مهرجان برلين حضور عربى وغياب مصرى
أخر الأخبار

مهرجان برلين.. حضور عربى وغياب مصرى!

مهرجان برلين.. حضور عربى وغياب مصرى!

 لبنان اليوم -

مهرجان برلين حضور عربى وغياب مصرى

طارق الشناوي
بقلم: طارق الشناوي

غدًا، يفتتح مهرجان برلين السينمائى دورته رقم (73) بالفيلم الأمريكى (جاءت إلى) للمخرجة ريبيكا ميلر. الحضور المصرى شحيح هذه المرة، لدينا المخرجة الموهوبة أيتن أمين، التى تشارك كعضو لجنة تحكيم لاختيار أفضل (عمل أول) فى كل مسابقات المهرجان، الرئيسية والموازية، والمقصود بهذا التوصيف هو الفيلم الأول أو الثانى.

أيتن سبق لها المشاركة قبل عامين فى (برلين) بفيلمها الروائى (سعاد)، وهو أحد أهم الأفلام المصرية فى السنوات الأخيرة، وذلك فى الدورة الافتراضية التى عقدت (أون لاين) بسبب (كورونا)، وكان الفيلم أيضا قد اختير رسميًّا قبلها فى مهرجان (كان) فى الدورة التى ألغيت فى اللحظات الأخيرة تحسبًا للفيروس اللعين.

تواجُدنا المصرى من الممكن أن تعثر عليه من خلال حضور حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، ومعه المدير الفنى المخرج أمير رمسيس، لانتقاء الأفلام والتعاقد عليها لعرضها بالقاهرة.. تتشابك الأقسام داخل المهرجان الألمانى، مما يتيح فرصا متعددة للاختيار. قطعًا لسنا وحدنا، الخبير السينمائى المتميز انتشال التميمى مدير مهرجان (الجونة) ومعه فريق العمل سبقنا إلى هناك.

مما يعنى أن قرار عودة (الجونة) الذى اتخذه سميح ساويرس قبل ثلاثة أشهر بدأ تفعيله واقعيا، لم يتم الاستقرار بعدْ على موعد فعاليات الدورة السادسة لـ(الجونة)، لكن التميمى يؤكد العودة بعد توقف المهرجان فى العام الماضى، كما أنه وكالعادة منذ أربع سنوات يشارك مهرجان (البحر الأحمر) بجناح، يعرض من خلاله العديد من الأفلام السعودية لشباب السينمائيين.

عدد من زملاء المهنة من النقاد والصحفيين تحملوا المشقة المادية من أجل حضور فعاليات (برلين) فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وحتى قبلها لم تعد دور الصحف المصرية، حتى الكبرى منها، تشارك فى تحمل أى نفقات، ورغم ذلك ألاحظ فى كل عام تواجد زملاء جدد سواء فى «برلين» أو «كان»، مما يعنى أن الشغف بالمهرجانات الكبرى لاتزال له سطوته على الزملاء، وخاصة الشباب. قبل سنوات كانت (نايل سينما) تحجز لنفسها مكانًا لتقديم تغطية مميزة، أتصور أن الأمر بات صعبًا هذه المرة.

لدينا خمس مشاركات عربية ليس بينها فيلم مصرى.. بعد أن تعودنا الغياب فى العام الماضى شارك فيلم مخرجه مصرى ولكن الفيلم طبقا لجنسية الإنتاج يعد ألمانيًّا، (باشتاقلك ساعات) إخراج محمد حسن شوقى.. وحتى كتابة هذه السطور.

لم أرَ الفيلم، فهو لم يعرض حتى على (المنصات)، واتهم وقتها مخرج الفيلم بالترويج للمثلية الجنسية، وفى حوار لى معه عبر المحمول، أكد لى أنه لا يروج ولا يدافع، فقط يعرض.. فى كل الأحوال، الفيلم رسميًا لا يحمل الجنسية المصرية.

الأفلام العربية المشاركة فى قسم (البانوراما) هى (تحت سماء دمشق)، وثائقى طويل، من إخراج هبة عادل وطلال ديركى وعلى وجيه، وبالطبع التوجه السياسى فى السينما السورية يلعب دوره ولا يمكن إغفاله.. من الممكن اكتشافه بهذا المفتاح «اسم المخرج» و«محل إقامته».

من يقيم بالداخل أو يُسمح له بالدخول إلى سوريا لن يقترب من نظام (الأسد) ولن يشير سوى إلى أن ما حدث فوضى وفعل إجرامى ومؤامرة.. بينما الأفلام التى تُصنع خارج الحدود فهى تتعاطف مع الثوار وتدافع عن الثورة، وتدين حقبة الأسد (الأب والابن) وتحملهما المسؤولية.. غالبا هذا الفيلم سيقف فى مرحلة متوسطة، ولن يحدد موقفه، لأن مخرجيه بينهم من يسكن دمشق، وذلك حتى يضمن صُناعه حرية لعودة إلى الوطن بدون محاكمة أو توقيف.

الحياد فى تلك النقطة الشائكة هو فقط كحد أدنى ما تسمح به الدولة الآن، وهو ما فعلته كندة علوش التى شاركت فى إنتاج وتمثيل فيلم (نزوح) للمخرجة سؤدد كدعان، والذى عُرض فى (البحر الأحمر). الفيلم السورى يتعرض وفقًا لما هو متاح من أوراق للعنف ضد المرأة، وأيضا لسوريا فيلم آخر يعرض فى قسم المنتدى هو (وادى الخرسانة)، يتناول التأقلم فى حياة المهاجرين، تجرى أحداثه فى كندا، ومن الممكن أن ينتقد الفيلم فى هذه الحالة نظام الأسد.

كما يشارك لبنان فى نفس القسم بفيلم (الرفيق القائد.. كم هو جميل أن أراك)، إخراج وليد رعد، عما أطلقوا عليه شلالات لبنان، وأيضا لبنان له فيلم (على هذا الشاطئ هنا) للمخرجة ياسمينة متولى المصرية، وسبق أن شاركت قبل 8 سنوات فى فيلم (بره الدنيا) الذى مثل السينما المصرية عام 2015، وأيضا لاقى هجومًا فى الداخل، وأغلب من وجهوا له اتهامات لم يشاهدوه، ولكن بطريقتنا المعلبة والتى نكرر فيها نفس الاتهام: (نشر غسيلنا القذر).

كما يشارك فى البانوراما الفيلم اليمنى «المرهقون» للمخرج عمرو جمال. الفيلم تشارك فى إنتاجه المملكة العربية السعودية والسودان واليمن، وتجرى أحداثه فى مدينة عدن، ويتناول الأزمة التى يعيشها السكان فى ظل هذا الانقسام داخل الوطن، وكما ترى أن الدول المشاركة رسميا هى التى تعيش فعلا أزمات مثل سوريا ولبنان واليمن، تحاول التعبير والتنفيس عن نفسها.

عندما نتحدث عن (برلين) عبر التاريخ، نتوقف قطعًا بكل تقدير أمام يوسف شاهين، الذى شارك أكثر من مرة بأفلام مثل (باب الحديد)، واقترب- كما يحكى هو كثيرا- من جائزة أفضل ممثل عام 58 عن دوره الأثير (قناوى)، وهذا الفيلم الاستثنائى هو أيضا أول فيلم مصرى شارك فى نفس العام ممثلا للسينما المصرية لاختيار أفضل فيلم فى الأوسكار.

يوسف شاهين شارك بعدها بعام بفيلم (جميلة)، الذى يتناول حياة المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، ويومها نددت فرنسا بالفيلم وانتقدت المهرجان الألمانى الذى انحاز لفيلم يناصر المقاومة المسلحة ضد فرنسا.. وقالت ماجدة الصباحى فى أكثر من لقاء إنه كانت هناك خطة لاغتيالها، ولهذا كانت تصاحبها فى المهرجان حراسة مشددة.

أما أهم الجوائز التى حصلنا عليها ليوسف شاهين، فهى لجنة التحكيم الخاصة (الدب الفضى) عن فيلم (إسكندرية ليه) عام 1979، الفيلم ضرب فى كل الاتجاهات وتناول التسامح بين الأديان، انتقد الفساد ووجه الدعوة من أجل التوافق بين كل الجنسيات والأديان فى مدينةٍ كانت تعد نموذجًا لمفهوم (الكوزموبوليتان)، وكالعادة هناك من حاول قراءة سياسية للفيلم لأنه يقدم الشخصية اليهودية بإيجابية.

السينما المصرية تعانى بشدة، أرشيفنا (ماضينا السينمائى) عُرضة للهلاك، بينما الحاضر يؤكد غيابنا عن كل المهرجانات الدولية وحتى العربية.. فهل يسمعنا أحد؟!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان برلين حضور عربى وغياب مصرى مهرجان برلين حضور عربى وغياب مصرى



GMT 09:13 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بالفصحى

GMT 09:06 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حالة انتخابية في أميركا

GMT 09:03 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

في معنى الاحتفاء بالمؤرخ ابن عيسى

GMT 08:58 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

البناء والهدم وتعريف النصر

GMT 08:53 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تقرير أمريكا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon