عيون وآذانالإسلام بريء من المتطرفين

عيون وآذان(الإسلام بريء من المتطرفين)

عيون وآذان(الإسلام بريء من المتطرفين)

 لبنان اليوم -

عيون وآذانالإسلام بريء من المتطرفين

جهاد الخازن

أخاطب العرب والمسلمين في كل بلد وأقول لهم أن هناك أعداء يريدون الإيقاع بهم، وهناك حمقى وجهلة، من نوع ما عندنا، وكلاهما يبحث عن مادة تديننا جميعاً، فأعود وأقول: لا تعطوهم فرصة. شابان أفريقيان ذبحا جندياً بريطانياً في لندن بعد أن صدماه بسيارتهما في أيار (مايو) الماضي. وصدر حكم عليهما بالسجن المؤبد وكان القاضي حسن الإطلاع وقال لهما: «أنتما اخترتما الراديكالية وأصبحتما متطرفين تروّجان لقضية ووجهات نظر هي خيانة للإسلام والجماعات المسلمة المسالمة التي تقدم الكثير لبلادنا». المتّهمان تعاركا مع الحرّاس، وأحدهما صرخ بالقاضي أن عملهما «لم يكن خيانة للإسلام. أنت لا تعرف شيئاً عن الإسلام». أقول أن القاضي، وأفترض أنه مسيحيّ، يعرف عن الإسلام والعدل والإعتدال فيه أكثر من مجرمين ضالين. لو اقتصر الأمر على حادث واحد لما استحق إشارة إليه، فهناك مجرمون وجرائم في كلّ بلد، إلا أن هناك أخباراً مؤلمة يوماً بعد يوم وأقرأ «إسلاميون يذبحون 43 طفلاً وهم نائمون في بيوت الطلاب داخل مدرستهم»، والخبر من نيجيريا. وأقرأ عن قتل متطرفين إسلاميين 30 صينياً بالسيوف في محطة قطار، ثم اقرأ أن مسلمين قتلوا 11 قبطياً مصرياً في ليبيا، وهناك أخبار عن حرق كنائس في مصر، وعن فرض جزية على مسيحيين في سورية، وعن نزوح المسيحيين من العراق، وغير ذلك كثير. كلّ ما سبق ضد الإسلام، نصاً وروحاً، ولا يفيد سوى إسرائيل. فلا يمكن لخبر من نوع ما سبق إلا أن يجد من ينشره في الإعلام الليكوديّ، ويركّز عليه، ويتهم كلّ المسلمين به، لا الفئة الضالة وحدها. هذه الجرائم أفضل هدية لإسرائيل المحاصرة مع أنصارها. وقد كتبت عن الموضوع غير مرّة، وأعود إليه باختصار شديد اليوم، فإسرائيل تتعرض لحملة مقاطعة عالميّة، من الجامعات والكنائس، إلى الشركات الكبرى والبنوك، من نوع الحملة التي قضت على نظام الأبارتهيد في جنوب أفريقيا. وإسرائيل وأنصارها وليكود أميركا ودعاة الحرب والشرّ الآخرون يبحثون عن قضايا تحوّل الأنظار عن جرائم إسرائيل ويحاولون إلصاق جرائم القلّة الضالة الإرهابيّة بالمسلمين جميعاً، فأقرأ في موقع ليكودي «هل المسيحيون أكثر مجموعة مضطهدة في العالم اليوم؟»، وهي محاولة مكشوفة لإبعاد الكنائس المسيحيّة عن مقاطعة إسرائيل. أشرت مرّة إلى حملة على الختان في بريطانيا ثارت فجأة واستمرت وفي حين أنني لا أعتبرها «مؤامرة» فإنني أجد الموضوع من النوع الذي يسيء إلى المسلمين من دون قصد. الختان ليس في القرآن الكريم وإنما هو عادة تعود إلى أيام الفراعنة وأكثر ما تمارس هذه الأيام في أفريقيا، ولا مكان لها في هذا العصر. وقد كان من نتائج حملة بدأتها طالبات مسلمات أن وزير التعليم مايكل غوف أرسل إلى مدارس انكلترا أنه ضدّ الختان، ويطلب جهوداً محليّة لمنعه. «الغارديان» الليبراليّة تبنّت الحملة وهناك عريضة تحمل 250 ألف توقيع ضدّ الختان، وجهد سياسي لإصدار قانون يمنع الختان في بريطانيا. أعود إلى ما بدأت به، وأقول مرّة أخيرة اليوم: لا تعطوهم فرصة. الإسلام فوق الشمس موضعه والذيـن يـسيئون إلـيه يخـدمون أعـداءه، يسـتوي فـي ذلك أن يكـون عمـلهم جـهلاً أو عمداً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذانالإسلام بريء من المتطرفين عيون وآذانالإسلام بريء من المتطرفين



GMT 21:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

لبنان المؤجَّل إلى «ما بعد بعد غزة»

GMT 20:10 2024 السبت ,25 أيار / مايو

مفكرة القرية: السند

GMT 20:02 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

GMT 19:58 2024 السبت ,25 أيار / مايو

القضية الفلسطينية في لحظة نوعية

GMT 19:56 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الدولة الفلسطينية ودلالات الاعترافات

GMT 19:51 2024 السبت ,25 أيار / مايو

ذكريات العزبى!

GMT 19:49 2024 السبت ,25 أيار / مايو

حوارات إستراتيجية !

GMT 19:45 2024 السبت ,25 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:00 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

طرق ارتداء الأحذية المسطحة

GMT 07:11 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

المسحل ينسحب من الترشح لرئاسة اتحاد القدم

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 12:25 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

أفضل العطور للنساء في صيف 2022

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 12:13 2024 السبت ,25 أيار / مايو

نانسي عجرم بإطلالات شبابية مرحة وحيوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon