بقلم : محمد أمين
مصر سوف تشارك، اليوم، في حفل تتويج الملك تشارلز، ويمثل مصر في حفل التتويج الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء.. ولعله حفل التتويج الذي لم يشاهد مثله أجيال كثيرة في العالم، خاصة البريطانيين، فقد مكثت الملكة السابقة إليزابيث سبعين عامًا.
ومعناه أن عقودًا سبعة خلَت من حفلات التتويج، وأن أجيالًا شابة عديدة لم تشاهد مثل هذا الحفل.. لكن الكبار في السن فوق السبعين والثمانين سوف يشاهدون حفلًا كربونيًّا من حفل تتويج الملكة إليزابيث، ولاسيما أن حفل التتويج يتم بنفس الطريقة
منذ ألف عام!.
من المنتظر أن يكون حفل التتويج حدثًا لا مثيل له بخلاف أي مناسبة أخرى، وسوف يتم نقله عبر جميع الفضائيات في العالم، وسيتم تقديم مجموعة مذهلة من جواهر التاج الملكية، التي تُحفظ عادة في برج لندن، إلى تشارلز خلال الحفل، ما يكرّس انتقاله رسميًّا من أمير إلى ملك!.
القصة هنا ليست في الجانب الاحتفالى فقط، ولكن في بداية عهد ملكى جديد يُنتظر منه أن ينقل بريطانيا نقلة نوعية، ويحدد توجهات المملكة في عدد من الملفات والسياسة الخارجية، ومنها علاقتها
بأمريكا!.
المهم في هذه المناسبة ما ينتظره الشعب البريطانى من «إنعام ملكى» في مثل هذه المناسبات، وما تنتظره الشعوب التي كانت مستعمرة في عصر سابق، هل يعتذر الملك الجديد عن فترات الاستعمار؟..
وهل يعتذر عن حصول المملكة على بعض الجواهر والأحجار الكريمة من سلطات الاستعمار وتسليمها إلى الملك، وكثير منها يظهر في تاج الملك والصولجان وكرسى العرش؟!.
البدايات الجديدة تحمل أحلامًا وآمالًا جديدة.. فهل يقوم الملك تشارلز بفتح باب الأمل أمام شعب المملكة وكل الشعوب التي تعاملت مع المملكة على مدى قرون سابقة؟..
وبالمناسبة أتساءل لماذا يفرح الملك المتوج ويفرح في الوقت نفسه مَن يشاركون في التتويج؟!.
الإجابة أن عملية الانتقال السلمى للسلطة تعطيها مذاقًا خاصًّا.. كما أن عملية الانتقال الدستورى تضفى فرحة على الجميع.