في تغيير أنظمتها الديكتاتورية صفّق للديكتاتور السوري وهو يلقي البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين، ونفسه الذي دافع عن "قاعدة" نهر البارد صفّق لنظرية ان القتال في سورية لمحاربة "القاعدة" خط اخضر شرعيّ ومقدّس ...لا احد من المصفّقين يا دولة الرئيس توقف عند ما نقله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف (وهو حليف وداعم لخط الممانعة) عن زعيم "حزب الله" حسن نصر الله من ان دخول الحزب الى سورية "كان ضرورة لأن نظام الأسد كاد ان يسقط"، ولا احد يا دولة الرئيس يريد ان يصدّق ان المقامات المقدّسة ومحاربة "القاعدة" ومواجهة التطرف كلها أوراق يستخدمها الحزب بحسب ظرفيْ المكان والزمان، ولا احد يا دولة الرئيس يريد ان يصدّق انه رصاص في بنادق الآخرين حتى وإن كان حاملاً لبندقية يقاتل فيها تارةً ابن بيروت في 7 مايو وطوراً ابن دمشق وحمص وحلب. أَحضرَ سفّاح دمشق "القاعدة" الى نهر البارد لتفجير الوضع في لبنان، فدافع عنها الحزب وأعاد زعيمها شاكر العبسي سالماً الى دمشق. ذهب "حزب الله" الى سورية لقتال السوريين فأعاد سفّاح دمشق "القاعدة" لتفجّر في بيروت وطرابلس والبقاع كي ترتفع خطوط التماس أكثر بين الطوائف والمناطق ... لم يفكّر الجمع للحظة، بل استمرّ بالهتاف: "لبّيك". أثقلتُ عليك في العام التاسع لغيابك جسدياً. أثقلتُ عليك يا أبا بهاء وأنت الذي وضع على صدرك مشهد المحاكمة ثقلاً يوازي ثقل الاغتيال. نعود الى بداية الحديث وعذراً على المقاطعة، كنتَ تقول انك بحثت مع قياداتهم تفاصيل الوضع الاجتماعي لمنتسبيهم وكيف ستردّ لهم بعضاً من جميلهم عبر إرسالهم في بعثات علمية وتأمين آلاف الوظائف لهم عندما تتغيّر الظروف. هل شدّوا على يدك يومها شاكرين مبادرتك تماماً كما فعلوا يوم "هنْدستَ" تفاهم نيسان الذي شرْعن عمل المقاومة دولياً؟ هل شدّوا ودعوا عليها بالكسر؟ عندما انكسرتْ يدك ولم ينكسر "رأسك"، أبلغك سفاح سورية انه سيكسر لبنان على رأسك ... تصدع لبنان وانكسرت سورية وبقي رأسك مرفوعاً في عليائه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدّقهم يا ابا بهاء صدّقهم يا ابا بهاء



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon