سوريا اتفاق اليمن لكن مشوه

سوريا.. اتفاق اليمن لكن مشوه!

سوريا.. اتفاق اليمن لكن مشوه!

 لبنان اليوم -

سوريا اتفاق اليمن لكن مشوه

طارق الحميد

يبشر الأمين العام لجامعة الدول العربية من ناحية بأن الأزمة السورية تدخل «المرحلة النهائية»، والقطريون بدورهم متفائلون بتقارب أميركي - روسي حول الموقف من سوريا، خصوصا مع الإعلان عن اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين في جنيف بحضور السيد الأخضر الإبراهيمي لمناقشة الملف السوري. فما الذي يجري؟ المصادر تشير إلى أن هناك مقترحا روسيا بأن يتم تشكيل حكومة انتقالية لا صلاحيات للأسد عليها، ولا يدخلها من يداه ملطختان بالدم السوري من أعضاء النظام الأسدي، ويرأسها، أي الحكومة الانتقالية، معارض سوري بارز، وعليه يبقى الأسد حتى عام 2014، ولا يترشح في الانتخابات القادمة، ليخرج إلى بيته، هذا ملخص ما سمعته. وبالطبع، فإن الروس يقولون إنهم لم يغيروا موقفهم تجاه ما يحدث في سوريا. والسؤال هنا: إذا كان الروس لم يغيروا موقفهم فلماذا الاجتماع مع الأميركيين والإبراهيمي من الأساس؟ ولماذا هذا التفاؤل من القطريين، والسيد نبيل العربي، خصوصا وهو يقول، إن هدف المباحثات الأميركية - الروسية في جنيف «إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، وإنه ما إن يصدر القرار «ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت»، ولم يكتف العربي بذلك، بل إنه يقول إن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب»، فعلى ماذا إذن كل هذا التفاؤل والتصريحات، إذا كان موقف الروس لم يتغير؟ الواضح من المقترح المشار إليه أعلاه، أن هناك محاولة لتطبيق المبادرة الخليجية في اليمن على الأزمة السورية الآن، ولكن بطريقة مشوهة، وذلك بحجة الخوف من استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، وبالطبع، إذا كان هذا هو المقترح الأساسي للقاء الأميركي - الروسي مع السيد الإبراهيمي، أي حكومة انتقالية، وبقاء الأسد لعام 2014، فهذا يعني مضيعة للوقت، ومحاولة لإنقاذ الأسد من كل الجرائم التي ارتكبها، وليس إيجاد مخرج له. فالمخرج قد يكون مقبولا لدى السوريين، بمعنى أن يغادر الأسد إلى دولة ما فورا لتبدأ المرحلة الانتقالية، أما الانتظار لانتخابات 2014 فإنه إنقاذ للأسد، لأن الأمر يمثل اعترافا به كرئيس، رغم كل عدد القتلى السوريين، وهذا أمر غير قابل للتنفيذ بكل تأكيد، بل حتى تنحي الأسد وبقاؤه في سوريا، على طريقة علي عبد الله صالح الذي بقي في اليمن سيكون أمرا غير مقبول بكل تأكيد. وعليه، فإن الواضح من الموقف الروسي الآن، ومهما قال الروس، هو أن موسكو بدأت تفقد الأمل في صمود النظام الأسدي، وبدأت تدرك أن لا فائدة من الوقوف معه، كما أن الواضح من اللقاء الروسي – الأميركي، أن موسكو الآن في مرحلة التفاوض، وخصوصا أن الروس انتظروا كثيرا، وفقدت أوراقهم التفاوضية في سوريا الكثير من قيمتها، وذلك جراء تطور الأوضاع على الأرض، حيث بات «الجيش الحر» يحاصر العاصمة دمشق، مع تداع سريع للنظام الأسدي، وفي الوقت الذي باتت فيه المعارضة السورية أكثر تماسكا، وصلابة على المسرح السياسي. ولذا فمن الصعب اليوم تخيل أي مقترح أو حل للأزمة السورية من دون خروج الأسد من المشهد تماما، والآن وليس بعد عام أو عامين. نقلاً عن جريدة  "الشرق الأوسط"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا اتفاق اليمن لكن مشوه سوريا اتفاق اليمن لكن مشوه



GMT 21:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

لبنان المؤجَّل إلى «ما بعد بعد غزة»

GMT 20:10 2024 السبت ,25 أيار / مايو

مفكرة القرية: السند

GMT 20:02 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

GMT 19:58 2024 السبت ,25 أيار / مايو

القضية الفلسطينية في لحظة نوعية

GMT 19:56 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الدولة الفلسطينية ودلالات الاعترافات

GMT 19:51 2024 السبت ,25 أيار / مايو

ذكريات العزبى!

GMT 19:49 2024 السبت ,25 أيار / مايو

حوارات إستراتيجية !

GMT 19:45 2024 السبت ,25 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 19:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

سعر الذهب يصل لمستويات غير قياسية جديدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 05:47 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 22 أبريل / نيسان 2024

GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة

GMT 19:56 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

GMT 05:18 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

خواتم ذهب ناعمة للفتاة العشرينية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon