شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

 لبنان اليوم -

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ

طارق الشناوي
بقلم: طارق الشناوي

رحلت شريفة فاضل، فهل منحناها ما تستحقه من اهتمام؟، أتذكر أننى كنت عضوًا في لجنة عليا لأحد المهرجانات الغنائية، في مطلع الألفية الثالثة، واقترحت عليهم تكريمها، تصورت أن مجرد ذكر اسمها لا يحتاج منى لذكر أي مبررات، اكتشفت أنها بالنسبة للقسط الأكبر من أعضاء تلك اللجنة مجرد صاحبة كباريه اسمه (الليل)، أكدت لهم أن هذا هو الجزء الظاهر فقط، ولكن شريفة علامة مهمة جدًّا في حياتنا الغنائية منذ الخمسينيات، ولا يجوز حصرها في ملهى ليلى، رغم أنه غنى فيه أساطين الغناء الشعبى، مثل عبدالمطلب وشفيق جلال وأحمد عدوية، وحضر فيه يومًا ما لمشاهدة تلك العروض عبدالحليم وعبدالوهاب.

لم أجد إلا نظرات كلها استهجان، وأعتقد أن هذا هو حال الكثير من الأفكار المماثلة، التي ربما لم يعلن حتى عنها خوفًا من نظرة تحمل اتهامًا، شريفة مطربة عانقت النجاح مبكرًا، وغنّت كل الألوان والأطياف، حاولت في مرحلة، بدعم من زوجها السابق، السيد بدير، إحدى أهم أيقونات الدراما، أن تقتحم مجال السينما كممثلة، إلا أن حظها كان قليلًا في هذا المجال، وموهبتها محدودة، بينما في الطرب هي حقًّا صاحبة بصمة استطاعت أن تتواجد في زمن غنى فيه الكبار أمثال عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم ونجاة وفايزة وشادية ووردة وغيرهم، لها رصيد متنوع شارك فيه رياض السنباطى ومحمد فوزى ومحمود الشريف ومحمد الموجى وسيد مكاوى، وتظل بصمة منير مراد حالة خاصة جدًّا. كان منير هو توأم شادية، منذ نهاية الأربعينيات، عندما لحن لها أولى تجاربه (واحد اتنين واحد اتنين أنا وياك يا حبيب العين)، وتعددت النجاحات الجماهيرية، مثل (دبلة الخطوبة) و(يا دنيا زوقوكى) و(خمسة في ستة بتلاتين يوم)، إلا أن شادية انطلقت إلى مكان آخر، يسكن فيه بليغ والموجى والطويل، فقرر منير مراد من خلال شريفة فاضل أن يقدم لونه المميز بألحانه المشاغبة، ومن بينها (حارة السقايين).

التي كتبها حسين السيد، واخترقت حاجز الزمن، وبجرأتها تقف في الصدارة، وأعادها محمد منير ونانسى عجرم، منير مراد كان يرسم بالأنغام ملامحها، وهى كانت بدورها واحدة ممن شكلن ملامح الغناء المصرى.

كيف نحافظ على ذاكرة الوطن؟.

دأبنا على تبديد تلك الذاكرة لأننا لا نستشعر أهمية التوثيق، كثيرًا ما تلاقيت مع قيادات في الإعلام الرسمى والخاص، ودائمًا أحاول أن أنقل إليهم أهمية هذا المشروع، وهو تسجيل بالكاميرا مع كبار المبدعين، الذين عاشوا زمنًا هم شهود عليه.

في مطلع الألفية، تقدمت بفكرة تسجيل مع الموسيقار الكبير، كمال الطويل، حاولت، وفشلت، كان الموسيقار الكبير رافضًا التسجيل في تليفزيون الدولة لخلاف بينه وبين وزير الإعلام الأسبق، صفوت الشريف، بينما الفضائيات لم تستوعب أن «الطويل» شاهد عيان على زمن الكبار، تفرق كثيرًا عندما يتحدث فنان كبير عن الكبار، ولم أجد وقتها سوى أن أسجل 18 ساعة بالصوت فقط للأستاذ، أودعتها مع ابنه، الملحن زياد الطويل.

في الأشهر الأخيرة فقط، فقدنا محمد سلطان وخالد الأمير وشاكر الموجى، وقبلهم الشاعر صلاح فايز، ولم نسجل لأى منهم مشوار حياته لأننا ببساطة لم ندرك أهمية ذلك. غنى في كازينو الليل أغلب المشاهير والعديد من المطربين. كان شارع الهرم هو نقطة الانطلاق، وبعضهم كان يغنى وراء راقصة مع المجموعة، حكايات عديدة رحلت أيضًا مع شريفة فاضل.

علينا أن نسارع بالتسجيل مع شهود عيان هذا الزمن، وما أقسى الأيام، التي تفاجئنا بأن مَن كانوا معنا قبل ساعات قد غادرونا، ولم يتركوا لنا حتى وثيقة!!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريفة فاضل ويتساقط التاريخ شريفة فاضل ويتساقط التاريخ



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:07 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منافسة قوية بين ريال مدريد وأرسنال على ضم فلاهوفيتش

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 21:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

الأهلي المصري يعلن شفاء بانون من كورونا

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 15:58 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل العطور الرجالية لهذا العام

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon