عيون وآذان المسموح والممنوع في عملنا

عيون وآذان (المسموح والممنوع في عملنا)

عيون وآذان (المسموح والممنوع في عملنا)

 لبنان اليوم -

عيون وآذان المسموح والممنوع في عملنا

جهاد الخازن

دخلت مكتبي ذات صباح قبل أيام ووجدت على طاولتي مقالاً عنوانه «جهاد الخازن والفضائح الجنسية»، وقد أبرزت السكرتيرة النشيطة السطور التي اعتبرتها مهمة بلون أصفر. استعوذت بالجن الأحمر أو من الجن الأحمر، وقرأت ووجدت أن كاتب المقال هو الدكتور محمد المسفر، وهو كاتب وأكاديمي قطري معروف تربط بيننا علاقة عمل وصداقة فاطمأن قلبي. وجدت أن الدكتور محمد يشير إلى مقال لي نشر بتاريخ 16/8/2013، وينهي كلامه «السؤال الأخير الموجه للأستاذ جهاد الخازن، هل تعرض أي صحافي من الذين نشروا فضائح برلسكوني وكنيدي وساركوزي وبيل كلينتون وغيرهم لأي مضايقات أو ملاحقات في زمانهم من قبل هؤلاء المسؤولين الكبار؟ وهل يجرؤ الأستاذ جهاد أن يكتب عن المغامرات النسائية لأي أمير أو ملك أو رئيس عربي وما أكثرها وأشدها إيلاما في بيئتنا العربية والإسلامية؟». أقول للدكتور محمد: اكتب انت. اسمي جهاد بسام الخازن، وليس عنترة بن شداد. ثم أنه لا توجد فضائح جنسية على مستوى القيادة في بلادنا، ولو كتبت عن فضائح من أي نوع لزعماء دول عربية، فان أهون ما يصيبني أن يصبح البلد المعني ممنوعاً علي أن ادخله، أو أدخله ولا أخرج. مع ذلك مقال الدكتور محمد المسفر يتيح لي فرصة أن أراجع مع القراء مبدأ مهماً في العمل الصحافي. عندما كتبت عن الفضائح الجنسية لسياسيين غربيين اخترت فقط ما يصلح للنشر في جريدة عربية من دون الدخول في تفاصيل كثيرة فاضحة. وكنت أتوكأ في ما كتبت على مادة نشرتها وسائل الإعلام الغربية، وعلى محاكمات وقضايا مرفوعة. وكعادتي في كل ما أكتب احتفظت بأصول المادة التي اخترت منها لمقالي، ففي الدول الديموقراطية الغربية، إذا وجد كاتب نفسه أمام تحقيق قضائي عن موضوع كتبه فأول سؤال هو: هل احتفظت بأصول المعلومات (النوتة) عما كتبت؟ في القانون الإلهي والوضعي «على المدعي (وهو هنا صحافي كاتب) البيّنة»، لذلك فمكتبي في لندن يضم تلالاً صغيرة من المادة الأصلية التي اخترت منها، فإذا مضت أشهر من دون أن يعترض أحد على المقال، أحذف المادة القديمة لأفسح مجالاً للمادة الخاصة بآخر المقالات. طبعاً، بالنسبة إلى الفضائح الجنسية العربية التي يريد الدكتور محمد أن أتناولها الأمر مختلف جداً فالتفاصيل لم تنشر في الصحف المحلية. ولم يمثل أي مسؤول كبير أمام محكمة ليواجه تهماً في قضية جنسية. بكلام آخر، ليس عندي أي دليل تقبل به محكمة لو نشرت «أي كلام» لمجرد أنه رائج في جلسات قهوة النشاط بين الإخوان. في الغرب، هناك تقارير الشرطة وألوف المقالات وكتبت عن فضائح من نوع غرق ماري جو كوبكني في بحيرة تشاباكويديك مع تيد كنيدي الذي سبح ونجا، أو وزير الدفاع البريطاني جون بروفيومو والغانية كريستين كيلر، أو بيل كلينتون والمتدربة (على أمور كثيرة) مونيكا لوينسكي. في بلادنا، لا يوجد شيء يشبه ما سبق، ولعل السبب أن الزعيم العربي يتحول إلى «بابا روما» في الحكم ولا يمارس شيئاً سوى السهر على مصلحة المواطنين كما رأينا في ليبيا يوماً، وفي سورية والعراق وغيرهما اليوم. أخيراً، كنت أتمنى لو أن كتّاب البلاغات المصريين الذين اتهموا خصومهم بالسرقة والخيانة العظمى يحاسبون على الطريقة الإنكليزية لأن الواحد من هؤلاء الدجالين المجردين من الأخلاق والضمير كان سيعود إلى بيته ليجد أنه من دون بيت، فهو إذا لم يثبت التهمة عليه أن يدفع تعويضاً للمتهم البريء، وأهم من ذلك نفقات المحامين. أرجو أن يكون في ما كتبت فائدة للقارئ العربي والكاتب، فعندي خبرة في هذا الموضوع، وقد ربحت قضية رفعتها في لندن وأخرى رفعت عليّ لأنني أعرف حدود مساحة الحرية المتاحة في العمل الصحافي في الغرب. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان المسموح والممنوع في عملنا عيون وآذان المسموح والممنوع في عملنا



GMT 21:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

لبنان المؤجَّل إلى «ما بعد بعد غزة»

GMT 20:10 2024 السبت ,25 أيار / مايو

مفكرة القرية: السند

GMT 20:02 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

GMT 19:58 2024 السبت ,25 أيار / مايو

القضية الفلسطينية في لحظة نوعية

GMT 19:56 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الدولة الفلسطينية ودلالات الاعترافات

GMT 19:51 2024 السبت ,25 أيار / مايو

ذكريات العزبى!

GMT 19:49 2024 السبت ,25 أيار / مايو

حوارات إستراتيجية !

GMT 19:45 2024 السبت ,25 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:00 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

طرق ارتداء الأحذية المسطحة

GMT 07:11 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

المسحل ينسحب من الترشح لرئاسة اتحاد القدم

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 12:25 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

أفضل العطور للنساء في صيف 2022

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 12:13 2024 السبت ,25 أيار / مايو

نانسي عجرم بإطلالات شبابية مرحة وحيوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon