حدوتة مصرية فى «جدة»

حدوتة مصرية فى «جدة»

حدوتة مصرية فى «جدة»

 لبنان اليوم -

حدوتة مصرية فى «جدة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

كثيرة هى الألقاب التى أطلقها عشاق محمد منير فى العالم العربى، على نجمهم الاستثنائى،، وأشهرها (الكينج)، إلا أن العنوان الذى يتجسد أمامى عندما أرى أو أسمع مجرد اسمه (حدوتة مصرية).

سر خصوصية تلك (الحدوتة) أنه مصرى فى كل تفاصيله، وفى نفس الوقت يرنو للجمال فى كل الثقافات، مخترقا محددات الجغرافيا والتاريخ، على مدى نصف قرن صار من الكبار الذين رسموا ملامح الوطن.

فى الحفل الذى أقامته هيئة الترفيه مساء الجمعة الماضى، رأيت منير على المسرح فى حالة نشوة غير مسبوقة، أوركسترا ضخم يقوده باقتدار المايسترو صاحب الحضور المبهر هانى فرحات، العازفون عالميون من مختلف الجنسيات، الكل يقف تحت مظلة واحدة هى الجمال، مؤمنا بعقيدة واحدة هى صدق الإحساس.

الدنيا تغيرت وهذا هو ما يجب التعامل معه باحترافية، الناس تستقبل الأغنية بالأذن والعين والوجدان، وهكذا وجدنا الفرقة الموسيقية تقدم العديد من (الصولوهات) العزف المنفرد، مصحوبة بحركة مقننة ومحسوبة بدقة، يقدمها العازف بتعبير جسدى.

فى ثقافتنا الشرقية، تعودنا أن نستمع مثلا إلى (صولو) لكبار العازفين فى فرقة أم كلثوم مثل عبده صالح (القانون) ومحمد القصبجى (العود) وأحمد الحفناوى (الكمان) وسيد سالم (الناى)، الآن لم يعد هذا كافيا، الحركة صارت تلعب دورا موازيا، وهو ما تحقق بكثافة فى حفل منير، وتجاوب معه الجمهور فى المسرح وعلى الشاشة.

من الذى يحدد توجه الناس؟ إنهم وفى العالم كله الشباب دون العشرين ومطلع الثلاثينيات، هؤلاء يمثلون الشريحة الأكبر فى التعاطى مع مختلف الفنون، سينما ومسرح وموسيقى وغناء، انحيازهم لأى لون، يعنى أيضا حمايته بقوة اقتصادية، مما يمنحه السيادة، وهكذا أرى الزمن القادم، ما رأيناه على المسرح سيصبح هو (ترمومتر) الجودة.

فى اليوم السابق للحفل، قلت لمنير أعجبنى تعبير (مشوارى)، هو أصدق توصيف، لإنجازك، أجابنى هذا هو اقتراح (أبوناصر) المستشار تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، وتحمست له لأنه يترجم بالضبط مشاعرى.

قلت له هذا ليس فقط مشوارك يا صديق العمر، ولكنه مشوارنا، كل منا عندما يستمع إلى أغنية لك، سيعود إليه مجددا جزء من ذكريات الحياة، مهما مضت السنوات ستصبح أغنيتك هى العنوان الثابت لمراحل متعددة لمشوار كل منا، علامات مرصعة بالكلمة والنغمة والنبرة واللمحة على تفاصيل عشناها بحلوها ومرها.

ما هو سر بقاء سحر منير راسخا ومؤثرا خمسة عقود؟ إجابتى أنه لا يتعالى على أى نغمة، يدرسها ويتأملها ولديه دائما إطلالة سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية، يكشف من خلالها عناصرها الأولية.

منير صوت ملهم، للشاعر والملحن، حتى عندما يعيد تقديم أغنيات صنعت لآخرين، تشعر وكأنها كتبت ولحنت فقط من أجل منير. عاش العالم العربى مساء الجمعة ليلة استثنائية ستسكن تاريخ الغناء الأصيل الذى يعانق العصرية، ليست مجرد ليلة، فصل كامل مبهر ومشرق من كتاب عنوانه (حدوتة مصرية).

هل بعد كل هذا الحب وتلك الحفاوة، وقبلها وبعدها عشرات من المسرحيات والليالى والأمسيات، نشك لحظة أن مصر هى أكثر دولة عربية تسكن فى قلب الشعب السعودى، تابعوا كيف هتفت القلوب فى جدة معبرة عن حبها لأحلى وأروع وأصدق (حدوتة مصرية)!!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدوتة مصرية فى «جدة» حدوتة مصرية فى «جدة»



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:07 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منافسة قوية بين ريال مدريد وأرسنال على ضم فلاهوفيتش

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 21:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

الأهلي المصري يعلن شفاء بانون من كورونا

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 15:58 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل العطور الرجالية لهذا العام

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon