اعتزال صاخب أم هادئ

اعتزال صاخب أم هادئ؟

اعتزال صاخب أم هادئ؟

 لبنان اليوم -

اعتزال صاخب أم هادئ

طارق الشناوي
بقلم: طارق الشناوي

الاعتزال هو أخطر قرار يتخذه الفنان، معادلة دائمة بين الفنان والزمن الذي بقدر ما يأخذ يعطى، يتضاءل التدفق والوهج والغزارة، ولكن في نفس الوقت فإن مرور السنوات يمنح الفنان أسلحة أخرى تجعله أكثر حنكة في الرهان على النجاح.

المذيعة الأسطورة «أوبرا وينفرى» أعلنت في حفل أسطورى اعتزالها وشاهدنا كيف أن هذه السيدة العظيمة تخفى كل هذا العطاء العظيم من خلال كل هؤلاء الذين ساعدتهم على مواجهة الحياة فصاروا أبناءها.

أوبرا واحدة من أكثر النساء على مستوى العالم نفوذًا وتأثيرًا وأيضًا جرأة وثراءً.. في الحياة الفنية نادرًا ما نجد فنانًا يعلن اعتزاله.. البعض ينسحب ولكنه لا يعلنها بصوت عال.. اعتزال هادئ مثل «نجاة» مثلًا تستطيع أن تقول عنها إنها اختارت الاعتزال، وعادت قبل نحو أربع سنوات وسجلت أغنية (كل الكلام)، ثم هي نفسها التي طالبت بمنع عرضها.

قبل أعوام كان من الممكن لعدد قليل جدًّا من الإعلاميين أن يتواصل مع «نجاة» وأن ترد أيضًا على اتصالاتهم، كنت واحدًا منهم، الآن «نجاة» لا ترد على أحد، أتذكر أننى كثيرًا ما كنت أقرأ أخبارًا بين الحين والآخر عن عودتها، بعضهم يقول إنها تستعد لتسجيل القرآن الكريم بصوتها، وبعضهم يؤكد أنها تجرى بروفات لأغنيات دينية لتقديمها في رمضان.

وعندما أسألها تؤكد أن كل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، أستأذنها في نشر التكذيب تقول لى الخبر الكاذب سوف يكذِّب نفسه بنفسه.. ويمر زمن أسابيع أو شهور، وبالفعل يموت الخبر، «نجاة» نموذج للاعتزال الهادئ لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة التي اختارت هذا الطريق، «نجلاء فتحى» اختارت أيضًا الانسحاب الهادئ، لم تعلن اعتزالها رسميًّا!

على الجانب الآخر فإن الاعتزال كان هو القرار الأصعب في حياة الفنانة الراحلة «صباح»، برغم أنها كانت تعانى صحيًّا إلا أنها تشبثت بالحياة وبالغناء وطلبت أن يكون وداعها في الكنيسة على إيقاع رقصة الدبكة.

«أم كلثوم» نموذج للفنان الذي لم يعرف الاعتزال، رحلت «أم كلثوم» عام 75 وقبلها بعامين كانت تقف على خشبة المسرح لتغنى، وعندما اكتشفت بعدها بأشهر أنها غير قادرة على تقديم حفل، سجلت في الاستديو أغنية «حكم علينا الهوى» وبعد أن تحقق انتصار أكتوبر 73 جمعتها أكثر من جلسة مع الشاعر «مأمون الشناوى» والملحن «رياض السنباطى» لتقديم أغنية وطنية.

ولكن حالتها الصحية لم تسمح لها ولم تعلن الاعتزال، الموسيقار «محمد عبدالوهاب» فعليًّا اعتزل الغناء في مطلع السبعينيات، ولم يعلن ذلك، كان «عبدالوهاب» يقدم أغنيات بصوته على العود ويحتفظ بها، وهذا بالطبع ينفى عنه تمامًا الاعتزال.

ورغم ذلك فإن «عبدالوهاب» لم يكتف بهذا القدر بل استعاد تسجيلًا له عام 77 مع «عبدالحليم حافظ» في بروفات أغنية «من غير ليه»، وقدمه بعد 12 عامًا تحت إشراف مهندس الصوت الراحل «زكريا عامر»، باعتباره يسجل الأغنية مع فرقة موسيقية كاملة، كان «عبدالوهاب» سعيدًا بتلك التمثيلية التي شارك الإعلام في ترويجها، فهو لا يريد أن يعلن اعتزاله الغناء.

ولكن «عبدالوهاب» فعليًّا ظل حتى تجاوز 90 عامًا وهو ممسك بالعود.. «وديع الصافى» حتى مشارف التسعين كان يغنى، المخرج «صلاح أبوسيف» عندما بلغ الثمانين وأقام ندوة في المسرح الصغير عام 1995 شاركت فيها مع «فريد شوقى» و«عاطف سالم» و«نادية لطفى»- أعلن اعتزال الإخراج.

إلا أنه أضاف لو أن الرقابة أجازت التصريح لسيناريو «مدرسة الجنس» فسوف يعود للإخراج، السيناريو كتبه لينين الرملى يتناول البرودة في العلاقة الجنسية بين الزوجين.

أي أن «صلاح» رسميًّا لم يعتزل، وبعد رحيل صلاح صرحت الرقابة بالسيناريو، وأخرجه ابنه «محمد أبوسيف» باسم «الطاووس»، (الابن) افتقد جرأة أبوسيف (الأب)، وتلك حكاية أخرى!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتزال صاخب أم هادئ اعتزال صاخب أم هادئ



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:24 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الممثل التلفزيوني جاك أكسلرود عن عمر ناهز 93 عاماً

GMT 17:28 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نشرات "لينكد إن" الإخبارية بين الترويج وتخطي الخوارزميات

GMT 10:51 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 07:24 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

غفران تعلن مشاركتها في "الاختيار 2" رمضان 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon