«الجونة» وصلت الرسالة

«الجونة».. وصلت الرسالة

«الجونة».. وصلت الرسالة

 لبنان اليوم -

«الجونة» وصلت الرسالة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

هل كان ينبغى أن يتأخر افتتاح مهرجان الجونة فى دورته السادسة من 13 أكتوبر إلى 14 ديسمبر؟

واجه المهرجان ضغوطًا أدبية، بعد أن أصدرت وزارة الثقافة قرارين متلاحقين، الأول إلغاء مهرجان الموسيقى العربية والثانى إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى، بسبب ما يجرى فى غزة، القرار الرسمى لم يكن إلغاء بل تأجيلًا، إلا أننا كنا نعرف جميعًا أنه تأجيل له مذاق الإلغاء.

ربما لم تكن إدارة الجونة على قناعة تامة بالتأجيل، ولكن لاعتبارات أدبية قررت ألا تبدو متناقضة مع التوجه الرسمى للدولة، وهناك سبب آخر (خارج النص) وهو أن «الجونة» يدرك جيدًا أن سهام «السوشيال ميديا» تترصده، وهناك فريق متخصص هدفه الأساسى اغتيال الفن وقتل البهجة، وهكذا تكتشف أنهم يتحدثون عن الفستان وليس الفيلم، ويعتقد الناس أنه مهرجان الفستان وليس الأفلام، وأن التوقيت حرج، لذا قرروا الاستسلام للتأجيل.

قرار الأخوين ساويرس (نجيب وسميح) بإقامة الدورة السادسة كان هو الرد الحاسم، حتى يصل للعالم صوتنا.

جاء الافتتاح بلا مظاهر احتفالية معبرًا عن تعاطف لا يعرف أى حدود مع القضية الفلسطينية وأهلنا فى غزة الجريحة، وهناك تظاهرة للسينما الفلسطينية، بدأ الاحتفال بفيديو كليب عن فلسطين، وقال محمود حميدة كلمة مؤثرة على المسرح، والتزم القسط الأكبر بارتداء الزى الأسود، وهناك من وضع الكوفية الفلسطينية، ولا أعتقد أنها تعليمات مباشرة من إدارة المهرجان بقدر ما هو إحساس تعايش معه عدد كبير من ضيوف المهرجان.

أهمية إقامة المهرجان هذه الدورة أراها تتجاوز حتى أهمية الأفلام المعروضة، إنها درس عملى يوضح كيف نتعامل مع الأزمة.

أبغض الحلال وأسوأ الحلول هو الإلغاء، الأصعب والأكثر تأثيرًا هو أن تحيل الأزمة إلى فرصة للتعبير عن الموقف، وهو ما لم ندركه مع الأسف فى حمى التأجيل التى أصابت العديد من التظاهرات، كما أنك تكتشف أن هناك من يعامل السينما بقدر من الازدراء ويلغى المهرجان السينمائى بينما المسرح لا يطوله الإلغاء، حتى إن أكاديمية الفنون أقامت تظاهرة عن فن الأراجوز وكان الغلاف هو الفنان الكبير محمود شكوكو بالزعبوط والجلباب والعصا، ولم يعترض أحد.

الاستسلام للحزن هو إحدى أهم علامات الهزيمة، تاريخنا ملىء بالمواقف التى تؤكد أننا قاومنا الأحزان ولم نستسلم لها، ولدينا درس لما حدث بعد هزيمة 67، عندما كانت الفرق الاستعراضية الغنائية تقيم الحفلات للجنود على الجبهة مع كبار مشاهير الغناء، هذا هو الموقف الذى مع الأسف، حاولوا التعتيم عليه.

مهرجان (الجونة) يقدم رسالة هامة أيضًا من خلال حضور فنانين من العالم، تؤكد أن مصر هدف جاذب للسياحة العالمية، برغم ما يجرى فى غزة.

جاء تكريم المخرج مروان حامد كرسالة لهذا الجيل، جائزة الإنجاز حظى بها عدد من الكبار أمثال داود عبدالسيد ومنحها لمروان يؤكد أن الإنجاز لا يعرف عمرًا افتراضيًّا.

مروان كعادته ذكر كل الذين تعلم منهم، ومنح شريف عرفة خصوصية، قطعًا يستحقها، كما أنه أهدى الجائزة إلى روح والده كاتبنا الكبير وحيد حامد وإلى والدته السيدة الإعلامية الكبيرة زينب سويدان.

سوف تتواصل أيام وفعاليات المهرجان ملتزمة بكل العروض العالمية التى أشارت إليها فى الجداول، وفى نفس الوقت ستظل للسينما الفلسطينية فى هذه الدورة خصوصيتها، ويبقى أهم ما فى تلك الحكاية هو ما نجح الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) فى إعلانه، ليؤكد أن المهرجانات لا تؤجل بل هى أهم أسلحتنا الناعمة لكى نعلن للعالم أجمع مواقفنا الوطنية والقومية!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الجونة» وصلت الرسالة «الجونة» وصلت الرسالة



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 12:03 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

العالم على موعد مع أول "تريليونير" في التاريخ خلال 10 سنوات

GMT 06:56 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء تجنبيها للظهور بصورة أنيقة ليلة رأس السنة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon