قال شرعيةقال

قال شرعية...قال!

قال شرعية...قال!

 لبنان اليوم -

قال شرعيةقال

خيرالله خيرالله

عن أي شرعيّة يتحدّث النظام السوري ومن خلفه الذين يدعمونه في طهران وموسكو؟ كان تطرّق السيد وليد المعلّم، الذي القى كلمة النظام السوري في افتتاح مؤتمر جنيف-2 الذي بدأ في مونترو، الى الشرعية من اطرف ما شهدته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. ليس معروفا بعد عن أي شرعية يتحدّث وزير الخارجية في نظام لم يمتلك في يوم من الايّام شرعيّة ما، باستثناء سياسة الابتزاز والقتل...اللهمّ الاّ اذا استثنينا شرعية الانقلاب العسكري الذي أتى الى السلطة بطائفة من الاقليّات ثم بعائلة من العائلات تحكم البلد، مع توابعها، عن طريق الاجهزة الامنية. لا تعترف هذه الاجهزة سوى بشرعية واحدة تقوم على الغاء الآخر. ما هذه الشرعية التي تقوم على القتل. منذ متى يمكن أن يبني القتل شرعيّة؟ قال شرعية...قال! هل يمكن للقتل أن يوصل نظاما ما الى الحصول على شرعية؟ الاكيد أن السنّي الدمشقي الذي اسمه وليد المعلّم يعرف ذلك عن ظهر غيب، ولكن ليس أمامه من خيار آخر غير تلاوة الخطاب الذي أُعدّ له والذي يشير الى أن النظام يرفض أخذ العلم بما يدور على الارض السورية. ولكن ما العمل مع نظام قام أصلا على فكرة أن طائفة معيّنة يجب أن تحكم البلد وأن تتحكّم بمستقبله وثرواته وأنّ البديل من ذلك زوال سوريا عن خريطة الشرق الاوسط وتحوّلها الى بلد مفتت؟ لو لم يكن الامر كذلك، كيف يمكن تفسير ذلك الاصرار على نفي وجود ثورة سورية؟ يستغرب النظام كيف يمكن للسوريين الثورة على نظام قهرهم طوال نصف قرن بشتى الوسائل، نظام يتباهى بما فعله بمدينة حماة في العام 1982؟ ما نشاهده في سوريا اليوم أقرب الى مشهد سوريالي. هناك نظام يشجّع الجماعات الدينية المتطرفة من "التكفيريين" على القتل ويلجأ في الوقت ذاته الى اتهام شعبه بأنّه "ارهابي". هناك نظام يستورد مقاتلين من خارج، خصوصا من العراق وايران ولبنان من منطلق طائفي ومذهبي بحت، ثم يشكو من "الوهابية" التي يبدو من الواضح أنّه لا يعرف عنها شيئا. في مونترو، لم يكن لدى النظام السوري سوى خطاب واحد. كلّ كلمة في هذا الخطاب كانت كاذبة. لم تكن هناك كلمة واحدة على علاقة من قريب أو بعيد بالحقيقة. الحقيقة تقول شيئا آخر. أوّل ما تقوله هذه الحقيقة أن هناك نظاما انتهى. هذا النظام يريد أن تنتهي سوريا معه. الاهمّ من ذلك كله أن هذا النظام يعتقد انّ في استطاعته الحصول على شرعية عن طريق ربط نفسه بايران التي صار تابعا لها بالكامل ومعتمدا عليها اعتمادا كاملا منذ خرج عسكريا وأمنيا من لبنان أثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في شباط- فبراير 2005. تاجر النظام السوري بكلّ شيء. تاجر بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية. باع الفلسطينيين وقضيّتهم بالجملة والمفرّق. تاجر بلبنان واللبنانيين. تاجر بالمسيحيين أحيانا وبالمسلمين في أحيان أخرى. لكنّه كان في كلّ وقت من الاوقات نظاما طائفيا مذهبيا يسعى الى تحالفات جديدة عن طريق حلف الاقلّيات معتمدا في البداية على الشعارات العروبية ثمّ على حلفه مع ايران منذ بدأت طهران تستثمر في المذهبية وتعتمدها سياسة على المستوى الاقليمي. تاجر بالبعث العراقي وغباء صدّام حسين. استغلّ هذا الغباء الى أبعد حدود. عرف خصوصا كيف يلعب دور "العاقل" القادر في كلّ وقت على الحدّ من تهوّر صدّام. نجح رهانه، فيما كان يدعم الارهاب بكلّ أشكاله. نجح خصوصا في أن يسوّق نفسه بصفة كونه عنصر توازن في المنطقة! لم يستطع هذا النظام أن يقدّم في يوم شيئا للسوريين باستثناء الفقر والبؤس وتمزيق النسيج الاجتماعي وافقار المواطن وتجهيله وتدريبه على "التشبيح" وتهجير كلّ من له علاقة بالعلم والحضارة. أين أطباء سوريا؟ أين رجال الاعمال الناجحون فيها؟ اين المهندسون والعلماء؟ أين رجال المصارف؟ أين كبار شركات التعهدات؟ كل هؤلاء في الخارج. لم يعد لهؤلاء مكان في سوريا التي صارت المدن العشوائية فيها جزءا لا يتجزّأ من المدن الكبرى. انعقد جنيف -2 من أجل تطبيق جنيف-1، أي من اجل التوصّل الى هيئة انتقالية تمتلك كلّ الصلاحيات التنفيذية تتولى شؤون البلاد طوال مرحلة. استبعدت ايران عن المؤتمر لأنّها ترفض تشكيل الهيئة الانتقالية التي تعني أوّل ما تعني ذهاب الاسد الابن الى بيته أو الى مكان آخر. هناك رغبة ايرانية في الاحتفاظ بسوريا الى ما لا نهاية. وهناك رغبة لدى النظام السوري في استغلال هذه الرغبة الايرانية الى ابعد حدود. وهذا ما يفسّر التحريض اليومي للنظام السوري على المملكة العربية السعودية آملا بأن يصل الامر الى صدام سعودي- ايراني كبير، يرتدي طابعا سنّيا- شيعيا، ينقل التركيز في المنطقة الى مكان آخر. أقلّ ما يمكن أن توصف به هذه السياسة بأنها سياسة قصيرة النظر من جهة وتنّم عن مقدار كبير من الجهل من جهة أخرى. لا شكّ أن الدعم الايراني يشكّل قوة لنظام يذبح شعبه يوميا. لا شكّ أيضا أن الدعم الروسي يشكّل عاملا آخر يلعب دوره في اقناع بشّار الاسد بأن البراميل المتفجّرة التي يلقي بها على المدنيين ستؤمن له شرعية. نسي رئيس النظام السوري أمرا واحدا. يتمثّل ما نساه في أنّ الشرعية الوحيدة التي يمتلكها والتي جعلت الحرب السورية تطول وتطول مرتبطة عمليا في رغبة الاميركيين والاسرائيليين في الانتهاء من الكيان السوري. هذا كلّ ما في الامر. من يحتاج الى دليل على ذلك يستطيع العودة قليلا الى خلف. كان مجرّد التهديد بضربة أميركية كافيا كي يتخلّى النظام عن كلّ السلاح الكيميائي الذي في حوزته. هذا نظام يدّعي الشرعية، الشرعية المستمّدة من القتل، لكنّه لا يفهم الاّ لغة القوّة. متى تحضر هذه اللغة يبطل كلّ كلام عن شرعية. لم يعد السؤال، مع انعقاد جنيف- 2، هل سقط النظام السوري أم لا؟ سقط النظام وشبع سقوطا. السؤال هل تبقى سوريا التي عرفناها، أي هل يبقى الكيان السوري وليد سايكس-بيكو وصنيعته؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال شرعيةقال قال شرعيةقال



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon